Al Jazirah NewsPaper Tuesday  08/12/2009 G Issue 13585
الثلاثاء 21 ذو الحجة 1430   العدد  13585
حكومة خادم الحرمين الشريفين تنجح في التصدي لوباء إنفلونزا الخنازير خلال موسم الحج
كيف تمكنت وزارة الصحة من التعامل مع وباء إنفلونزا الخنازير الذي اجتاح دول العالم.. وأحدث رعباً دولياً لم يشهده العالم منذ عشرات السنوات

 

الجزيرة - أحمد القرني

على قلب رجل واحد واجهت القيادة السعودية مخاوف العالم كله من انتشار وباء إنفلونزا (AH1N1) المعروفة بإنفلونزا الخنازير، أثناء موسم الحج هذا العام.. حيث استطاعت وزارة الصحة تفعيل إستراتيجية وقائية وعلاجية بمنهجية علمية عالية الكفاءة وغير مسبوقة، استخدمت فيها لأول مرة أحدث النظم العلمية الإدارية، وهي نظرية النظم المتكاملة، والتي من خلالها أحكمت مدخلاتها بناء على خطة علمية، منظمة ودقيقة، فأدت إلى هذه المخرجات والنتائج فائقة الجودة، فمكنت المملكة من التصدي لوباء إنفلونزا الخنازير وبصورة مشرفة من كل دول العالم، وأيضا بعدم انتشاره أثناء وبعد موسم الحج.. حيث كانت أنظار كل العالم متجهة إلى المملكة خلال حج هذا العام، متخوفة إلى حد الرعب من انتشار الوباء بين أكثر من مليوني حاج تجمعوا في وقت واحد ومكان واحد، وبالتالي سهولة الإصابة بالمرض ومن ثمة نقله إلى دولهم بعد نهاية مناسك الحج.. ولكن بفضل من الله تعالى، ثم بعناية واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله-، اجتازت المملكة موسم حج هذا العام بمستوى أذهل العالم كله وبلا استثناء أيضا.

وإذا كانت وزارة الصحة، وكل قطاعات الدولة، استعدت لموسم الحج.. فهذا ليس بجديد، ويتم كل عام.. إلا أن هذا العام بالتحديد كانت الوزارة مثل البنيان المرصوص في صلابة وقوة التكاتف لمواجهة هذا الوباء الخطير وحماية ضيوف الرحمن حماية كاملة منه.. وهذا يقودنا إلى السؤال الصعب، التي كادت تعجز عن إجابته كل دول العالم، ما هي العوامل التي أدت إلى نجاح المملكة في التعامل مع وباء إنفلونزا الخنازير خلال موسم الحج، رغم كل المحاذير الدولية، إلى درجة ارتفاع أصوات طالبت بتأجيل حج هذا العام.. ولكن ولله الحمد أظهرت حكومة خادم الحرمين الشريفين قدرة عالية في مواجهة هذه الأزمة ليس بتوفير الخدمات الصحية، وقاية وعلاجا، لضيوف الرحمن، ولا بتقديم مختلف الخدمات في كافة المجالات ولكن بحمايتهم من الإصابة بهذا المرض الخطير الذي كان يهددهم وهم داخل بلدانهم.. ولهذا سخرت كل الإمكانات وبذلت كل الجهود والطاقات من اجل هذا الهدف السامي.. وذلك إيماناً من المملكة بواجبها المقدس، وتقديرا وعرفانا بالأمانة العظيمة الملقاة على عاتقها ولكن كيف كان ذلك؟ وما هي الأساليب والوسائل التي اتبعتها وزارة الصحة هذا العام، لإيقاظ هذه الروح الوثابة في كل منسوبي الوزارة وقطاعاتها وإداراتها في كل مناطق المملكة للتصدي لهذا الوباء الخطير الذي لا يزال يهدد العالم كله؟

خطة غير مسبوقة.. ووباء خطير!

لا شك أن وزارة الصحة واجهت صعوبات ومخاوف عديدة عند البدء في إنفاذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين-حفظه الله- بالاهتمام بتعزيز كافة التدابير الاحترازية والوقائية لاستضافة لضيوف الرحمن، وزوار المسجد النبوي الشريف، ليس فقط بالاهتمام بوقايتهم من كافة الأمراض ،وأيضا باتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة ضد مرض إنفلونزا A(H1N1) الخنازير.. وكانت الصعوبة تتمثل في وضع خطة غير مسبوقة، لوباء غير مسبوق أيضا، حيث إن وزارة الصحة، ومنذ نشأتها تضع جل اهتمامها الرعاية الصحية للحجاج سنويا، وتتبع لذلك كل الإجراءات الكفيلة، في ظل رعاية الدولة، لحماية ضيوف الرحمن من مختلف الأمراض.. وكانت الخطط واضحة ومعلنة ومجربة من قبل، ويمكن القول بثقة مضمون نجاحها.. إلا أن هذا العام كان مطلوب وضع خطة غير مسبوقة، وبالتالي غير مجربة، لوباء جديد على الإنسانية وأعراضه مستجدة ومتغيرة، وهناك مخاوف من تحور الفيروس المسبب للمرض في أي وقت.. وتلك كانت الصعوبة، ولكن تمكن بفضل من الله رجالات وزارة الصحة من وضع منظومة علمية إدارية حديثة تم خلالها إحكام المدخلات فأدت إلى هذه المخرجات وهذا الأداء المتطور في إدارة أزمة والتي تعد من أعتى الأزمات التي يمكن أن تواجه دولة وليس وزارة.. وكان ذلك بمهنية عالية وكفاءة إدارية متطورة، حيث تم تطبيق حزمة من الإجراءات الاحترازية والوقائية قبل وأثناء موسم الحج لحماية الحجاج بإذن الله من التعرض للأمراض والأوبئة، وذلك انطلاقا من رؤى وتوصيات علمية وطنية محلية من استشاريين متخصصين وتوصيات منظمة الصحة العالمية بما في ذلك الإجراءات المتعلقة بحركة دخول الحجاج عبر منافذ دخولهم المختلفة مما مكن الوزارة من أن تمتلك نظماً جيدة في مجال الترصد الوبائي واتباع إجراءات اختبارية ممتازة. وذلك من خلال:

العمل بروح الفريق الواحد..

كان هذا المبدأ الأول الذي وضع عند تشكيل اللجنة العلمية الوطنية من أبرز الخبراء، فمنذ اصدر معالي وزير الصحة د.الربيعة قرارا بتشكيل لجنة الطب الوقائي العلمية للحج والعمرة، وذلك في إطار التحضيرات المبكرة لموسم الحج برئاسة وكيل الوزارة المساعد للطب الوقائي والتي تضم في عضويتها استشاريين ومتخصصين من القطاعات الصحية الحكومية المختلفة إضافة إلى مساعدي الرعاية الصحية والطب الوقائي بصحة مكة المكرمة وصحة المدينة المنورة وصحة جدة وكذلك مديرو مراكز المراقبة الصحية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة وميناء جدة الإسلامي، ثم ترأس معاليه الاجتماع الأول للجنة وضع مع هذه اللجنة أولى مبادئ العمل الجماعي، وعمل الفريق الواحد..حيث لم تعد قطاعات الوزارة تعمل بمعزل عن الأخرى، أي إن وكالة الوزارة للطب الوقائي تعمل بالتنسيق والتكامل مع وكالة الوزارة للطب العلاجي بكل الشفافية والوضوح والصراحة من اجل تحقيق هدف واحد وهو ضمان سلامة الإجراءات الاحترازية الوقائية التي يتقرر تنفيذها خلال موسمي الحج والعمرة ومتابعة المستجدات الوبائية الدولية وتحليلها وبصفة خاصة الأمراض ذات الاحتمالية العالية للانتشار في مواسم الحج والعمرة وإقرار ما يلزم من إجراءات احترازية وفقاً للأسس العلمية الوقائية. وإعداد خطط العمل التنفيذية للإجراءات الوقائية وقد ظلت اللجنة الوطنية تتابع المتغيرات العالمية للمرض وعلى تواصل مستمر مع المنظمات الصحية العالمية للوقوف على المستجدات والتوصيات بشأنها.

الاستعداد العلمي وورشة عمل دولية

مع بدء اكتشاف مرض إنفلونزا الخنازير، وتزايد مخاوف الهيئات والمنظمات الصحية الدولية، ومعها دول العالم، من تحوله إلى وباء بانتشاره في كل دول العالم وبمعدلات اتساع وامتداد جغرافي محددة، ثم عندما أعلنت المنظمة الصحية الدولية باعتبار هذا المرض وباء، كانت القيادة الرشيدة سباقة بالتوجيه الكريم بالعمل على رعاية ضيوف الرحمن والمواطنين والمقيمين في المملكة من هذا الوباء الخطير، وإنفاذاً للتوجيه السامي الكريم فقد وجه معالي وزير الصحة د.الربيعة للاستعانة بالخبرات الدولية المتخصصة من منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة العدوى والسيطرة بالولايات المتحدة الأمريكية حيث تم عقد ورشة عمل متخصصة حول مرض إنفلونزا الخنازير بمحافظة جدة استعانت فيها وزارة الصحة بالخبرات الدولية المتخصصة من منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة العدوى والسيطرة بالولايات المتحدة الأمريكية وبمشاركة أطباء واستشاريين من المملكة إضافة لمجموعة من الخبراء في منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة العدوى والسيطرة بالولايات المتحدة (CDC) تضم (50) خبيرا من أبرز المتخصصين في مجال مكافحة الإنفلونزا وأبرز الاستشاريين في مجال الفيروسات للإسهام في وضع نظام للترصد والمواجهة الدقيقة والوثيقة.

تطبيق اشتراطات صحية صارمة على الحجاج

وانطلاقا من الخطة الموضوعة تم البدء في تطبيق اشتراطات صحية صارمة على الحجاج في 14 منفذاً برياً وبحرياً وجوياً، ليس فقط ببذل الجهود الاحترازية والوقائية التي تتخذها وزارة الصحة كل عام.. ولكن بتحديث الاشتراطات الصحية وموجهات العمل وتعميمها على جميع الجهات ذات العلاقة للقيام بتنفيذها، منها تنفيذ حملة التطعيم لمرضى الحمى المخية الشوكية في وقت مبكر لكي تتواكب مع الاستعدادات الأخرى والتي تشمل كافة المواطنين والمقيمين في مناطق الحج بالإضافة إلى الحجاج من الداخل والعاملين في برنامج الحج إضافة إلى الفئات الأخرى التي تحددها موجهات الحملة حسب توفر كميات اللقاح بالإضافة إلى متابعة الموقف العالمي والداخلي للأمراض (الحمى المخية الشوكية، الكوليرا، الدفتيريا، الحميات الفيروسية..) مع التركيز على الاكتشاف المبكر والاستقصاء الوبائي للحالات واتخاذ الإجراءات الوقائية حيث يبدأ تنفيذ أعمال المراقبة في المنافذ للتأكد من توفر الاشتراطات الصحية في القادمين إضافة إلى الأعمال الوقائية اللازمة (تطعيم وصرف العلاج الوقائي والتوعية الصحية) ورصد ومتابعة الموقف الوبائي للأمراض المعدية بين الحجاج ومعرفة أسباب أي متغيرات تطرأ وإجراء التقويم اللازم للخطة الوقائية حسب المستجدات.

ولقد نفذت وزارة الصحة أعمال المراقبة في المنافذ المختلفة (جوية وبرية وبحرية) والبالغ عددها 14 منفذاً للتأكد من توفر الاشتراطات الصحية في القادمين إضافة إلى الأعمال الوقائية اللازمة (تطعيم وصرف العلاج الوقائي والتوعية الصحية) حيث باشرت جميع الفرق الوقائية في مواقع عملها والقيام بالأنشطة الوقائية وقد تم رصد ومتابعة الموقف الوبائي للأمراض المعدية بين الحجاج ومعرفة أسباب أي متغيرات تطرأ وإجراء التقويم اللازم للخطة الوقائية حسب المستجدات والتبليغ الفوري عند الاشتباه بأي من الأمراض المعدية وإجراء الاستقصاء الوبائي والإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتشار العدوى مع الإبلاغ الفوري عن حالات التسمم الغذائي وإجراء التقصي للحالات التي يتم اكتشافها وتنفيذ الإجراءات بالتنسيق مع اللجنة الثلاثية المشكلة لهذا الغرض. وقد جندت أكثر من 450 موظف وموظفة من أطباء وفنيين وتمريض في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة وأكثر من (100) بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة للتأكد من تطبيق الاشتراطات الصحية التي وضعتها وزارة الصحة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومراكز الأمراض المعدية بأمريكا وأوروبا.

استخدام أحدث الأجهزة العلمية

ومن أبرز الإجراءات التي تم اتخاذها هذا العام بمنافذ دخول الحجاج المختلفة تركيب (19) كاميرا حرارية بصالات مدينة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة وميناء جدة الإسلامي وميناء ينبع وذلك لقياس درجة حرارة الحجاج، مع تخصيص غرفة لعزل الحالات المشتبهة بمرض (A-H1N1) الخنازير بكل صالة كما تم تدعيم خطة القوى العاملة لمراكز المراقبة الصحية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة بـ(91) فرداً من تخصصات فنية مختلفة للعمل بالصالات على مدار الساعة لمعاينة الحجاج صحياً بهدف اكتشاف حالات الأمراض المعدية واتخاذ الإجراءات الوقائية لهم حيث تم استكمال ربط منافذ الدخول بشبكة الحاسب الآلي للوزارة وتطوير البرنامج الحاسوبي للإبلاغ عن إحصائيات الحجاج والإجراءات المطبقة عليهم حيث تم تدريب المختصين بالمنافذ على التعامل.

مستشفيات مجهزة للتعامل مع H1N1

قامت وزارة الصحة في إطار جهودها الوقائية بتخصيص مستشفيين في كل من جدة والمدينة المنورة للتعامل مع الحالات الوبائية وخاصة إنفلونزا (AH1N1)، وهما مستشفى الميقات بالمدينة المنورة بسعة 67 سريرا ويمكن زيادته إلى 120 وهو مخصص للأمراض الوبائية والحميات والتي تحتاج إلى عزل ومستشفى الملك سعود بجدة الذي يتسع لـ100 سرير منها 25 سريرا للعناية المركزة، ومختبر لعمل التحاليل H1N1 بطريقة PCR إضافة آلة مستشفى الملك فيصل بالعاصمة المقدسة ومستشفى منى الوادي بمشعر منى.

حملة وطنية للتطعيم ضد الإنفلونزا المستجدة

كما تم تطعيم حجاج الداخل من جميع الجنسيات بلقاح إنفلونزا A-H1N1 ، وسكان مكة المكرمة والمدينة المنورة الأكثر عرضة والعاملين على خدمة الحجاج من جميع القطاعات الحكومية والأهلية، وتوفير علاج إنفلونزا (AH1N1) التاميفلو في جميع المرافق الصحية التابعة للوزارة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وبقية مناطق المملكة والقطاعات الصحية الحكومية الأخرى، وصرفه لكافة البعثات الطبية المرافقة للحجاج من جميع الدول وكذلك للمرضى المراجعين للقطاع الصحي الخاص، بالإضافة إلى توفير أجهزة التنفس الصناعي لتشخيص ومعالجة إنفلونزا A-H1N1.

حملة توعية صحية بالتعاون مع قطاعات الدولة

ركزت الوزارة في خططها على نشر الوعي الصحي بين الحجاج قبل قدومهم من بلدانهم حتى عودتهم طبقاً للمراحل التالية (داخل بلدانهم) من خلال إعداد برامج التوعية الصحية التي تتضمن الإرشادات والاشتراطات الصحية بمختلف اللغات مع التركيز على الأمراض الشائعة بالحج وطرق الوقاية منها والتي يتم تسليمها لوزارة الخارجية لتوزيعها على سفارات وممثليات خادم الحرمين الشريفين بالدول التي يفد منها الحجاج للإسهام في تضافر الجهود المبذولة في توعية الحجاج في بلدانهم.

وعند وصولهم إلى المملكة عبر المنافذ قامت بتوزيع النشرات التثقيفية للحجاج ومن خلال شاشات العرض المتوفرة بالمنافذ عند قدومهم.

أما خلال موسم الحج فقد قامت الوزارة من خلال جميع المرافق الصحية بالمشاعر المقدسة ووسائل النقل المختلفة وأماكن تجمعات الحجاج والمخيمات باستخدام وسائل التوعية المختلفة (شاشات عرض - لوحات إعلانية متحركة في مداخل المرافق الصحية- تليفزيونات - أشرطة تسجيل بعدة لغات- المطبوعات (النشرات، الملصقات) - إضافة إلى التوعية المباشرة للحجاج في مخيماتهم عن طريق سفراء التوعية الصحية.

كما نفذت الوزارة حملة توعوية عبر وسائل الإعلام المختلفة (المقروءة والمسموعة والمرئية) حيث تم بث العديد من الأخبار التي تعكس أنشطة الوزارة وجهودها التوعوية ونشر النصائح والإرشادات التوعوية عبر هذه الوسائل ونشر ما يقارب (40) صفحة توعوية في الصحف اليومية إضافة إلى توفير خدمة الهاتف المجاني لمركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية للإجابة على استفسارات المتصلين وتزويدهم بنصائح وإرشادات صحية لأداء مناسك الحج وكذلك طباعة 10.000 نسخة من كتاب دليل الحاج الصحي.

التقنيات الحديثة للترصد الوبائي للأمراض

استعانت وزارة الصحة لأول مرة بفريق استشاري من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بالولايات المتحدة الأمريكية (CDC) ومنظمة الصحة العالمية حيث باشر الفريق العمل منذ وقت مبكر مع المختصين من وزارة الصحة واللجنة العلمية الوطنية الذين كونوا مخزوناً من الخبرات المتراكمة التي أهلتهم للتعامل مع الأوبئة حيث قام الفريق بتقديم الاستشارات وتطبيق نظام الكتروني متطور لاستقصاء مرض إنفلونزا الخنازير وغيره من الأمراض الموضوعة تحت الاستقصاء الوبائي في الحج والعمرة حيث تعد المملكة أول دولة في الشرق الأوسط والثالثة على مستوى العالم التي تقوم بتطبيق هذا النظام والذي يعد نظام استقصاء الكتروني بالأجهزة المتنقلة Mobile surveillance system والذي يمكنه التقاط المعلومات الوبائية بسرعة عالية ودقة متناهية وإيصالها لأصحاب القرار ويمكن استخدامه أيضاً لرصد الأمراض غير المعدية مما يساعد على فهم الوضع الصحي للحجاج وتحديد فاشية المرض وعوامل الخطر المرتبطة به ويتيح من خلال التنسيق مع مؤسسات الطوافة اتخاذ التدابير في الوقت المناسب.

ويتميز هذا النظام بسهولة إدخال المعلومات إليه من خلال وسائط متعددة منها أجهزة الكمبيوترات المحمولة عبر الانترنت والهواتف المحمولة الذكية سواء من الميدان أو من مختلف المواقع الصحية.

وتجهيزاً لتطبيق هذا النظام في الحج فقد بدأ التحضير لذلك منذ شهر شعبان من هذا العام باختيار العاملين في هذا النظام وهم (40) شخصاً في مكة المكرمة و(35) شخصاً في المدينة المنورة حيث تم تدريبهم وتعريفهم بإمكانية النظام واستخدام الأجهزة إضافة إلى توفير (120) هاتفا ذكيا و(14) جهاز حاسب آلي محمول وتوفير خادم وشرائح اتصال البيانات وإعداد نوافذ الاتصال والارتباط بشبكة الوزارة، كما تم إعداد النظام باللغتين العربية والانجليزية واختباره في العاصمة المقدسة (منطقة مكة المكرمة) قبل موسم الحج.

أطباء ميدانون داخل مساكن الحجاج

قامت وزارة الصحة خلال موسم حج هذا العام ولأول مرة بتقديم خدمات وقائية وعلاجية من خلال (39) فرقة ميدانية من الطب الوقائي للقيام بجولات ميدانية بين المخيمات وأماكن وجود الحجاج حيث تم تخصيص (21) فرقة لزيارة حملات الحج ومؤسسات الطوافة و(18) فرقة لزيارة المرافق الصحية.. كما قامت الوزارة بصرف (1200) عبوة من العلاج النوعي (التاميفلو) لفيروس إنفلونزا الخنازير من خلال هذه الفرق الميدانية حيث تتكون كل فرقة من طاقم طبي متكامل إضافة إلى تزويد البعثات الطبية بـ(200.000) عبوة من هذا العقار بعد نهاية موسم الحج لاستخدامه لمن يحتاج من حجاجهم أثناء عودتهم إلى ديارهم.

خدمات علاجية على مدار الساعة

ركزت الوزارة على تقديم خدمات علاجية متميزة وذات جودة عالية مع المشاركة الفاعلة مع القطاعات الصحية لتقديم الخدمات الصحية حيث هيأت (24) مستشفى بلغت سعتها السريرية (4964) سرير منها (547) سرير للعناية المركزة والطوارئ تدعمها (136) مركزاً صحياً منها (16) مركزاً صحياً بالمدينة المنورة و(40) مركزاً صحياً بالعاصمة المقدسة و(80) مركزاً صحياً بالمشاعر المقدسة حيث يحتضن مشعر منى (27) مركزاً صحياً وعرفات (46) مركزاً ومزدلفة (خط المشاة) 7 مراكز حيث تم هذا العام ترميم (12) مركزاً بمشعر منى وبلغ عدد الأطباء العاملين في المراكز الصحية بمنى ومزدلفة (200) طبيب وطبيبة أساسي والتمريض و(260) ممرض وممرضة وتم دعم هذه المراكز يوم 10 ذي الحجة بالأطباء والتمريض. أما في مشعر عرفة فيبلغ عدد الأطباء العاملين في المراكز الصحية (80) طبيباً وطبيبة أساسياً و(170) ممرضا وممرضة حيث تم دعم هذه المراكز يومي 7و8 من ذي الحجة بالأطباء والتمريض. إضافة إلى عقد دورات تدريبية شملت أكثر من (600) من الأطباء والتمريض العاملين بالمراكز الصحية بالمشاعر المقدسة. وقد تم توفير جميع الأدوية الخاصة بالأمراض الشائعة في الحج والأمراض المزمنة وأدوية الطوارئ في جميع المراكز الصحية بالمشاعر المقدسة حيث عملت هذه المراكز على مدار 24 ساعة واستقبلت جميع الحالات التي وردت إليها وهناك غرف ملاحظة للحالات الطارئة حتى تستقر الحالة ومن ثم يتم إحالتها إلى المستشفى، كما تم بالمراكز الصحية بمشعر منى حيث تم تجهيزها بأجهزة الإنعاش القلبي وجهاز الصدمات.

إضافة إلى ذلك جهزت وزارة الصحة (12) مركزاً صحياً بالحرم المكي منها (6) داخل الحرم و(6) أخرى خارج الحرم و(16) مركزاً صحياً للطوارئ في جسر الجمرات تدعمها فرق راجلة بلغت (24) فرقة بجسر الجمرات.

كما قامت الوزارة خلال موسم حج هذا العام بالتعاقد مع (100) طبيب من مختلف التخصصات الطبية النادرة (عناية مركزة - قلب - طوارئ) منهم (60) طبيباً من خارج المملكة و(40) طبيباً من داخل المملكة إضافة إلى (147) ممرضة عناية مركزة وطوارئ من خارج المملكة.

مختبرات لفيروس الإنفلونزا المستجدة

في خطتها على الخدمات التشخيصية عملت الوزارة من خلال اللجان المختصة باستكمال التجهيزات واللوازم المخبرية المطلوبة لتشغيل المختبرات وبنوك الدم أثناء موسم الحج حيث تم تأمين احتياجات المرافق الصحية بمنطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة من الأجهزة واللوازم المخبرية والكواشف.

كما قامت الوزارة بتأمين (19) ألف وحدة دم لجميع فصائل الدم المختلفة ومشتقاته لموسم حج عام 1430هـ من جميع المناطق الصحية بالمملكة لتزويد المرافق الصحية بالمشاعر والعاصمة المقدسة. كما تم تجهيز مراكز السموم والكيمياء الشرعية بمنطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة لدعم مركز السموم بالعاصمة المقدسة ورفع درجة الاستعداد بمختبر الفيروسات بالمختبر الإقليمي بمحافظة جدة ومستشفى الملك فيصل بالعاصمة المقدسة لإجراء الفحوصات المخبرية لجميع الفيروسات المسببة للأمراض وخاصة المنقولة من الحيوان والطيور للإنسان.

إضافة إلى ذلك تم تجهيز 3 مختبرات تشخيصية في مكة المكرمة ومختبر آخر لأول مرة داخل المشاعر المقدسة لإجراء الفحوصات المخبرية عبر تقنية البلمرة الجزيئية PCR يحتوي على أحدث التجهيزات المخبرية ودقتها وسرعة الإنجاز للتعامل مع هذه الحالات ودعمه بالقوى العاملة اللازمة لتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية لضيوف الرحمن القادمين للحج عن طريق المطار في جدة، وتم الاتفاق مع الجهات المعنية على خروج الحجاج المشتبه بإصابتهم عبر مسار آمن، كما تم تجهيز 128 سرير عزل بالمشاعر المقدسة للمصابين بمرض إنفلونزا الخنازير لا سمح الله.

ولقد بلغ عدد العينات المستلمة في مختبرات العاصمة المقدسة والمشاعر لهذا العام (2597) عينة وعدد العينات الايجابية (1153) وبنسبة 44% كما تم فحص (215) عينة (8.2%) في مستشفى منى الوادي.

كما قامت الوزارة بتنفيذ برنامج لتوعية السائقين حول خطورة تناول المنشطات والعقاقير المحظورة وسوء استعمالها والذي شمل جميع مواقع شركات نقل الحجاج ولعدد يتجاوز أكثر من (10) آلاف سائق حيث سيستمر البرنامج حتى 30-12-1430هـ.

امتداداً للفريق الواحد

طبقت الوزارة أسلوب العمل بفرق الجودة والعمل الجماعي بروح الفريق الواحد حيث شكلت الوزارة هذا العام أربع عشرة لجنة تحت مسمى لجان الحج التحضيرية برئاسة معالي وزير الصحة وجنّدت لهذه اللجان هذا العام (17.609) موظف وموظفة من أطباء وفنيين وتمريض وإداريين لخدمة ضيوف الرحمن يمثل العنصر النسائي حوالي 6000 موظفة بمعدل 40% حيث يعمل (5000) من هذه القوى العاملة بمنطقة المدينة المنورة و(9000) في العاصمة المقدسة وما تبقى منهم يعمل بالمرافق الصحية بالمشاعر المقدسة علماً أن السعوديين يمثلون 65% من الأطباء و40% من التمريض.

انتشار الطب الميداني والإسعافي بين تجمعات الحجيج

كانت الوزارة سباقة إلى انتشار الطب الميداني والاسعافي بين تجمعات الحجيج قبل انتشار الأمراض بتجهيز سيارات إسعاف صغيرة للعمل بمنطقة المشاعر المقدسة تستطيع أن تجوب الأماكن المزدحمة لتقديم الخدمات الاسعافية والميدانية لضيوف الرحمن وعددها (85) سيارة يعمل عليها (95) فرقة إسعافية مكونة من طبيب وممرض يتناوبون العمل على مدار الساعة وموزعين على سبع مجموعات عمل، إضافة إلى سيارات الإسعاف الكبيرة المساندة وعددها (50) سيارة إسعاف يعمل عليها (50) ممرضا سائقا، حيث قامت غرفة العمليات سليم (900) بالتحكم في حركة السيارات في الميدان وتوجيهها من خلال شبكة اتصال لاسلكي تعمل على موجة خاصة ويتم مراقبة السيارات وتصحيح مسارها من خلال وحدة التحكم الخاصة بأجهزة تحديد المواقع وتعقب المركبات (GPS). ولقد بلغ إجمالي الحالات التي تم مناظرتها بالفرق الإسعافية (4937) حالة بانخفاض بنسبة 31% عن موسم حج 1429هـ، أما الحالات المنقولة للمستشفيات (730) حالة بانخفاض بنسبة 23% عن موسم حج 1429هـ، أما الحالات المتوفاة أثناء النقل فقد انخفض بنسبة 60% عن حج 1429هـ. وكذلك انخفض عدد الحالات التي تم إخلاؤها بسيارات الإسعاف الكبيرة (سند) من مستشفيات المشاعر المقدسة بنسبة 33%.

إحداث غرفة للعمليات والطوارئ

قامت وزارة الصحة بإعداد وتجهيز احدث غرفة للعمليات ولاستقبال جميع البلاغات الطارئة من المواقع الصحية بالمشاعر المقدسة حيث تقوم غرفة العمليات بالتنسيق مع مديري المواقع الصحية بعرفات ومنى وكذلك التنسيق مع الجهات الحكومية بمنى في الحالات الطارئة.

إضافة إلى التنسيق والتوجيه في حالات الطوارئ والكوارث لا سمح الله والتنسيق المباشر لنقل حالات العناية المركزة بين المستشفيات والاستعانة بالشاشات الالكترونية التي توضح إحصائياً عدد الأسرة الشاغرة والمشغولة كما تتولى التنسيق مع الجهات المختصة لنقل الحالات التي تستدعي نقلها بالأسطول الطبي الجوي (الإسعاف الطائر).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد