Al Jazirah NewsPaper Thursday  19/11/2009 G Issue 13566
الخميس 02 ذو الحجة 1430   العدد  13566
المملكة وخدمة الحجاج
فهد بن سليمان الخليفة

 

سعي دؤوب، وعمل متواصل، واستنفار متكامل على كل الأصعدة والجوانب، ذلك ما يلمسه كل مسلم ومسلمة من شتّى بقاع العالم من الجهود المبذولة من هذه الحكومة الرشيدة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك الموفق المسدد عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ومن ولي عهده الأمين والنائب الثاني وفقهم الله لكل خير، جهود مبذولة لتيسير الحج وتذليل كافة الصعاب التي قد تلاقي الحجاج الذين قدموا من كل فج عميق يلبون نداء الحق يرجون رحمة الله ويبتغون ثوابه ويتزودون من التقوى فهي خير الزاد.

وأن كل منصف يرى هذه الأعمال الجبارة والجهود المتكاثفة من كل القطاعات والجهات سواء كانت حكومية أو أهلية فيحمد الله تعالى على هذه النعمة الغالية، نعمة الأمن والإيمان والناس يؤدون فريضة الحج بكل يسر وسهولة محفوفون برعاية الله ثم برجال مخلصين نذروا أنفسهم لخدمة ضيوف الرحمن.

ولقد شرفني الله تعالى بمنه وكرمه بالمشاركة في موسم الحج للأعوام السابقة تبعاً لبرنامج التوعية في الحج الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية بمتابعة مستمرة من وزيرها النشط معالي الشيخ صالح آل الشيخ ومن الوكيل المسدد الموفق د. توفيق السديري، ولقد رأيت خلال هذه الأعوام ما أسعدني وسرني، بل وشرفني من هذه الأعمال المباركة والتضحيات المقدرة التي يلمسها كل حاج قدم من خارج المملكة أو من داخلها، ولقد رأيت أن من واجبي الإشادة بهذه الجهود التي يقف على سنامها ورأسها البطل الموفق بتوفيق الله إلى كل خير صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، الذي يقف بقلبه وعقله وجسده ويشرف على كل صغيرة وكبيرة في هذا الموسم المبارك حتى يظهر بالمظهر المشرف ابتغاء الأجر من الله الرحيم الرحمن. ولي مع هذه المواقف المشرقة وقفات:

أولاً: تحية إجلال وإكبار لرجال أمننا البواسل، الأسود الأشاوس الذين في ميادين العز والشرف على حدود المملكة الجنوبية الغربية الذين نذروا أنفسهم في هذا الموسم المبارك وضحوا بأغلى ما يملكون لهذا الوطن الغالي الذي يستاهل من الجميع كل بذل وتضحية وفداء، وذلك جزاء من يتعدى على حدودنا الأبية، ومملكتنا الحبيبة فهي عليه نار محرقة وخطوط حمراء يصعب تجاوزها فلهم مني خالص الدعاء بالتثبيت والتأييد ولجيشنا الباسل بالنصر والتوفيق.

ثانياً: يقول الله تبارك وتعالى: (فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ)، كلمات عظيمة تدل على مقصد من مقاصد الحج العظمى وهي تعظيم شعائر الله وإجلالها، وحفظ حرماته وصيانتها (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)، أين هذا المقصد العظيم والهدف الجليل الذي يريده الحاج من حجه من فئات اتخذت من الحج موسماً لزرع الفتنة وبث بذور الخلاف والشقاق، وإثارة النزاع وتشتيت للجهود واشغال للجهات الحكومية من أداء رسالتها السامية في الحج، وهذا والله من الجدال المنهي عنه، بل إنه ليس من تعظيم شعائر الله وليس من تقوى القلوب التي قصدها الإسلام في فريضة الحج.

كيف يستقيم حج الإنسان وهو يقوم بمظاهرات وشعارات بالية، بل كيف يكون حج الإنسان مبروراً وهو قد خالف السنّة في حجه وفي الحديث الشريف: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) متفق عليه. فيجب أن يتفرغ الحاج لأعمال الحج بكل سكينة وهدوء وطمأنينة يبتغي الأجر من الله.

ثالثاً: وقفة إعجاب وتأييد لكل القطاعات المشاركة لإنجاح هذا الموسم المبارك من جهات حكومية عسكرية وأمنية وجهات صحية وجهات إشرافية ودينية لوزارة الشؤون الإسلامية التي جندت كل طاقتها من أجل موسم حج ناجح من ناحية التوعية في الحج، فأرسلت الدعاة المؤهلين إلى كافة مناطق المملكة والمواقيت وطبعت الكتب والأشرطة التي تضيء بإيضاح العقيدة السليمة والأحكام الشرعية بأسلوب سليم بعيد كل البعد عن الغلو والتشدد، بل تتسم بالسماحة والوسطية والاعتدال وبيان سهولة هذا الدين وعظمته ورفعته.

رابعاً: في الحديث الشريف: (عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله).

الله ما أجمل هذه العيون التي تحرس قوافل الحجيج والمعتمرين حتى تنظم سيرهم وتحفظ حجهم وتنشر الأمن في صفوفهم أتوا من كل القطاعات العسكرية رغبة في خدمة هذا البلد المبارك وشرفاً لخدمة الحجيج وضيوف الرحمن.

فلكم مني أيها الجنود البواسل سواء المرابطين على حدود المملكة صداً للعدوان ومنعاً للمعتدين، أو المرابطين لخدمة الحجاج والعمار أجمل تحية وأخلص دعاء بالتوفيق والتسديد والنصر والتثبيت.

لكل جندي مجاهد أو عامل مرابط، أو موظف مساند دعائي الصادق بأن يوفقكم الله لكل خير ويهيئ لكم أسباب السعادة في الدنيا والأخرة. حفظ الله لنا قادتنا وبلادنا وأمتنا في كل وقت وحين.

-مدير إدارة الأوقاف والمساجد بعنيزة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد