Al Jazirah NewsPaper Monday  30/11/2009 G Issue 13577
الأثنين 13 ذو الحجة 1430   العدد  13577
المركز الخيري لرعاية مرضى السرطان بعنيزة نبتة صالحة آتت أكلها
محمد إبراهيم العبيد

 

تنتشر في محافظة عنيزة حزمة كبيرة من القنوات الخيرية الشاملة مستمدة من الشريعة السمحة دستورها وهدفها، وفق أنظمة الدولة من خلال الجهات الإشرافية وأقول حزمة من القنوات أو الجمعيات وأؤكد ذلك من خلال الواقع الملموس والمحسوس ولكم أن تتصورا أن تكون هذه المحافظة الصغيرة في حجمها الكبيرة في عقول أبنائها تضم تلك الجمعيات واللجان الخيرية والاجتماعية والصحية والتثقيفية في حركة دؤوبة وسلسلة لا يمكن أن تتفرق بعيداً عن الهدف بدون ازدواجية لبرامج تلك الجمعيات الخيرية والاجتماعية فكل جمعية يندرج تحتها مراكز ولجان ويديرها متبرعون ومتطوعون وجدوا لذة في العمل الخدمي والخيري طالبين ما عند الله، هذه هي حال الجمعيات الكثيرة التي أشرت إليها والتي يشار لها بالبنان فقط في عنيزة، ويمتاز بها أهل عنيزة جزاهم الله خير الجزاء، وكما أنها تنتشر في بقية مدن ومحافظات المملكة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر منها جمعية البر الخيرية في عنيزة ويندرج تحتها الكثير من المشاريع الخيرية، والجمعية الخيرية الصالحية ويتبعها الكثير من الفروع الرجالية والنسائية، ومؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله الخيرية، والجمعية الخيرية لتيسير الزواج والرعاية الأسرية، والجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، وجمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية، وجمعية عنيزة النسائية وفرع جمعية رعاية السجناء الخيرية، ومكتب الدعوة والإرشاد وغيرها الكثير من تلك السنابل الخيرية التي تتشرف بها عنيزة وتفتخر بأنها من جهد وبجهد أبنائها المخلصين والمحتسبين للأجر والمثوبة من عند الله.

وآخر تلك القنوات الخيرية وأسرعها نموا وتفاعلا مع المجتمع المركز الخيري لرعاية ومساندة مرضى السرطان وقانا الله وإياكم هذا المرض الخطير، هذا المركز الذي وضع بذرته الأولى الأستاذ المربي الفاضل إبراهيم بن محمد الجالسي من خلال تجربة فلذة كبده رحمها الله وأعلم أنه لا يرغب مني ذكر اسمه؛ لأنه محتسب ذلك لله وطالبا الأجر والمثوبة ولكني أهدف من ذلك أن أقدمه كقدوة صالحة في أرض طيبة فله الدعاء في كل مواطن في هذه المحافظة. هذا المركز الذي لا يزال في بدايته وريعان شبابه قوبل بترحيب ودعم منقطع النظير لم يحظ به أي مشروع من قبل، ففي عمره الزمني القصير كان أول المتفاعلين معه رجل الأعمال وعضو مجلس الغرفة التجارية بعنيزة سليمان بن محمد الملوحي حينما وضع موقع المركز وهو عبارة عن عمارة كبيرة وفي موقع استثماري ممتاز تحت تصرف المركز وبالمجان دون مطالبتهم بأي إيجار أو مدة محددة ومن أبرز إنجازات هذا المركز الوليد وضع حجر أساس لمبنى استثماري تكون موارده للصرف على برامجه الخيرية قرب مستشفى الملك سعود ومما يثير الدهشة والإعجاب والإكبار لهذا الصرح الكبير ومن خلال اطلاعي على ما يقدمه للمرضى المصابين في هذا المرض العضال بتقديم خدمات الرعاية والمساندة المادية والاجتماعية والنفسية ومنها صرف مكافأة شهرية للمحتاجين تبدأ من 1500 ريال وتذاكر سفر للعلاج وتأمين وسائل إركاب لهم وشراء أدوية بل وتأمين سائقين وخادمات لمن هم بحاجة للخدمة، حيث يساهم المركز بنسبة كبيرة من التكاليف أيضاً قام المركز بخطوة غير مسبوقة وتتمثل بالتنسيق مع مستشفى الملك سعود بعنيزة، حيث يمنح المريض بطاقة من المركز تؤهله للدخول على الطبيب بدون مواعيد مسبقة وبدون انتظار وكان للمستشفى دور كبير في توفير هذه الخدمة لإيمانه بدور المركز وحاجة المريض لذلك، إضافة لما سبق يقوم المركز بدعم برامج التشخيص المبكر لمرض السرطان ودعم برامج العلاج التلطيفي وتيسير سبل العلاج بالقرآن الكريم والرقية الشرعية وتيسير العلاج بالطب البديل والتعاون مع الجمعيات العلمية المعينة.

وخطوة أخرى تسجل للمركز وهي إقامة الحفلات الترفيهية للأطفال وتوزيع الهدايا عليهم وإدخال البهجة والسرور حتى ينسوا معاناتهم.

وأخيراً...

كل تلك الجهود النبيلة والكبيرة تجعلني أطالب بتحويل هذا المركز إلى جمعية خيرية مستقلة بدلاً من انضمامه تحت مظلة جمعية البر الخيرية حتى يستطيع أن يقوم بنفسه بتنفيذ وتنظيم برامجه ويستفيد كجمعية مما تخصصه الدولة للجمعيات الأخرى، فما يقدمه المركز يؤهله وبكل جدارة لذلك فالإمكانيات متوفرة وجهود المخلصين والمتطوعين مستعدة للقيام بتلك الجمعية.. إنها رسالة لمعالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور العثيمين وأعلم بحرصه واطلاعه على جهود هذا المركز الخيري والأمل في أن تجد رسالتي لمعاليه الاهتمام الشخصي، حفظ الله المخلصين في هذه البلاد المباركة في ظل ودعم القيادة الحكيمة وفي رعاية ملك الإنسانية والذي يستمد الكثيرين من لقبه ما تحتويه هذه الكلمة الشاملة.. ورسالة أخرى لأبناء عنيزة من التجار والموسرين والقادرين وغيرهم بدعم المركز واستقطاع جزء من دخولهم والتبرع العيني ووقف المباني وتأمين احتياجات المركز من أثاث وسيارات وأجهزة لتخفيف آلام ومعانات المرض من أبناء وبنات مجتمعنا والذين لهم الحق في تلك الوقفات منا سواء صدقات وزكاة أو هبات واستقطاع دخول المهرجانات والحفلات لصالح المركز الخيري وحث الطلاب والطالبات وذويهم على الوقوف مع تلك الفئة والله من وراء القصد.



al-obaid-001@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد