الإرهاب وشتى أنواع الانحرافات أصبحت آفة العصر، ولا يمكن القضاء عليها ما لم تقترن الأقوال بالأفعال، في البحث عن الوسائل الفعلية التي يتم بها القضاء على هذه الآفة، لحفظ الأجيال الجديدة من رفقاء السوء الذين يجرونهم إلى الإرهاب والانحراف والضلال، وفي نظري أن مراكز الأحياء الاجتماعية النموذجية للترفيه البريء، تعد من أهم الوسائل التي تكشف الانحراف والإرهاب وتقضي عليه، وتطهر أحياء بلادنا من أخطاره، عندما تتحقق هذه المراكز وتكون من قسمين منفصلين للذكور والإناث، الكبار والصغار ليذهب الآباء مع أبنائهم والأمهات مع بناتهن لهذه المراكز النموذجية للترفيه البريء في أوقات فراغهم، ويتبع كل مركز الأحياء القريبة منه ويسجل فيه جميع السكان التابعين له، ويكون تحت إشراف الدولة وبإدارة متخصصة في علم الاجتماع يشهد لها بالتقى والصلاح وتتوفر في هذه المراكز كل المستلزمات الضرورية للترفيه البريء ومن أهمها ما يلي:
أ - مسطحات خضراء للجلوس مع ملاعب للأطفال وممر رياضي لممارسة رياضة المشي.
ب - مسبحان كبيران مغطيان للكبار والصغار يصلحان للصيف والشتاء وتحت إشراف مدربين.
ت - صالتان للكمبيوتر والإنترنت والألعاب الإلكترونية للكبار والصغار تحت إشراف موجهين ومدربين أكفاء.
ث - صالتان للجلوس للكبار والصغار في فراغهم للتعارف فيما بينهم، مزودتان ببوفيه راقٍ للوجبات السريعة لتلبية احتياجاتهم من مأكولات ومشروبات تحت إشراف مختصين في التغذية.
ج - مكتبة تكون معرضاً للكتب الجديدة يوضع فيها كل ما يصدر وينشر ويوزع من كتب في بلادنا الغالية.
وفي هذا العصر انتشرت مقاهي الإنترنت والصالات الرياضية في أحياء بلادنا وأصبحت ظاهرة لافتة للنظر، يقوم بها أفراد يسعون للربح وهي للذكور فقط، ودون رقابة أو إشراف حكومي، ومفتوحة لأي إنسان، فلا يعرف من أين أتى وفي أي الأحياء يسكن ويخشى أن يتسلل إليها قرناء السوء من الإرهابيين والمنحرفين، مما جعل أغلب المواطنين من سكان الأحياء يحجمون عن إلحاق أبنائهم بمقاهي الإنترنت والصالات الرياضية، إما خوفاً على أبنائهم من الانحراف والإرهاب أو قد لا تمكنهم إمكاناتهم المادية للانتساب إليها لأسعارها المرتفعة، وقد يلجأ بعض الأبناء إلى الاشتراك بمقاهي الإنترنت والصالات الرياضية في الأحياء دون معرفة أولياء أمورهم، وهي مضرة جداً على الأجيال الجديدة إذا لم يتم مراقبتهم وتوجيههم إلى الأحسن والأصلح.
فبعد انتهاء الحرب الباردة بين القطبين المتنافسين، بهزيمة القطب الشرقي وانتصار القطب الغربي أمريكا ودول أوروبا الغربية الذين أصبحوا يتحكمون بأسلحة الدمار الشامل النووية والجرثومية وبالمال والإعلام في كل أنحاء العالم، فاستغلت الصهيونية العالمية التي تسيطر على هذا القطب القوي، تطور وسائل الاتصالات والإعلام، التي جعلت من العالم قرية صغيرة، في وقت ضعف فيه الإسلام بسبب تفرق المسلمين وتناحرهم فيما بينهم، فوجه إليهم أعداء الله ورسوله ومن يدور في فلكهم، هجوماً ثقافياً مدمراً بوساطة المحطات الفضائية الهابطة ومواقع الإنترنت المخلة بالدين والأخلاق والشرف والموجهة من قِبلهم لتدمير الأجيال الجديدة من أبناء المسلمين، وجرهم إلى الإرهاب والانحراف والرذيلة، فانتشر الإرهاب والانحراف بشتى أنواعه.
وفي شهر سبتمبر 2001م تبنت منظمة القاعدة الإرهابية الغبية تفجيرات أمريكا، بعد تسهيل مهمتهم وعدم كشفهم من قِبل مسؤولي المطارات الأمريكية، ليكون سبباً في غزو بلاد المسلمين واحتلالها وتدميرها، كما حصل لأفغانستان والعراق أو التناحر بين مواطنيها كما هو حاصل في باكستان والصومال ولبنان والسودان، وقد يأتي الدور على بقية الدول الإسلامية التي يتناحر مواطنوها فيما بينهم بالمعتقدات الدينية والسياسية الصالح منها والضال، وهو ما يخدم أهداف ومخططات أعداء الله ورسوله صهاينة العصر لاحتلال بلاد المسلمين وتدميرها ونهب خيراتها ومواردها الاقتصادية، والتحكم بمواقعها الاستراتيجية بعد انشغالهم فيما بينهم بحروب أهلية لها بداية وليس لها نهاية كما هو حاصل في أفغانستان والعراق، والعاقل من اتعظ بغيره.
وأعتقدُ أنه أصبح من الضروري إيجاد مراكز الأحياء الاجتماعية النموذجية، التي تقوم على التكافل الاجتماعي بين سكان الأحياء الأثرياء، والإشراف عليها من قِبل الدولة، ودعمها مادياً ومعنوياً، ليصبح الاشتراك فيها من قِبل سكان الأحياء التابعة لكل مركز بمبلغ رمزي، فيتم التعارف بين سكان الأحياء، والتعاون فيما بينهم على البر والتقوى، ومراقبة المنحرفين من سكان أحيائهم، لحفظ أولادهم من قرناء السوء الذين يقودون للانحراف والإرهاب والضلال في جميع أشكاله.
ومراكز الأحياء الاجتماعية النموذجية تشجع على التكافل الاجتماعي في مجتمعنا، وتذيب الفوارق بين طبقات المجتمع وكل من يدعم هذه المراكز من الأغنياء، يوضع اسمه ومقدار مشاركته في لوحة الشرف التي تخلد اسمه على مدى العصور فيدعى له بظهر الغيب بالمغفرة والرحمة من قِبل الأجيال المتعاقبة في هذه الأحياء، وهذا ما يتمناه كل مسلم مؤمن.
ومركز الأمير سلمان الاجتماعي الذي تأسس منذ أكثر من عشر سنوات، أكبر دليل على نجاح المراكز الاجتماعية في بلادنا، حيث أصبح معلماً حضارياً غير مسبوق للمتقاعدين من الرجال والنساء، وقد سمعت كثيراً من منتسبيه من يلهج بالدعاء والذكر الحسن لكل من ساهم فيه، وخصوصاً رئيسه الفخري الداعم له، الذي يحمل اسمه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض حفظه الله الذي جعل من عاصمتنا الرياض تضاهي أعظم العواصم العالمية في وقت قصير جداً، وكذلك صاحب فكرة تأسيس المركز ورئيس مجلس إدارته معالي الشيخ عبدالله العلي النعيم، أمين مدينة الرياض السابق، فالأعمال الخيرية التي تخدم الوطن والمواطنين يتم تخليدها، ولم ولن تنسى لأهلها من قبل جميع الأجيال المتعاقبة.
وقد أنعم الله على حكومتنا الرشيدة بواسع فضله ففتح لها كنوز أرضه، فعم خيرها للوطن والمواطنين، ووصل لإخواننا المسلمين وأصدقاء بلادنا في كل المعمورة، ومراكز الأحياء الاجتماعية النموذجية، ستكون وسيلة للترفيه البريء يستفيد منها جميع المواطنين الرجال والنساء والأولاد والبنات ومن جميع طبقات المجتمع الأغنياء والفقراء فيتم بمشيئة الله تعالى مراقبة الأجيال الجديدة من البنين والبنات من قِبل ذويهم في هذه المراكز، لحفظهم من قرناء السوء التي تغرر بهم وتجرهم إلى الإرهاب والانحراف بجميع أشكاله، وحكومتنا الرشيدة وكل ولاة الأمر من أسرة آل سعود بقيادة رائد المسيرة الميمونة وباني النهضة العلمية الحديثة المؤمن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عزهم الله بالإسلام وأعز الإسلام بهم يسعون جاهدين إلى مكافحة الإرهاب والانحراف، وتقدم بلادهم وازدهارها في كل المجالات لإسعاد شعبهم في تحقيق الأمن والأمان والرخاء والاستقرار، وستصبح مراكز الأحياء الاجتماعية النموذجية معلماً حضارياً غير مسبوق في إسعاد الشعب السعودي الوفي، من الجنسين الذكور والإناث الكبار والصغار وهي في صالح الوطن والمواطن وتساعد على مكافحة الانحراف والإرهاب والضلال، وتذيب الفوارق بين طبقات المجتمع، التي تورث الضغائن والأحقاد بين الفقراء والأغنياء والحكام والمحكومين التي يغذيها في هذا العصر أعداء الله ورسوله عن طريق عملائهم الخونة في وسائل الإعلام التي تسعى لبث الفتن وتفريق المسلمين لجرهم إلى التناحر فيما بينهم بالمذاهب والمعتقدات الدينية والسياسية الصالح منها والضال خدمة لأهداف ومخططات أسيادهم صهاينة العصر أعداء الله ورسوله منذ فجر الإسلام ولعل وعسى أن تصبح مراكز الأحياء الاجتماعية النموذجية للترفيه البريء حقيقة تسعد كل مواطن، وتشجع على التكافل الاجتماعي في بلادنا المقدسة المملكة العربية السعودية، والتطرق إلى هذا الموضوع وأمثاله في وسائل الإعلام يعد أهم رسائل للإعلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرياض 11533- ص.ب 50531