Al Jazirah NewsPaper Friday  20/11/2009 G Issue 13567
الجمعة 03 ذو الحجة 1430   العدد  13567
كيف نصنع حياة تناسبنا؟
عيسى الصرامي

 

عندما يخلد أحدنا إلى فراشه في آخر اليوم بعد يوم كان مملاً أو حينما حسّ بالأرق يبدأ يسأل نفسه ويفكر بما حدث له خلال اليوم ليلهي تفكيره لعل النوم يجد إلى مآقيه سبيلا لماذا يحدث هذا؟ وما هذا الإحساس؟ وماذا فعلت؟

هذه الأسئلة تنبع من داخلنا، وهذا إحساس فطري أوجده الله سبحانه وتعالى بداخلنا، فمن الصعب أن تجد شخصاً لم تقابله منذ عدة سنوات يكون (على حاله) فمن هنا نعرف احتياجنا إلى حب التغيير فينا وإضافة بعض النكهات لحياتنا لكيلا تصبح حياة رتيبة ومملة.

حتى لو تمعّنا وتفكرنا بأيام الطفولة، وتذكرنا أصدقاءنا الذين كنا نلعب معهم، نجد أنه ومع مرور السنين، هناك تغيير يحدث كلما كبرنا، وتعدينا مرحلة معينة، فكنا نحسّ أننا قريبون من بعضنا جداً حتى فرقتنا الدنيا، حتى لو لم تفرقنا، نجد أنفسنا انشغلنا باحتياجاتها أكثر كلما كبرنا، وهذا جعل كل فرد منا ينشغل بكل ما هو مسخر له، ولكن دعونا نفكر لثوانٍ معدودة ماذا نستفيد عندما يلتهي كل منا بمهامه ومشاكله؟ نجد الإجابة القريبة دائماً منا (هذه سنة الحياة) نعم هي كذلك، ولكن ألا تتفق معي إذا كانت هذه سنة الحياة فلابد أن نستغلها أحسن استغلال فيما يفيدنا حتى لو انشغلنا عن الغير من أصدقائنا وأحبائنا وغيرهم.

لابد لنا إذن أن نستغلها في معرفة كل ما هو جديد وأن نلون حياتنا إذا كانت بلا ألوان وأن نضيف إليها بعض المنكهات إذا كانت (سادة) من غير طعم فلنحاول أن نكتسب دائماً كل ما هو جيد ونرمي القديم خلف ظهورنا وأن ننظر كما نسمع دائماً (إلى الجزء الممتلئ من الكوب) ونترك الفارغ.. فمثلاً وأنت تعمل لا مانع من أن تفعل بعض الأشياء المحببة لك في أوقات فراغك، وعندما تذهب إلى مكان ما لا تنظر للمكان المزدحم بكل تأفف وانزعاج، بل استمتع بالطريق بشرب قهوة الصباح أو سماع الأشياء المحببة لك أياً كانت.

لا تترك الحزن والملل يخيم على حياتك فلا تستطيع التحكم بها أو كما يقال (تفلت منك) وما زالت كلمة ترن في أذني حتى الآن سمعتها من شخص كان يقول إذا فُرض عليك شيء (كالذهاب لأي مكان لا تريده) مدرسة أو عمل أو غيره فافعله وأنت (راضٍ) لأنك في كلتا الحالتين ستفعله، فلماذا تفعله وأنت غاضب؟!

فلوّن حياتك.. وأضف إليها نكهتك الخاصة.. ولا تنس أن تضيف كل يوم شيئاً جديداً لها.. ولا تخف من تجربة شيء جديد لأنه لا يوجد سوى خيارين إما أن تنجح أو تتعلم درساً.. والصورة لا تكتمل إلا بنقصانها.. فأخطاؤنا هي التي سوف تعلمنا ما يجب أن نفعل لكي ننجح ونستمر.. جرب فالتجربة خير برهان.

ولا أنسى أيضاً كيف يعرف الشخص أن هذا المجال لا يروق له أو أن هذا محبب له من تجربته الشخصية، فمن محاولته في أي منهما أدرك أي الاثنين يختار.

نحن وحدنا القادرون على صناعة أجواء توفر لنا حياة جديدة ممتعة، خالية من الرتابة والملل، الواقع لا يتغير ذاتياً، لابد من وجود بصماتنا عليه حتى يصبح مناسباً لنا، كما أن التغيير الإيجابي يحدث في الدواخل قبل أن نرى تأثيره في الواقع، أي لابد أن نهيئ أنفسنا ونتصالح معها، ونصحح ما بها من تناقضات حتى تستوعب الحياة التي تروق لنا، وقبل أن نجاري بمر الشكوى، علينا رسم خريطة طريق لحياتنا بالكيفية التي نريدها، ولا مانع إذا حياتنا فرضت علينا أن نتخلى عن بعض العادات التي نحرص عليها، ففي هذه الحالة يتوجب علينا أن نضحي من أجل أن نعيش حياة كريمة فاضلة خالية من المنغصات والكدر.



e-mail:edesk3@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد