Al Jazirah NewsPaper Friday  20/11/2009 G Issue 13567
الجمعة 03 ذو الحجة 1430   العدد  13567
الأمير هذلول ومسيرة الزعيم
محمد الدويش

 

في احتفالية القناة الرياضية بفوز الهلال بلقب فريق القرن الآسيوي اتفق رؤساء النادي الحاضرين على عدم نسبة أي إنجاز تحقق في عهد رئاسة أي منهم إلى إدارته، بقدر ما هو إنجاز جماعي ينسب لهذا الكيان، سواء من أعضاء الشرف أو الإدارة، أو اللاعبين، أو الجمهور، وهو إيثار تميز به الهلاليون عن غيرهم.

ففي الهلال يتغير الرؤساء ولا تتغير سياسة الدعم، فالدعم للنادي الكيان يعني تلقائياً توجيه الدعم لكل رئيس قادم، بل إن الرئيس الجديد يتلقى الدعم المادي والمعنوي ممن سبقه بعكس ما يحدث في أندية أخرى، حيث تحاول الإدارة السابقة وضع العراقيل أمام الإدارة اللاحقة، وتبرز المشكلات والاختلافات، لذلك تأتي استمرارية الإنجازات الهلالية وتناميها من موسم لآخر، مما أهله للزعامة المحلية والإقليمية والقارية بحسب لغة الأرقام التي لا يطولها الكذب.

وفي احتفالية الفوز بلقب القرن لم ينس الرؤساء الهلاليون دور من سبقهم من الرؤساء السابقين بدءاً من مؤسس النادي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد، مروراً بالرؤساء من أصحاب السمو الأمراء: الأمير هذلول بن عبدالعزيز -يحفظه الله- والأمير عبدالله بن ناصر -يرحمه الله- والأمير عبدالله بن سعد -يرحمه الله- وبقية الرؤساء الآخرين، حيث أسهم كل رئيس بدور ملموس وفعال في مسيرة النادي عبر تاريخه المليء بالإنجازات.

ويأتي صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز -شفاه الله ومتعه بالصحة والعافية- كأحد أبرز رجالات الهلال من خلال ما قدمه من دعم مادي ومعنوي على مدى تاريخ النادي، كما يسجل التاريخ الهلالي لسموه نجاحه في قيادة النادي في أصعب مراحله التاريخية عندما انتشله في مرحلة عانى خلالها الفريق الكروي وابتعد كثيراً عن منصات التتويج بفترة زادت عن عشر سنوات، عندما قاده لتحقيق لقب أول بطولة دوري ممتاز، فانطلق بعدها يحصد الألقاب ليكون الطرف الثابت في معادلة التنافس على الالقاب محليا وإقليميا وقاريا حتى أصبح زعيم البطولات بمختلف مسمياتها ومستوياتها.

وبفضل ما منحه سموه للنادي من دعم، وما استحدثه من أسلوب إداري فإن سموه يكون قد وضع النادي على الطريق الصحيح، مضى بعدها في مسيرته على قواعد موضوعية تحدد الأهداف والوسائل، وتضع المعايير والضوابط، فكان النادي الأبرز محلياً في أنشطته المختلفة وألعابه الرياضية عبر بطولاته المتعددة وإمداده الذي لم يتوقف للمنتخبات السعودية المختلفة وتمثيله لأندية الوطن المشرف رياضياً وثقافيا.

وعندما نتحدث عن مآثر ودور سمو الأمير هذلول -يحفظه الله- في مسيرة الهلال، فإن ذلك لا يعني الإقلال من عمل الإدارات السابقة أو اللاحقة بقدر ما كانت فترة رئاسة سموه نقطة تحول في مسيرة النادي بعد مرحلة صعبة عانت منها الألعاب الرياضية، وتحديداً الفريق الكروي الذي غاب عن البطولات رغم امتلاكه لأهم أدوات تحقيقها وهم النجوم، أما التاريخ فيحفظ لكل الإدارات الهلالية تميزها وإخلاصها وإكمال بعضها للبعض؛ ففي الهلال كما أسلفت كل إدارة تعمل لمستقبل النادي وليس لفترتها كما يحدث في غيره من الأندية، لذلك تأتي كل إدارة لتكمل مسيرة من سبقتها بعد أن تجد كل الظروف مهيأة لمواصلة المسيرة وتحقيق الإنجازات.

وعودا على بدء، إذا كان ما يميز الهلاليين دون غيرهم تلك الروح الجماعية، وأسلوب العمل بروح الفريق وتسامي كل منهم عن أن ينسب الفضل لجهده، أو يرجع النجاح لإدارته، فإن قيادة صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز سوف تبقى شعاع ضوء ينير مسيرة الهلاليين في كل عصر وحين، كما سيظل أسلوبه القيادي المميز علامة وضاءة في تاريخ النادي بوجه خاص، والمسيرة الرياضية بشكل عام.. أسبغ الله على سموه الشفاء والعافية، ومتعه بموفور الصحة.



Mohd2100@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد