Al Jazirah NewsPaper Friday  20/11/2009 G Issue 13567
الجمعة 03 ذو الحجة 1430   العدد  13567
أبناؤنا بين الانعزالية والعدوانية
د. سعد بن محمد الفياض

 

الانعزالية أو الانطوائية هي حالة نفسية يعيشها بعض أبنائنا تظهر من خلال قسمات وجه ذلك الطفل وتأتأة لسانه وتلعثم كلماته وبضادها حالة المشاكسة والعدوانية التي تبرز ملامحها من خلال مشاكله مع الآخرين وكثرة اعتدائه عليهم.. وهاتان الحالتان النفسيتان وإن كانتا متضادتين إلا أن أسبابهما واحدة ومسبباتهما مشتركة من خلال الطريقة والأسلوب الذي ننتهجه مع أطفالنا سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة.. فالمباشرة كالقسوة في حقهم والعنف في معاملتهم بالضرب أو التهديد.. أو غير المباشرة كان يكونوا ضحية لمشاكلنا الزوجية وتوتر علاقاتها وعلى رأسها مشكلة الطلاق بين الزوجين والتي نتائجها لا تنحصر على الأب والام فقط بل يتعداه إلى أبعد من ذلك إلى الأولاد وربما المجتمع كله وذلك إذا لم نتعامل مع قضية الطلاق التعامل الشرعي العادل الذي لا يكون فيه ضرر ولا ضرار وكذلك قضية العقاب بالنسبة لأطفالنا فالإسراف المفرط في العقاب واستخدام أساليب غير تربوية يكون لها الأثر البالغ من حيث تحطيم نفسياتهم وزرع نبتة الكره في قلوبهم مما ينتج عن ذلك سلوك جنائي وربما إجرامي في حق نفسه أولا وفي الآخرين ثانيا وكل هذا ناتج عن سوء معاملتنا معهم وربما بسبب مشاكلنا التي نحمل بعضهم جريرتها.

لذا فأبناؤنا بحاجة ماسة من أجل تخليصهم من هذه الأمراض النفسية إلى أمن النفسي وأمن عاطفي..هم في حاجة إلى من يشعرهم بالانتماء لأنفسهم ولأسرتهم ومجتمعهم يشعرون فيه بالحماية من كل ما يهدد أمنه واستقراره بل وحاضره مستقبله.. هو بحاجة الى محب يشفق عليه يبادله الحب يشبع عاطفته.. يعامله بالحوار الهادئ والنقاش المحترم الذي يقدر فيه ذاته ويحترم شخصيته مهما كان سنه أو عمره.. إنه بحاجة إلى قبول واعتراف واعتبار من الآخرين.. بحاجة شعور بالحرية والاستقلال وإعطائه الثقة في نفسه مع البعد عن الشك أو الريب أو التهديد والوعيد والتحقير والتعيير أو السب والشتم وكلمات التنقص والازدراء.. إنه يريد أن يعرف نفسه ويحدد هويته ويعرف ماله وما عليه بالأسلوب الراقي والمعاملة الحسنة {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا}{وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}عندها ستنتهي مشاكل أبنائنا وسنسعد بهم وسيسعدون بنا ولن يكون للآخرين الذين يصيدون في الماء العكر عليهم سبيل لا إرهابا ولا انحرافا.



Saad.alfayyadh@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد