أثبتت بسالة جنودنا المرابطين على الحدود المتاخمة لليمن وفاءهم وبرهم بما أقسموا عليه وعاهدوا به ولاة أمرنا حفظاً للأمن وذوداً عن الشرف ودفاعاً عن تراب الوطن الغالي، وقد جاءت تلك المواقف البطولية في صور متعددة جعلت كل من رأى أو سمع أن أبناء هذا البلد كالبنيان يشد بعضه بعضاً، فما بين ميدان المعركة وأروقة بنوك الدم بالمستشفيات وأحاديث المجالس تتوحد الصورة ويتفق الموقف، ويجمع اللفظ على حب الوطن والدفاع عنه والإسهام في الحفاظ والتضحية من أجله.
وقد رصدت صحفنا المحلية مدى ما لهذا الكيان العزيز في قلوب مواطنيه وأبنائه في الداخل والخارج، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما طلبه أحد جنودنا الأشاوس من مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بعد زيارة سموه الكريم للمصابين في المواجهات لدحر فلول المتسللين أتباع حركة التمرد في اليمن، ذلك الطلب المتضمن الأذن له بالعودة إلى ميدان الشرف والسؤدد تأدية للواجب الوطني مع زملائه وهذا يبرهن لما لا يدع مجالا للشك أن ما يلحق بأولئك الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، خير دافع للاستمرار وتقديم الروح ثمنا لكرامة الوطن وعرفانا بالفضل لأهله من ولاة الأمر في بلادنا المباركة - رعاهم الله وأيدهم بعونه وتوفيقه- وليهنأ أولئك الرجال المرابطون، فقد جاء في الأثر: (عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)، إن ذلك الموقف الآنف الذكر لم يكن الأول ولن يكون الأخير فما أجمل تلك النفوس الصادقة وما أعظم همم أصحابها، وأجمل بمواقف القيادة التي هي بعد الله -سبحانه وتعالى- خير حافز ومعين لكل منتم لهذا البلد الحبيب، لتقديم ما يملكه المرء حباً وكرامة وامتنانا لوطننا ولقادته النبلاء.
حفظ الله بلادنا شامخة أبية في ظل قائد نهضتنا وربان أمتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -أدامهم الله عزا للإسلام وذخراً للمسلمين إنه سميع مجيب الدعوات.
مدير إدارة الأوقاف والمساجد بمحافظة الحريملاء