Al Jazirah NewsPaper Tuesday  29/12/2009 G Issue 13606
الثلاثاء 12 محرم 1431   العدد  13606
أضواء
السطو الإيراني على نفط العراق 2-2
جاسر الجاسر

 

من يمتلك ذاكرة جيدة يعرف أن نفس الأحداث التي تجري الآن بين العراق وإيران، هي نفسها التي شهدتها العلاقات الإيرانية العراقية التي أدت إلى اندلاع الحرب العراقية الإيرانية بسبب تجاوزات واعتداءات القوات الإيرانية على الأرض والسيادة العراقية ومحاولة الاستيلاء على الثروة النفطية العراقية. وقد رصد المتابعون جملة من التجاوزات الإيرانية جميعها تخرق السيادة العراقية ومنها:

1- تفيد التقارير المستحصلة عليها بأن وحدات إيران الحدودية شنَّت هجوماً على بئري نفط (6 و8) بأمر من السلطات الإيرانية في تاريخ 3-4-2006 وقامت بقصفهما لغرض إخلاء الموظفين العراقيين، حيث ترك العراقيون هاتين المنطقتين في الأخير.

2- استدعت السلطات العراقية السفير الإيراني لدى بغداد (حسن كاظمي قمي) في أغسطس - آب 2006 ونقلت له اعتراضها على سرقة النفط وتهريبه والخروقات الأخرى التي ارتكبها النظام الإيراني في المناطق الحدودية. وبعدما استشار كاظمي السلطات الإيرانية رد على المسؤولين في الخارجية العراقية كذباً وقال (إنه طرح المشاكل العالقة العائدة إلى الحدود مع وزير الداخلية العراقي ووزير الدولة في الشؤون الأمنية وهما أكّدا أن هذه الادعاءات ليست إلا دعايات الجرائد فحسب ورفضا هذا الادعاء وانتقد كاظمي اعتراضات السلطات العراقية وقال إنها تناقض تصريحات رئيس الوزراء العراقي ومواقفه تجاه إيران ويأتي جهاز المخابرات العراقي بهذه التقارير الخاطئة إلى السلطات العراقية لغرض قطع العلاقات بين العراق وإيران وهذا الجهاز ليس تحت إشراف رئيس الوزراء) وهكذا تملّص من الإجابة على السلطات العراقية وطالب بالاعتراض على جهاز المخابرات العراقية.

3- هبطت طائرة إيرانية بمنطقة الفكة في محافظة ميسان تحمل أربعة ركاب متنكرين بزي موظفي شركة النفط وقاموا بتصوير بئر نفط (14) وهددوا موظفي شركة النفط العراقية بترك المنطقة.

4- تفيد التقارير الواردة بأن عناصر إيرانية قامت بحفر آبار النفط داخل الأراضي العراقية في المناطق الحدودية بتاريخ 31-10-2007 رغم احتجاجات الحكومة العراقية واستمروا في عملية حفر واستخراج النفط من الآبار العراقية في محافظة ميسان ودخلوا الأراضي العراقية ومنعوا موظفي شركة النفط عن العمل وقاموا بطردهم من هذه المناطق ومن ضمنها بئر رقم (4) في الفكة وأبو غريب. على أساس هذه التقارير لم ترد السلطات الإيرانية احتجاجات وزارة الخارجية العراقية وتكذب قيامها بهذه الإجراءات.

كل هذه الانتهاكات الإيرانية ارتكبت في ظل علاقات بين من يحكمون العراق ونظام طهران أشبه بعلاقات تحالف، ومع هذا يتعرض العراق لانتهاك سيادته.. فكيف يكون الأمر لو كان في العراق حكومة تعارض أطماع إيران في المنطقة..؟!



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد