Al Jazirah NewsPaper Tuesday  29/12/2009 G Issue 13606
الثلاثاء 12 محرم 1431   العدد  13606
هذرلوجيا
(21) سابقة فقط!!
سليمان الفليح

 

بالأمس نشرت جريدتنا الغراء هذه وعلى الصفحة الأخيرة منها خبراً منقولاً عن (واس) أي وكالة الأنباء السعودية وقد جاء في الخبر (أنه تم يوم أمس الأحد بمحافظة جدة تنفيذ حكم القتل تعزيراً في أحد الجناة (وهو وافد) بالمناسبة. وجاء في حيثيات الحكم أن هذا الجاني دخل منزل أحد المواطنين -بالقوة- وفعل الفاحشة بزوجته -بالقوة- وضربها وتسبب في إصابتها (طبعاً بالقوة) - وكذلك قام أيضاً بضرب امرأة أخرى وتعريتها -أيضاً بالقوة- وإجبارها على عمل مشين (!!) وبالطبع حكمت عليه المحكمة العامة الموقرة بعد إصدارها صكاً شرعياً يتضمن ثبوت ما نسب إليه شرعاً والحكم بقتله تعزيراً وصُدّق الحكم بعد ذلك من محكمة التمييز ومن ثم المحكمة العليا وصدر الأمر السامي بإنفاذ ما تقرر شرعاً بحق الجاني المذكور وقد تم تنفيذ حكم القتل فيه.

بالطبع كل ما سبق هو حكم الشرع الذي ليس بمقدور أي أحد الاعتراض عليه بل إن المجرم إياه يستحق حكما أقسى ولكن ليس ثمة حكم أقسى من التعزير، ولكن التساؤل الأولي يقول من أين لهذا المجرم كل هذه الجرأة المتهورة الوحشية وهو يعرف ما سيلقاه من عقاب؟!.

ثم يأتي السؤال الثاني الأكثر قسوة من فعلته النكراء تلك ألا وهو أنه في حيثيات الحكم (اتضح أن لهذا المجرم اثنتي عشرة سابقة متنوعة (!!) وهنا بيت القصيد إذ كيف تُرك هذا الوحش يسرح ويمرح في البلاد ويرتكب كل سوابقه في العباد دون أن يعاقب العقاب الرادع ولو عن واحدة فقط من تلك السوابق الاثنتي عشرة التي كانت تلطخ بالعار سيرته الحياتية وملفه الأمني والذي لا يشبه إلا (بصماته) السوداء عن كل سوابقه الشديدة السواد. أي بمعنى آخر لماذا لم يسجن هذا المجرم قبل فعلته النكراء التي قادته للموت ل(يكف شره عن الناس)؟ ولماذا لم يتحفظ عليه أو يراقب على الأقل؟ ولماذا (تُرك حبله على غاربه) كحيوان بشري ليواصل سوابقه المتكررة مهما بلغت من (رحاب الأذى وإمعانه في تكرارها حتى جعلته يتجرأ على ارتكاب جريمته الأخيرة النكراء)؟. ثم يبقى السؤال الأخير الصغير ألا وهو لماذا لم (يُسفّر) هذا المجرم إلى بلده عند ارتكابه كل تلك السوابق ال(12)؟ هذا إن لم نقل لماذا لم (يسفّر) منذ سابقته الأولى درءاً للأذى أو على الأقل (درءاً للشبهات) هذه القاعدة التي ما أكثر استعمالنا لها (؟!!).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد