Al Jazirah NewsPaper Monday  30/11/2009 G Issue 13577
الأثنين 13 ذو الحجة 1430   العدد  13577
رسالة من معلم لطلابه
معاذ العامر *

 

بعد خروجي من منزلي في كل صباح متجهاً إلى المدرسة أفكر في هذا اليوم ماذا كتب الله لنا فيه من الخير، وماذا سأقدم لك يا طالبي العزيز فيه؟ أفكر كثيرا في هذا اليوم كوني مسؤولا عنك يا طالبي. فعندما لا تحسن صلاتك في المدرسة يعتصرني الألم لأنك لم تصغِ في تلك الحصة للدرس. وعندما لا تعرف مسألة حسابية ينتابني الحزن لأنك لم تعرف الإجابة، وعندما يهبط مستواك أشعر بالأسى.. أعلم أنني لا ألوم أهلك بشيء لأنك تلميذي؛ فأنا الوالد والأخ والمعلم لك.. وعندما تتغيب عن المدرسة أنشغل عليك، وعندما تحضر وأنت حزين أحاول قبل البدء بالشرح أن يذهب حزنك ويدخل السرور في قلبك..

طالبي العزيز.. إنني أفكر في كل شيء حولي كيف تستطيع أن تستفيد منه لتعليمك وتوجيهك وإرشادك وبنائك لتكون رجلا إذا ذكر الرجال في المستقبل.

طالبي الصدوق.. إنني صادق في توجيه هذه الرسالة إليك، وكلي ثقة بأن الصدق هو صفتك التي تتميز بها بين أقرانك.

طالبي الطموح.. أنت من سيذكرني إذا أصابني الكبر؛ لأنك تعلمت مني ما جعلك تفتخر بما أنت عليه في ذلك الوقت.

ففكر الآن ماذا ستكون، واسألني بما يحلو لك لتحقق أحلامك..

طالبي السعيد.. أهمس بأذنك همسة: استيقظ لصلاة الفجر مهما كلف الأمر؛ فستجد السعادة في يومك كله..

طالبي المحترم.. لا تنسَ أن تدعو لوالديك وتقبل رأسيهما في الصباح الباكر، وأن تفطر قبل خروجك للمدرسة، وأن تدعو بدعاء الخروج من المنزل..

طالبي المحبوب.. استفد من وجودك بالسيارة متجهاً للمدرسة بذكر الله عزَّ وجلَّ، وعند وصولك بادر زملاءك بالتحية وأنت مبتسم في وجوههم.

طالبي المتميز.. شارك بالطابور الصباحي بنشاط وحيوية، ولتكن مشاركا ونشيطا ومتابعا ومركزا لشرح المعلم، واسأل أستاذك إذا أشكل عليك شيء..

طالبي الخلوق.. أوصيك بالتحلي بالأخلاق الفاضلة والبعد عن الكذب والغيبة والنميمة وصحبة أصدقاء السوء.

يا طالبي.. اعلم أنني أتمنى أن تفوقني علما وأدبا وأخلاقا وسمتا ومكانة؛ فلا تجعلني أحزن بمشاهدتك وأنت ترتكب أخطاء سلوكية تسيء لسمعتك داخل المدرسة.

طالبي الصبور.. غيابك عن المدرسة يشغلني وهمومك تقلقني ومراهقتك همّ على قلبي، هل تتخطاها بسلام أم تعجز عن مقاومة الشيطان؟.

طالبي السعيد.. مهما أصابك من الهموم والغموم والأحزان وضيق الصدر فتذكر قوله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)..

طالبي الشهم.. إنني أشاهدك كل يوم تكبر أمامي ربما أكثر مما يشاهدك والدك؛ فأرجو أن تكبر في عيني بأفعالك وأخلاقك وعلمك..

طالبي الذكي.. المعلم أخي وهو حريص عليك مثلي؛ فاحرص على أن تجمع ما تستطيع من العلم والمعرفة، وأن تجعل لك شخصية تجمعهم في المستقبل..

طالبي الحريص.. العلم نور، والجهل ظلام، حكمة رددها من قبلنا ورددناها نحن وسترددها أنت، فبالفعل هناك فرق بين النور والظلام، فماذا استفدت من النور هذا اليوم؟..

طالبي العزيز.. استفد من وقت فراغك بما يفيد واقرأ في كتب السيرة والتاريخ والعلوم النافعة والقصص، ولا تشغلك الملهيات في تضييع وقتك بما لا يفيد.

وأخيرا..

معلمي الذي كان يوما من الأيام أحد طلابي.. حلمي أن أراك حافظا للقرآن ورجلا يشار إليه بالبنان في المستقبل نافعا لدينه ووطنه وأن يقر الله بك عينَيْ والديك.

* مرشد طلابي في المدرسة السعودية في بكين



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد