Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/12/2009 G Issue 13587
الخميس 23 ذو الحجة 1430   العدد  13587

فريق آثاري متخصص يزور آثار عودة سدير
د. الغزي: آثار (غيلان) تعود إلى ما قبل الهجرة.. والبئر ستكشف الكثير

 

كتب - محرر الوراق:

استجابة لدعوة الزميل محمد بن عبدالعزيز الفيصل قام فريق آثاري متخصص بزيارة لمدينة عودة سدير؛ للوقوف على آثارها المتنوعة، متمثلة في قصر غيلان ومدينة مسافر والعودة القديمة. وقد ضم الفريق كلاً من: الدكتور عبدالعزيز بن سعود الغزي رئيس قسم الآثار بجامعة الملك سعود رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للدراسات الآثارية، الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي عضو مجلس الشورى وأستاذ التاريخ والآثار بجامعة الملك سعود، الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب أستاذ الكتابات العربية القديمة وتاريخ الشرق الأدنى القديم بجامعة الملك سعود، عبدالله العمار أحد منسوبي قسم الآثار بجامعة الملك سعود، يوسف العتيق المشرف على صفحة وراق الجزيرة وعلى ملتقى الوراق الذي يتولى تنسيق زيارات الفريق للأماكن الأثرية في المملكة العربية السعودية.

وقد حضر الزيارة كل من الدكتور موسى بن عيسى العويس المدير العام للتعليم بمحافظة المجمعة، الأستاذ ناصر الشثري، سعد بن محمد بن معمر رئيس مركز العيينة والجبيلة، الرائد سعود بن محمد بن معمر، ماجد بن زيد المرشد.

كان يوم الثلاثاء الرابع عشر من شهر ذي الحجة للعام 1430هـ، الموافق الأول من شهر ديسمبر للعام 2009م، مشمساً عندما كان الفريق الآثاري متوجهاً إلى عودة سدير ليشرع في برنامج الزيارات للأماكن الأثرية هناك؛ فكان الوصول قرابة الساعة العاشرة صباحاً؛ حيث كان في استقبالهم الزميل محمد بن عبدالعزيز الفيصل، وبدأ الفريق جولته بزيارة لقصر غيلان التاريخي الذي يعد من أقدم الآثار الموجودة في منطقة نجد وفي إقليم سدير على وجه الخصوص؛ حيث يقترن تاريخ هذا القصر الأثري بعدد من الأحداث الزمنية التاريخية التي حدثت في منطقة سدير، وكان لها دور كبير وفاعل في رسم طبغرافية المنطقة؛ حيث إنَّ القرى المحيطة بالقصر تأثرت كثيراً بالأحداث التي دارت فيه ورواها التاريخ، والتي يتجاوز عمرها مئات السنين، ومن الضروري إعطاء هذه الأماكن حقها من البحث والدراسة لكي يساهم ذلك في دعم الدراسات الأثرية في مملكتنا الحبيبة.

يقبع قصر غيلان في بلدة عودة سدير التي تبعد عن مدينة الرياض مئة وسبعين كيلاً، من الناحية الشمالية الغربية، حيث تقع السفوح الشرقية من طويق وفي الجانب الغربي من العتك الكبير حيث تشغل مساحات واسعة من وادي سدير (الفقي قديماً).

أما عن موقعها في كتب التاريخ القديمة فقد ورد في تقويم البلدان لغدة الأصفهاني يقول: (والفقء بالكرمة والكرمة باليمامة)، والكرمة عند لغدة الأصفهاني هي الجزء الشمالي الشرقي من اليمامة ووادي الفقي الذي هو وادي سدير يقع في هذا الجزء من اليمامة والعودة في أسفل هذا الوادي. أما الحسن بن أحمد الهمداني فقد حدد العودة وذكرها بما كانت تعرف به في ذلك الوقت من الزمن، حيث كانت تسمى جمازاً، وجماز هو ناحية من نواحي العودة الآن؛ فهو يقول: (ثم تقفز من العتك في بطن ذي أراط، ثم تسند في عارض الفقي فأول قراه (جماز)، وهي ربابية ملكانية عدوية من رهط ذي الرمة، ثم تمضي في بطن الفقي، وهو واد كثير النخل والآبار)، ويمضي الهمداني في وصف قرى هذا الوادي إلى أن يقول: (وكذلك جماز سوق في قرية عظيمة أيضاً). وقد ذكر الشاعر الشعبي إبراهيم بن جعيثن العودة وما حولها ووادي الفقي في قصيدته التي قالها في مدح أهل سدير، منها:

ووراط يحيي به حلال مهازيل

حيث هو اللي ينطح السيل جاله

والى انحدر يضفي على العودة السيل

وتمير ومجزل تملا اهجاله

ووادي الفقي زين البساتين ونخيل

في القيظ يسقى صافي من زلاله

كدادهم كنه على ساحل النيل

تسمن معاويده ويكثر رياله

يرجع سدير ويكثرن المحاصيل

تلقى به التاجر اينمي حلاله

غرايس يازينها طلعة سهيل

يفرح بها اللي جايعين عياله

وأسوار قصر غيلان لا تزال شامخة بارزة تشد انتباه المار مع الطريق السريع (الساحبة) المتفرع من طريق (الرياض سدير القصيم)، وتوجد أبراج على السور، وهي أبراج مبنية من الطين والحجارة، وتتميز الأسوار بارتفاعها وعلوها، حيث يصل طولها تقريباً إلى خمسة أمتار، وتكون فيها الحجارة على شكل مداميك منتظمة، وهذا يشهد على الفن المعماري والهندسي الذي كان يتمتع به البناؤون في ذلك الحين، إضافة إلى أن هذه الأسوار بقيت شامخة بارزة على الرغم من الفترة الزمنية الطويلة جداً التي تفصل بين تاريخ بناء هذه الأسوار وزمننا هذا الذي نعيش فيه الآن بحكم أن أهل هذا القصر عاشوا قبل 1500 سنة على أقل تقدير.

هذه القليب محفورة داخل قصر غيلان المعروف في البلدة بمدينة غيلان. والقصر يقع على سفح جبل، والقليب محفورة في الصخر، ولعلها اندثرت الآن فلم يبق منها سوى الأطلال بسبب إهمال الجهات المعنية في المحافظة عليها. وأهل البلدة يعتقدون أن هذه البئر تحتوي على كنوز كما تحكي الأسطورة القديمة، وأن كل مَن حاول حفرها وإخراج الكنوز تصدى له الجن؛ فمنعوه من ذلك. وآخر مَن حاول حفرها رجل من الجيل الماضي يدعى الحويتمى. يقول ذلك الرجل: عندما شرعت في حفر البئر خرج إليّ شيخ وقور ووجَّه إليّ بعض الأسئلة؛ حيث قال: هل ابيض الغراب؟ فقلت: لا، فقال: هل عُدِم الحرمل؟ فقلت: لا، فقال: هل طلعت الشمس من مغربها؟ فقلت: لا، فقال: لا تحفر هذه البئر حتى يحدث ما ذكرت، ونحن حراسها إلى ذلك الحين. يقول الحويتمى: فخرجت من البئر مصاباً بالفالج. واستمرت إصابة ذلك الرجل بالفالج إلى أن توفي. وأهل البلدة يعتقدون أن الجن أخوال غيلان، وأنه أوصاهم بحراستها.

غيلان وابنته

الشيء الشائع عند أهل بلدة عودة سدير أن غيلان صاحب القصر الموجود في العودة والمعروف ب(مدينة غيلان) صاحب أسفار لا تنقطع حتى اشتهر عنه أنه يبحث عن نهاية الأرض وأطرافها، والمثل المشهور (مات غيلان ما لحق لها طرف) يفسر ما يعرفه أهل البلدة عن غيلان ورحلاته التي لا تنتهي. وبما أن غيلان صاحب أسفار مستمرة فإنه يحرص على عدم الإنجاب؛ حتى لا ينشغل بتربية أبنائه. وعندما رحل في إحدى رحلاته الطويلة أنجبت زوجته بنتاً، وعندما عاد أخفاها أخوالها؛ خشية أن يقتلها أو يتخلص منها بأية طريقة، وقد نجح أخوالها في إخفائها حتى كبرت. وبينما هي تلعب مع رفيقاتها بجانب بيت أخوالها مر بها غيلان فأعجبته ولفتت نظره؛ فأراد أن يختبرها مع رفيقاتها؛ فرمى بحجر إلى البنات وقال: أريد منكن أن تخطن لي ثوباً من هذا الحجر؛ فأخذت ابنته الحجر وأعادته إليه وقالت: إننا بحاجة إلى خيوط، فإذا استخرجت لنا خيوطاً من هذا الحجر فنحن على أتم الاستعداد لخياطة ذلك الثوب الذي تطلبه. وعندما سمع غيلان جوابها عرف أنها ابنته، وقد تأكد من ذلك فيما بعد. ولما ثبت عنده أن البنت ابنته عزم على التخلص منها؛ فاختار يوماً شديد البرد ومرَّ بها وهي تلعب مع رفيقاتها، وكانت ترتدي ثياباً خفيفة، فأخذها معه وركب ناقته وأردفها خلفه. وكانت ريح الشمال تلسع جسمها ببردها الشديد؛ فاشتكت البنت شدة البرد؛ فسكت غيلان وواصل سيره. ولما كان البرد لا يطاق والمطر خفيف يبلل الجسم أعادت ابنة غيلان شكواها لوالدها، ولكن غيلان لا يجيب. وقد استمر غيلان في سيره، وكان الليل قد جنهما، بل إنه قد مضى أكثره وغيلان ماض في طريقه وناقته (صيدح) تنهب الأرض نهباً ولا تسأل عما فوقها. وفي تلك اللحظات أحست ابنة غيلان بتجمد أطرافها فقالت:

قلبك يا غيلان من قاسى الصفا

والا الحديد يا غيلان يلين

وعندما سمع غيلان قولها رق قلبه وأخذ عباءته وغطاها بها، وفي تلك اللحظات كانت ابنته تسلم الروح لبارئها وتتحول إلى جثة لا يؤثر فيها البرد. وعند ذلك توقف غيلان عن المسير ودفن ابنته. وينسب إلى غيلان وابنته مي هذه المحاورة الشعرية:

قال غيلان:

يا مي بيان الغنى في ثلاثة

على الردى يا مي صعب يكودها

بهن كداد على جال عيلم

يبيع ويشرى في مثانى اكدودها

وبهن مغوار على القوم نادر

عشايره ما عاد تحصى اعدودها

وبهن حدار على عيد هيه

* (الشطر الثاني من البيت لم يستدل إليه الرواة)

فأجابته ابنته:

انكان كداد على جال عيلم

فد فاتره ما عاد تحصى اعدودها

وان كان مغوار على القوم نادر

فالقبر مفتوح وهو من اسدودها

وان كان حدار على عيد هيه

فيروعه تزاويل الشجر في نفودها

ألا يا غيلان خليت واحد

يدين حضران القرى في أكدودها

يحط له في واهج القيظ ملفح

وفي الشتاء نيرانه يكبر وقودها

غيلان وأخواله الجن

يعتقد أهل البلدة أن أخوال غيلان الجن، وأنهم كانوا يحسدونه على ناقته (صيدح)؛ فهي سريعة ومطيعة ورشيقة. وكان يتركها في المراعي البعيدة، فإذا ناداها (صيدح) فإنها تأتي إليه مسرعة، وقد حاولوا تضييعها وإبعادها ولكنها تسمع صوت صاحبها مهما بعدت. عند ذلك لجؤوا إلى سد أذنيها ولكنهم فوجؤوا بأنها تجيب صاحبها عندما يناديها. وقد طلب منه أخواله ألا ينطق بكلمة (صيدح) أبداً؛ فامتثل لأمرهم حيناً ثم احتاج إلى ناقته؛ فقال: (صيدح)؛ فأخذوه وضربوه وسجنوه. وعندما آلمه الضرب أخذ يقول: (أح)؛ فقالوا له: لا تقل (أح)؛ فرفع صوته وقال: يا أخوالي ما قلت (أح ولا ناقتي صيدى أح)؛ فعندما تسمع ناقته (صيدى أح) تأتي إليه. بعد ذلك اقتنع أخواله أن هذه الناقة لا يمكن أن تصد عن صاحبها؛ فأخرجوه من السجن وتركوه هو وناقته (صيدح).

جماز

جماز أو العودة كما تعرف الآن مدينة قديمة، وأقول مدينة لأن المساحة التي تشغلها المباني والأطلال والآبار على ضفتي وادي سدير مساحة واسعة تمتد من الغرب إلى الشرق بطول عشرين كيلاً، أعلاها وادي الجوفاء وأسفلها قارة الركايا. ونعود إلى التاريخ لعله ينبئنا عن أول بناء في هذه البلدة فلا نجد من يوقفنا على نشأتها إلا أنها مدينة جاهلية تشهد بذلك آثارها، فالمدينة القديمة تشمل الأحياء الآتية:

1 - العودة الحالية.

2 - مدينة غيلان.

3 - جماز.

4 - القرناء

5 - مسافر.

وترتيب هذه الأحياء يبدأ من الغرب إلى الشرق. وأعتقد أن القرناء هي أقدم الأحياء؛ حيث تشتمل الآن على آثار مطمورة تحت الأرض، وتشمل أساس بناء يقال إنه كنيسة، وقد عثرت الشركة المنفذة لطريق الرياض - سدير - القصيم على مقبرة تحت الأرض بعمق ستة أمتار؛ فحرصت على إخفائها لئلا يتعطل تنفيذ الطريق، وأظن أن هذا الحي تأثر كثيراً بسبب هزيمة مسيلمة في موقعة اليمامة؛ فقد ذكر ياقوت الحموي ما يؤيد هذا الظن حيث قال: (والفقى واد في طرف عارض اليمامة من قبل مهب الرياح الشمالية، وقيل هو لبني العنبر بن عمرو بن تميم نزلوها بعد قتل مسيلمة لأنها خلت من أهلها، وكانوا قتلوا مع مسيلمة).

ويلي القرناء في القدم جماز، وجماز الآن أطلال وأبنية متهدمة، وأحجار متناثرة، وعلى مسافة ألف متر من جماز من الناحية الغربية تقع مدينة غيلان، ومدينة غيلان الآن لا تزال أبنيتها شامخة، وهي تشتمل على قصر كبير يبلغ طوله مائة متر تقريباً وعرضه سبعين متراً ويتبعه ملحقات خارج القصر. وموقع القصر ينبئ عن اختيار دقيق؛ فهو قد بني على سفح جبل قد برز في الوادي، وكونه تلاً معترضاً في وادي سدير بحيث يشرف هذا القصر على الرائح والغادي في الوادي، ويشرف أيضاً على السفوح الجنوبية والشمالية للجبال المطلة على الوادي، ويشتمل هذا القصر على بئر محفورة في الصخر، ويقال إنها تحتفظ بكنوز صاحب القصر. وجدران القصر الجنوبية والشرقية ما زالت سليمة إلا أنه قد تهدم أجزاء كثيرة منها، والباقي منها يبلغ ارتفاعه خمسة عشر ذراعاً، وسمك الجدار ذراعان أو ثلاثة، وهو مبني من الطين والحجارة، وإذا سألت الآن عن صاحب هذا القصر فإن الجواب سيكون سريعاً، أي أن صاحب القصر غيلان، ولكن من هو غيلان؟ ويتساءل المؤرخ الدكتور عبدالعزيز الفيصل في كتابه عودة سدير عن ذلك فيقول: أهو الشاعر المشهور الذي عاش في الدهناء أم غيره؟ وإذا افترضنا أن القصر لغيلان بن عقبة بن مسعود الملكاني العدوي فإن لدينا ما يؤيد هذا الفرض؛ فلغدة الأصفهاني يتحدث عن وادي الفقى في آخر القرن الثالث ويذكر من سكانه حمان، وعكل وضبة وعدى وتيم. والهمداني عندما تحدث عن جماز في آخر القرن الثالث وأول الرابع ذكر أنها ملكانية عدوية من رهط ذي الرمة كما تقدم معنا. وشيء آخر يؤيد هذا الافتراض، وهو أن القبائل المذكورة في العصر الجاهلي والإسلامي منها بادية وحاضرة، وربما كان للبادية بساتين تقيم فيها في الصيف وتذهب في الشتاء إلى مرابعها في حزوى واللهابة وغيرهما من متربعاتها في الدهناء والصمان. ومن تلك القبائل التي تسير على هذا النهج قبائل حمان وضبة وبالعنبر، فبنو عوف بن مالك يسكنون الفقى ومنزلهم في جلاجل ولهم بادية في الدهناء والصمان. وسند آخر يؤيد افتراضنا وهو كون الشاعر ذي الرمة يقرأ ويكتب؛ فقد ورد في الأغاني ما يثبت قراءة وكتابة ذي الرمة وهو: (قال عيسى بن عمر قال لي ذو الرمة ارفع هذا الحرف، فقلت له أتكتب؟ فقال بيده على فيه اكتم علي فإنه عندنا عيب).

قام الوفد بتفقد الموقع وتفحص الآثار الموجودة فيه، وقد تم العثور على بعض القطع الخزفية التي يعتقد الدكتور عبدالعزيز الغزي أنها تعود إلى ما قبل الهجرة، أي قبل 1500 سنة تقريباً؛ حيث يرى أن هذا الموقع ليس عبارة عن قصر ولكنه مستوطنة سكنها العديد من البشر قبل مئات السنين، مستبعداً أن تكون هذه المنطقة قد تعرضت إلى حرب أو تدمير كما يُروى، مضيفاً أن سكان هذا المكان كانوا يستخدمون أدوات خاصة لقطع الحجارة وتهذيبها واستخراج لُبِّها واستخدامه في الصناعات المختلفة والمتنوعة، مبدياً إعجابه بطول السور وإحكام بنائه، مؤكداً أن هذه المنطقة جديرة بالدراسة والبحث، ويرى أن بداية الدراسة لهذا الموقع يفضل أن تكون من البئر لاحتمال وجود ما يعطي تصورا أوليا عن المكان وساكنيه؛ حيث إن البئر في العادة يوجد به بعض العملات أو المسوغات الذهبية ونحوها؛ ما قد يعطي تصورا أوليا عن الفترة الزمانية أو معلومات اجتماعية عن الحياة التقليدية لساكني المكان. ومن جانبه أشار د.أحمد زيلعي إلى وجود إلماحات قوية تدل على أن هذه المستوطنة موغلة في القدم، مستبعداً تلك القصص والروايات التاريخية التي تنسج حول القصر والقليب، ومؤكداً أن كثيراً من المناطق الأثرية تنسج حولها القصص والأساطير التي ليس لها أساس من الصحة، وأن هذا سارٍ في كثير من المناطق الأثرية، وأن السور له دلالة مهمة. ويقترح النظر في البحث في قواعد السور، وذلك من أساسه لما له من دلاله مهمة في الجانب العمراني، وقد أبدى الدكتور سليمان الذييب إعجابه بالآثار الموجودة في قصر غيلان، مؤكداً أنها تحتاج إلى الدراسة والتحقيق لمعرفة التفاصيل التاريخية لها، أما الدكتور موسى العويس فكان له وقفة تتلخص في عدم الالتفات إلى الأساطير والرواية الشعبية عند دراسة هذا المكان وأهمية الاعتماد على المصادر الموثوقة؛ حيث إن الأساطير ليست مصدراً يستأنس به في كتابة التاريخ لأي موقع، وقد أكد سعد بن معمر أهمية الآثار والاهتمام بها، وأنها تساهم في الكشف عن تاريخ أي منطقة، مبدياً إعجابه بالآثار التي احتوت عليها عودة سدير وبالأخص الديرة القديمة، كما أشار يوسف العتيق إلى أن هذه الزيارات والجولات التي يقوم بها فريق الوراق تشكِّل سلسلة مهمة ستساهم في الكشف عن تاريخ أي منطقة في أي مكان من أرض مملكتنا الغالية، وهذا جزء من الهم الوطني الذي يقوم به الوراق.

وفي نهاية الزيارة قدَّم محمد بن عبدالعزيز الفيصل شكره وتقديره إلى الفريق والحضور الذين لبوا الدعوة وتجشموا عناء السفر إلى العودة؛ ليطلعوا عن كثب على الآثار الموجودة هناك، وشكرا خاصا ليوسف العتيق الذي تولى تنسيق الزيارة الثرية التي كشفت عن وجود الكثير من الآثار التي يجهلها أهالي عودة سدير.

كما شملت الجولة زيارة إلى المدينة القديمة بعودة سدير؛ حيث تجول الوفد والزوار بين الأحياء الطينية والحوامي والقلبان وغيرها من المواقع الأثرية في الديرة القديمة؛ ليتوجهوا إلى مدينة مسافر الأثرية المندثرة تحت الأرض وليقفوا على أطلالها والبقية الباقية منها، بعد ذلك غادر الوفد والزوار عودة سدير مبدين إعجابهم من المواقع الأثرية التي احتوت عليها العودة.

المكان ليس قصراً!!

وعلى خلاف ما يردده بعضهم من تسميته بقصر غيلان يرى الفريق عدم صحة تسميته بالقصر؛ لأن في هذا تقليلاً من حجم هذا المكان؛ بل هو - بحسب تعبير الدكتور الغزي - مستوطنة، فيها جميع مقومات المدينة من مبان لعِلية القوم ومبان أخرى، ومع وجود الأراضي الزراعية يجب النظر إلى المكان على أساس أنه مستوطنة.

موجودات

الفريق في جولته السريعة وجد بعض الآثار التي قد تخدم الباحثين في تشكيل تصوُّر أولي عن المكان، مثل بعض الفخار، وما يعتقد أنه رأس رمح، وكل هذا من الممكن أن يخدم الباحث في هذا المكان وتاريخه.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد