Al Jazirah NewsPaper Monday  21/12/2009 G Issue 13598
الأثنين 04 محرم 1431   العدد  13598
ربيع الكلمة
مَن يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لبنى الخميس

 

بحب غامر وحضن دافئ وكبير.. بمشاعر حب واشتياق امتدت طولاً حتى الأفق, وعرضاً ًحين شملت كل مناطق وربوع المملكة.. استقبل الشعب السعودي سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز في يوم مشهود وحدث غير عادي بعد رحلة مرهقة وطويلة للعلاج.

ولعل اللافت والمذهل وغير العادي في هذا الاستقبال أنه اتسم بحرارة الأحاسيس وعمقها، وحميمية المشهد واللقاء والمشاعر, من قِبل جميع شرائح المجتمع السعودي الذي انتظر هذا اليوم طويلاً..

وما عقب ذلك من احتفال وزارة الداخلية بقيادة الأمير نايف واحتفال أبناء المدارس بمختلف مراحلها ابتهاجاً بعودة ولي العهد, وترحيب الصحف به حين سطرت مقالات وصوراً وتهاني ملأت صفحات الصحف, وما عبّر به عدد من أصدقاء المملكة المخلصين من الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة.

تلك المشاعر والمشاهد كانت وليدة الحب والإخلاص واللحظة.. مشاهد عفوية وتلقائية لم يرتب لها سلفاً ولم تكن مختلقة أو مصطنعة.

كل تلك المشاعر تثبت وتؤكد أن سمو الأمير سلطان شخصية تاريخية واستثنائية!.

فما يتمتع به من رصيد حب وجماهيرية غير عادية يجعلنا نقف أمام هذه الهامة الشامخة طويلاً ونستعرض أسباب هذه الشعبية الكبيرة فنجد أننا نتحدث عن رجل هو مؤسسة خيرية بحد ذاتها.. رجل بكرم لا حد له.. وعطاء شمل آلاف الأسر التي عبست في وجهها الحياة فتبسم لهم سلطان وأعاد بسمتهم.. ووفاء استمر عشرات السنين تمثل في خدمة الدين والدولة.. وابتسامة لا تفارق المحيا وكأنه يستوحي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعروف شيئاً, ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق).

وإن أنسى فلا أنسى الموقف الشهم النبيل لسمو الأمير سلمان الذي يمثل قمة الوفاء والشهامة, ويعد مثالاً يُحتذى به في الوفاء لأهل الوفاء..

حين وقف بجانب أخيه يسانده ويواسيه ويخفف من ألمه.

وما يؤكد إنسانية الأمير سلطان وتواضعه الجم وحبه الأصيل لأرضه وشعبه.. أنه على الرغم من طول السفر ومدة الغياب وعلى الرغم من ظروفه الصحية الصعبة وعلى الرغم من إرهاق مراسم الاستقبال والسلام على الحشود, إلا أنه وفي اليوم التالي من عودته هرع سموه ليزور أبناءه العسكريين المصابين ليتفقد أحوالهم ويطمئن عليهم ويواسيهم وذويهم, ويطبع على رؤوسهم وقلوبهم وعقولهم قبلة أبوية دافئة لها أبعاد إنسانية رائعة, أضحت حديث الناس ومحور نقاش اجتماعي ممزوج بالإعجاب والثناء على الأمير سلطان الذي أعطى درساً في الإنسانية والتواضع والصدق والقيادة, في مشهد تابعه السعوديون بإعجاب, صدقوه فتناقلوه بالجوال وعبر الإنترنت.. مشهد جيّش كل معاني الوطنية والإخلاص والحماس في نفوس من شاهده.

كما أن الأمير سلمان كان نموذجاً وخير قدوة وأسوة، حيث إنه وبعد طول رحلة الغياب والفراق والمشقة باشر مهامه وأعماله في ديوان الإمارة في تمام الساعة الثامنة من صباح يوم السبت - أي اليوم التالي لوصوله - وحتى الساعة الثانية والنصف ظهراً, هذا الالتزام والانضباط واحترام الوقت والوظيفة هو نهج وأسلوب سلمان بن عبد العزيز في أداء عمله واحترام مسؤوليته وأمانته العظيمة - أعانه الله على حملها - تجاه الشعب السعودي.

موقفان لم يعد لهما مسبقاً إنما هما من طبيعة هاتين الشخصيتين الاستثنائيتين..

* * *




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد