Al Jazirah NewsPaper Tuesday  29/12/2009 G Issue 13606
الثلاثاء 12 محرم 1431   العدد  13606
الجلسة الثانية تعرض تجارب الترجمة في المؤسسات الحكومية

 

جمود الأمة العربية والإسلامية في الترجمة أفرزت جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية

قاعدة بيانات لأكثر من (200.000) مصطلح بأربع لغات لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية

تواصلت فعاليات الجلسة الثانية من جلسات مؤتمر الترجمة والتعريب بعرض للعديد من تجارب الترجمة في العديد من المؤسسات الحكومية في المملكة برئاسة عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود سابقا الدكتور عبدالله بن حمد الحميدان.

واستهلت ببحث بعنوان «دور مركز الترجمة في التعريب والترجمة في المملكة العربية السعودية» قدمه مدير مركز الترجمة في جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور محمود بن أحمد منشي قال فيه: توجت جهود مركز الترجمة بجامعة الملك سعود بالفوز بجائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة في مجال جهود الهيئات والمؤسسات.

وبيّن أن المركز حقق الكثير من الإنجازات وذلك بترجمة العديد من المراجع والمقررات والكتب الثقافية في شتّى المجالات. كما أن له دورا بتنفيذ مشروعات خاصة منها كتب في الاستشراق بطلب من وزارة التعليم العالي، وترجمة كتب علم النانو بطلب معهد الملك عبدالله لتقنية النانو، وترجمة كتب اقتصاديات المعرفة.

وفي بحث بعنوان «مسيرة الترجمة والتعريب في جامعة الملك فيصل» للدكتور يوسف بن يعقوب الدخيل، والأستاذ طاهر محمود عكاشة، من مركز الترجمة والتأليف والنشر في جامعة الملك فيصل أشار الباحثان إلى أنه تعدُّ عملية تعريب العلوم من أهداف المركز؛ لأن اللغة جزء من الشخصية، وإذا فقدنا اللغة تبخَّرت الشخصية، وأصبحنا بلا هوية، وعالة على الأمم الأخرى. فلا بد من نقل العلوم إلى لغتنا، كل في مجاله، ليس نقلاً بغرض النقل، ولكن بغرض الإضافة والإبداع.

وألقى البحث الضوء على المعايير التي يعتمد عليها المركز لتقويم مشاريع الترجمة وعرض اللوائح التنفيذية لترجمة الكتب والأبحاث بجامعة الملك فيصل وبيّن كيف أنها تشجع عملية الترجمة بالتحفيز المادي والمعنوي مما يعود بالنفع على الدراسة بجامعة الملك فيصل وخارجها.

وقدم أمين عام جائزة خادم الحرمين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة الدكتور سعيد بن فايز السعيد بحثا بعنوان «جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة: مشروع حضاري لتفعيل التبادل المعرفي بين اللغات» وقال إن فترات الجمود الطويلة التي مرت بها الأمة العربية والإسلامية فيما يخص الترجمة قد أثرت بشكل واضح وجلي في تغييب دورها الحقيقي في إثراء المعرفة المعاصرة، ولهذا واستشعاراً لأهمية الترجمة في التواصل مع الآخر علمياً وثقافياً جاءت جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة لتسعى إلى إزالة ذلك القصور الواضح عن ثقافتنا فيما يتصل بالترجمة، وأملاً في أن تسهم في دفع حركة الترجمة نحو تحفيز المترجمين للسير نحو الأفضل في ترجمة أعمال من وإلى اللغة العربية تقدم روافد معرفية جديدة في العلوم الإنسانية والطبيعية، وبما يخدم النهضة المعرفية الشاملة.

وقال الدكتور السعيد: إنه انطلاقاً من عالمية رسالة الجائزة وأهدافها وضعت الجائزة معايير وضوابط علمية في الترجمة تطبق بموضوعية تامة على جميع الأعمال المرشحة للجائزة، وفي ضوئها يتم قياس مدى التزام الأعمال المترجمة بتطبيق أهداف الجائزة.

وفي بحث للدكتور منصور الغامدي من منسوبي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بعنوان «دور مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في الترجمة» أكد فيه اهتمام المدينة بالترجمة بسبب ارتباط عملها بمجالات العلوم والتكنولوجيا، وبين أنه قبل ثلاثين عاماً أطلقت قاعدة بيانات خاصة بالمصطلحات وأطلقت عليها اسم «باسم». ومنذ ذلك الحين قامت المدينة بتطويع التقنية الحديثة لتطوير خوارزميات وأدوات ونظم تطوير الترجمة وتطوير برنامج مترجم يعد من أقدم برامج المدينة. ويتكون البرنامج من قاعدة بيانات تحتوي على أكثر من (200000) مصطلح بأربع لغات وهي العربية والإنجليزية والألمانية والفرنسية. بالإضافة إلى إتاحتها لجميع مستخدمي الإنترنت.

وأضاف توفر المدينة محرك ترجمة من العربية إلى الإنجليزية، يستطيع من خلالها أعضاء هيئة التدريس والطلاب استخدام المحرك لترجمة المستندات والمواقع الإلكترونية، متوافر عبر الإنترنت. وطورت موقعاً لتزويد المترجمين بأدوات للترجمة. والهدف من هذا الموقع يكمن في بناء قاعدة للمترجم الراغب في بدء مشروع ترجمة. ويمكن للموقع أن يبني قاعدة بيانات للمترجمين حول العالم بالإضافة إلى إدارة العمل ودفع المكافآت، وتم تجهيز الموقع في بدر (الحاضنة التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية).

وأوضح الدكتور الغامدي لقد اشتركت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مع أكاديمية نايف للعلوم الأمنية لتوحيد ترجمة الأسماء العربية إلى اللغة الإنجليزية، وتم عقد ندوتين في الأكاديمية حيث وجهت الدعوة للعديد من الخبراء حول العالم لتوحيد الترجمة. وتم اعتماد خوارزميات الترجمة كمصدر رسمي. وطورت المدينة نظاماً للترجمة الآلية للأسماء العربية بالإضافة إلى جمع أكثر من (70000) اسم عربي. وطور مبرمجو المدينة نظاماً آخر لترجمة الأسماء الأعجمية إلى اللغة العربية، وتم تطوير الخوارزميات بواسطة المدينة واستخدم مصدر مفتوح للأسماء الأعجمية ومعانيها.

وأوضح، تعمل المدينة على العديد من المشاريع الأخرى ذات الصلة بالترجمة. وكجزء من مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي، تعمل المدينة على ترجمة ثلاثة وثلاثين كتاباً بارزا ًفي التقنيات الإستراتيجية بما فيها المياه والبترول والغاز والبتروكيماويات وتكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات والاتصالات والضوئيات بالإضافة إلى تكنولوجيا الفضاء والطيران. وقدم الدكتور شريف العبدالوهاب من منسوبي المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، بحثاً بعنوان «التدريب الفني والمهني في المملكة وارتباطه بسوق العمل، 2009» بيّن فيه أن مؤسسة التدريب الفني والمهني بدأت في اثني عشر معهداً ثانوياً فنيّاً، وسبعة عشر معهداً صناعياً تقدم برامج تدريب للكبار، وفي مرحلة لاحقة افتتحت المؤسسة ثلاث كليّاتٍ تقنية مصغّرة. كما أن البرامج التدريبية المستوردة لم تكن تتعدى الاثني عشر برنامجاً. وفي عام 2007، تمكّنت المؤسسة من بناء أنظمتها الداخلية والإجراءات الخاصة بها كهيئة مستقلة بذاتها، ممّا أعطاها المرونة اللازمة لإدارة مهامها بوتيرة تتوافق مع سرعة نمو القطاع الخاص.

وقال: إن الهيئة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني تحولت خلال سبعةٍ وعشرين عاماً إلى مؤسسة تدريب فني ومهني، قادرة على إدارة مئة وتسعة وأربعين معهداً للتدريب الفني والصناعي، وتسعٍ وأربعين كلية تقنية. وتجاوزت البرامج التدريبية مائتي برنامج مستندة على مائتين وأربعة مقاييس مهنية وطنية. وفي ورقة علمية بعنوان «نشاط الترجمة في معهد الإدارة العامة» استعرض الأستاذ سليمان بن عبيد العنزي مدير إدارة الترجمة في معهد الإدارة العامة تجربة المعهد في الترجمة، حيث أعطى نبذة مختصرة عن معهد الإدارة العامة وأهدافه، كما تطرق إلى نشأة وأهداف نشاط الترجمة في المعهد، وآلية العمل في الإدارة، وعرف بطريقة المشاركة في هذا النشاط من قبل الباحثين الراغبين في ترجمة الكتب، والشروط المطلوبة في العمل العلمي المقترح ترجمته، ومعايير مراجعة الأعمال من قبل المراجعين العلميين.

واستعرض العنزي الخدمات المساندة التي تقدمها إدارة الترجمة، وتطرق للصعوبات التي تواجه نشاط الترجمة، وقدم اقتراحات عملية لتطوير أداء الترجمة، واستعرض النتاج العلمي المترجم في المعهد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد