Al Jazirah NewsPaper Tuesday  08/12/2009 G Issue 13585
الثلاثاء 21 ذو الحجة 1430   العدد  13585
عد تدشين جامعة الملك عبدالله منصة إطلاق لوضع العلوم والتقنية في مقدمة أولويات المملكة
سلطان بن سلمان: المملكة في عهد الملك عبدالله خطت خطوات متقدمة في المجالات العلمية والتكنولوجية

 

الجزيرة - الرياض

أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله خطت خطوات متقدمة في المجالات العلمية والتكنولوجية وحققت قفزات مهمة كان من أبرز ملامحها إنشاء عدد من المراكز والهيئات العلمية المتخصصة والمتطورة عالميا وفي مقدمتها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي دشنها خادم الحرمين الشريفين مؤخرا لتكون منصة إطلاق لوضع العلوم والتقنية في مدارها الصحيح في فلك التعليم والبحوث، ونقطة تحول في التعليم العالي في المملكة والمنطقة عموماً.

وقال الأمير سلطان خلال مشاركته أمس الاثنين في منتدى تكنولوجيا الفضاء العالمي المنعقد في أبوظبي: (لقد كان العام 2009 عاماً مميزاً بالنسبة للمملكة حيث يعد تدشين جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية نقطة تحول في التعليم العالي في المملكة العربية السعودية ودول المنطقة، وخطوة رئيسية لوضع العلوم والتكنولوجيا في مقدمة أولوياتنا التعليمية والبحثية. كما استثمرت المملكة بصورة كبيرة في مجالات تعليم الموهوبين والنوادي العلمية للشباب ومراكز العلوم. كما أنها تعهدت وقامت بتمويل خطة وطنية طموحة لتطوير العلوم والتكنولوجيا. وتم إطلاق برنامج هادف وطموح لعلوم الفضاء كنتيجة أساسية لمهمتنا الفضائية بحيث يركز على التقنيات المرتبطة بعلوم الفضاء والأقمار الصناعية).

وأضاف سموه بأن العولمة التي نعيشها اليوم نشأت وأصبحت ممكنة في ظل توفر الوسائل التي مكنت من التواصل البشري المتطور. وتم تحفيز العديد من هذه التطورات بواسطة النجاحات العلمية الهامة التي حصلت على مر التاريخ والأبحاث المرتبطة بعلوم الفضاء. (ومن هذا المنطلق، علينا البدء بالتفكير بأنفسنا في هذه المنطقة باعتبارنا مساهمين في مستقبل البشرية كما فعل أجدادنا من عظماء العرب والمسلمين، وقد عبر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عن هذه النقطة بكل لباقة في خطابه الافتتاحي أثناء تدشين جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا في 23 سبتمبر 2009، وأقتبس هنا قوله: (لقد راودني الحلم بإنشاء هذه الجامعة منذ ما يزيد عن 25 عاماً.. تاريخياً، لعبت الحضارة الإسلامية دوراً رئيسياً في خدمة البشرية... وقد ساهم عظماء علماء المسلمين في العديد من العلوم المختلفة.. ولذلك، لم تنشأ هذه الجامعة التي نحتفل بافتتاحها اليوم من فراغ، فهي استمرارية لما يميز حضارتنا في عصرها الذهبي..).

ونوه سموه إلى اهتمام المملكة بعلوم وتقنية الفضاء وتؤمن بأهميته في التنمية الوطنية، وهي من أبرز المؤسسين الرئيسين لمنظمة الاتصالات الفضائية العربية (عربسات)، والمساهم الأكبر في هذا المشروع. وقال سموه بأن المملكة شجعت وساهمت في نشر الوعي باستخدامات تقنية الأقمار الصناعية في المنطقة حيث إن (المملكة العربية السعودية تمتلك اليوم أكثر أنظمة الاتصالات تطوراً في منطقتنا، وهي اليوم من أكبر أسواق تقنية الاتصالات).

وأشار إلى ملامح من استثمار المملكة في التنمية العلمية والتكنولوجية والبشرية، وقال بأن (هناك أكثر من 80.000 مبتعث سعودي ممن يدرسون في الخارج في مختلف دول العالم، إلى جانب (24) جامعة حكومية و(8) جامعات خاصة جار العمل على تشييدها إضافة إلى ال (19) جامعة الموجودة بالفعل والتي يستفيد منها حوالي (800.000) طالب وطالبة. وتم تخصيص ما يزيد على 25% من ميزانية الدولة لإحداث نقلة في التعليم بمختلف مراحله في البلاد للارتقاء بمستواه وتمكينه من مواجهة التحديات والفرص في القرن الواحد والعشرين وما بعده بالتركيز بصورة رئيسية على العلوم والتكنولوجيا).

ودعا الأمير سلطان بن سلمان إلى الاستفادة من (القوة التي جلبتها العولمة لبناء عالم جديد يتناسب مع تطلعات الأجيال القادمة لتتمكن من العيش برخاء وازدهار).

وقال إن من أبرز الفوائد التي ساهم بها رواد الفضاء لصالح مستقبل كوكبنا هي (هذه اللحظات التي تبعث على التفاؤل والطموح والتي نجحوا في نقلها إلينا عندما شاهدوا بأعينهم مركبتنا وكوكب الأرض للمرة الأولى وهي تسبح في تلك البقعة السوداء من الفضاء، فهي لحظة واقعية ليس لها مثيل، لقد حالفني الحظ بأن تمكنت من معايشة تلك اللحظات في الفضاء عام 1985، وعلى الرغم من الزمن الذي يفصلنا عن تلك اللحظات والذي قد يعد بعيداً، إلا أن تلك الذكريات حاضرةٌ في ذهني ومحفورة بداخلي كأنها حصلت من خمس دقائق فقط، وأتذكر في إحدى المرات التي سألني بها أحد الصحفيين عن الأفكار التي كانت تدور في ذهني عندما رأيت الأرض للمرة الأولى من الفضاء أنني قلت:

(في اليوم الأول كان كلٌ منا يشير إلى بلده، وفي اليوم الثالث أو الرابع أصبح كل منا يشير إلى قارته، وبحلول اليوم الخامس أدركنا بأننا نعيش على أرض واحدة).

وختم سموه كلمته بالقول: لطالما اعتقدت بأنه لو تمكن عدد أكبر من الأشخاص من السفر للفضاء، وهو ما شعرت به من حينها، وتمكنوا من النظر إلى الأرض بنفس المنظور، فإنهم سيدركون أننا جميعاً مسافرون على نفس المركبة ومتجهون إلى مصير واحد مما سيجعل العالم أفضل حالاً اليوم.

حضر المؤتمر وشارك في مناقشة كلمة سموه كل من الأمير الدكتور تركي بن سعود نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث، ونائب رئيس وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية ناسا وعدد من المتخصصين والمهتمين بأبحاث الفضاء.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد