Al Jazirah NewsPaper Tuesday  29/12/2009 G Issue 13606
الثلاثاء 12 محرم 1431   العدد  13606
هنيئا..للجائزة..بك.. سلمان بن عبدالعزيز
عبدالله بن محمد آل الشيخ

 

الحديث عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ذو شجون، بل يشعر الكاتب بأنه يكتب بعفوية وأن الحروف تتسابق من أجل أن تسطر كل المعاني الصادقة.. عن شخصية وقامة وهامة الأمير الإنسان صاحب القلب الكبير.. والعلم الغزير والحاكم القدير، بل عظيم الرجال أميرنا المحبوب سلمان بن عبدالعزيز الذي غرس كل معاني الوفاء بل إنه أعطى كلاً منا(درساً) ومعنى في الوفاء.. أتمنى من كل سويداء قلبي أن نأخذ منه عبرة لنا و درساً في الوفاء بأجمل معانيه عندما غاب عنا.. أهله وعشيرته ووطنه..ليكون بجانب أخيه ولي العهد المحبوب.. طيلة فترة علاجه ونقاهته.. ومع أنه حفظه الله غاب عنا جسداً فإنه والله كان معنا قلباً وقالباً.. نعم كان يتابع كل يوم وليلة..كل هموم الوطن.. ومواطنيه..يهنئ.. ويواسى..ويسأل عن المريض.. ويجبر مصيبة كل من استنجد به بعد الله.. فقدته الرياض طيلة فترة غيابه.. وأهلها ولكن كان عزاء الجميع أن سموه كان في مهمة وفاء وإنسانية؛ لذلك كنا معهما بقلوبنا ودعائنا إلى الله العلي القدير بأن يعيدهما إلينا بصحة وعافية.

لن أكون مبالغاًً إن قلت إن سموه -وفقه الله- كان حديث كل بيت لا في الرياض وحدها وإنما في كل الوطن، استحق وكما هو أن يكون الرمز الكبير والقدوة الحسنة لنا في الوفاء تجاه أهلنا وكل من له صلة بنا؛ لأننا في زمن أصبح الوفاء كالعملة النادرة.

أعود للموضوع الأساس وهو أنه عندما قررت قبل عدة أسابيع الرئاسة الإقليمية للأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمّ سموه -حفظه الله- إلى موسوعة تغيير العالم في طبعتها الجديدة لم نفاجأ أبدا ولم نستغرب أبداً هذا التكريم؛ لأن أي تكريم يحظى به سموه فإنها تشرُف بالأمير الإنسان (سلمان بن عبدالعزيز).

إنَّ منح سموه هذه الجائزة ذات المستوى العالي.. يعتبر مفخرة للوطن ومواطنيه واعتزازا لهذه الموسوعة أن تفخر بأن يكون أميرنا المحبوب من ضمن من حصلوا عليها من ملوك ورؤساء دول إلى مطبوعاتها الجديدة لأنها بذلك تعطي سموه إشارة تأكيد لمواقفه الرائدة في مجالات عامة ومن أبرزها (العمل الإنساني) وغيره من الأعمال، والتي لا حصر لها والتي هي مكان تقدير واحترام على كافة الأصعدة داخلياً وعربياً وإسلامياً وحتى على الصعيد العالمي والمتابع لأعمال وأفعال سموه والتي تنبع عن حكمة وحنكة وخبرة وأداء مميز، والتي -حقيقة- يجب الاستفادة من تلك التجارب في مجال الخدمة الإنسانية والبشرية خاصة أننا نعيش في عالم نفتقد فيه إلى حنكة وتجربة سلمان بن عبدالعزيز ولعل أكبر دليل ومصداقية لما قدمه سموه، وخاصة في مجال المعوقين، والتي على ضوئها تم منح سموه تلك الجائزة ما صرح به الرئيس الإقليمي للجائزة المهندس أيمن عبدالوهاب عندما قال (إنها تمنح عادة للملوك والرؤساء وأصحاب المراكز العليا في بلادهم لمن قاموا بأدوار متميزة في خدمة المعوقين وتعزيز دورهم في مجتمعاتهم).

ولو عاد بنا التاريخ للوراء فإن سموه الكريم منذ أن تم تعيينه أول مرة أميراً للرياض في عام 1374هـ الموافق 1954م حتى عام 1380هـ الموافق 1960م وقدم استقالته في ذلك العام وعادت إليه الإمارة مرة أخرى في عام 1383هـ الموافق 1963م أميراً لمنطقة الرياض والتي استمرت بفضل الله وتوفيقه حتى يومنا هذا. وسموه لا يزال -حفظه الله وأمد في عمره- و بالرغم من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه إلا أن اهتمامه وتركيزه -وفقه الله- على العمل الإنساني لا حد ولا حدود له؛ حيث يترأس سموه عدداً من اللجان والهيئات الرئيسية داخل المملكة وخارجها لجمع التبرعات لدعم ومساعدة المحتاجين والمعوقين من السيول والزلازل والكوارث في العالمين العربي والإسلامي ويدعم قضايا العالم الإسلامي ومناصرة المسلمين في كل مكان من أنحاء العالم العربي والإسلامي؛ حيث بدأ سموه عام 1956م.. رئاسة لجنة التبرع لمنكوبي السويس ثم توالت رئاسة سموه للجان التالية:

- رئيسا للجنة الرئيسية لجمع التبرعات للجزائر.

- رئيساً للجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن عام 1967م.

- رئيساً للجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني.

- رئيساً للجنة الشعبية لإغاثة منكوبي الباكستان عام 1973م. وذلك في أعقاب الحرب بين الهند والباكستان التي تعرضت فيها لخسائر بشرية.

- رئيساً للجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر عقب اندلاع الحرب عام 1973 بين مصر وإسرائيل.

- رئيساً للجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في سوريا في أعقاب اندلاع حرب 1973 م بين سوريا وإسرائيل.

- رئيساً للهيئة العامة لاستقبال التبرعات للمجاهدين الأفغان عام 1980م.

- رئيساً للجنة المحلية لإغاثة متضرري السيول في السودان.

- رئيساً للجنة المحلية لجمع التبرعات لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عام 1989.

- رئيساً للجنة المحلية لتقديم العون والإيواء والمساعدة للكويتيين على أثر الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990.

- رئيساً للجنة المحلية لتلقي التبرعات للمتضررين من الفيضانات في بنجلاديش عام 1991م.

- رئيساً للهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك عام 1992م.

- رئيساً للهيئة العليا لجمع التبرعات لمتضرري زلزال مصر عام 1992م.

- الرئيس الأعلى لمعرض المملكة بين الأمس واليوم والذي أقيم في عدد من الدول العربية والأوربية وفى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا من عام 1985- 1992م.

- رئيسا للجنة العليا لجمع التبرعات لانتفاضة القدس بمنطقة الرياض عام 2000م / 1421هـ.

هذا على الصعيد الخارجي. أما على الصعيد المحلي، فإن سموه يرأس حوالي (35) جمعية وهيئة حكومية. وتقديراً لجهود سموه وعطائه المتواصل فقد حصل على عدد من الأوسمة والجوائز من قبل العديد من ملوك ورؤساء العالم والمنظمات العالمية والإنسانية.. آخرها هذا العام 2009م حصل سموه على جائزة الأولمبياد الخاص.

إن ما قدمه سموه للعمل الخيري يتواصل.. ينبوعا متدفقا؛ كل قطرة منه تساهم في عودة الروح والأمل في حياة الطفل المعاق.

ولعلي أجدها فرصة للحديث عن جانب واحد عايشته.. ولمسته من خلال تجربتي المتواضعة مع جمعية الأطفال المعوقين والتي تشرفت بالتطوع في البعض من نشاطاتها وأعمالها بعد أن أتاح لي ابن من أبناء سلمان البررة.. والذي تربى وترعرع وتعلم من أبيه الخير وفعله إنه الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة الجمعية.. داعمها وراعيها بعد الله؛ حيث حظيت هذه الجمعية منذ أن كانت فكرة قبل أكثر من 25 عاماً إلى أن أصبحت حقيقة يفخر بها الوطن تمتد مظلتها إلى العديد من مناطق المملكة والتي تحظى برعاية ولاة الأمر في هذا الوطن المعطاء وبدعم ومساندة رائدة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.

وتعد رعاية سموه الكريم متواصلة، ولعلي أتذكر أنه قبل سفره ورفقته مع سمو ولى العهد أمده الله بالصحة والعافية قام بوضع حجر الأساس لمركز الجمعية بجنوب الرياض، وقبل ذلك تفضله برعاية حفل افتتاح مركز الأمير سلمان بن عبدالعزيز لرعاية الأطفال المعوقين بحائل وهو سادس مراكز الجمعية في منظومة مراكزها المنتشرة في عدد من مناطق المملكة، والذي يعتبر إحدى صور دعم سموه للجمعية.. والتي هي حافلة بالمواقف النبيلة.

ولعلي أعود قليلاً للبدايات وأستعرض بإيجاز بعضاً من هذا السجل الزاخر حيث كانت البداية مع توجيه سموه الكريم ببدء أنشطة الجمعية من أروقة جمعية البر، بل كانت النشاطات الأولى للجمعية بدعم مالي من جمعية البر بالرياض وذلك في إطار العناية الكريمة من سمو الكريم الذي استشرف بحسه الإنساني أهمية أهداف الجمعية تجاه هذه الفئة الغالية من الأطفال وضرورة برامجها العلاجية والتعليمية والتأهيلية لمساعدة هؤلاء الأطفال الذين كانوا قبل هذا التاريخ في حالة عزل وانعزال كامل عن المجتمع داخل أسوار منازلهم، ولكن بفضل الله تعالى ثم رعايته ودعمه ومتابعته كانت الانطلاقة الأولى للجمعية واستمرت بفضل الله وتوفيقه تواصل مسيرتها على امتداد خمسة وعشرين عاماً.

وكانت الخطوة التالية في مسيرة الجمعية هي إنشاء مركز متخصص لتقديم الخدمات المجانية للأطفال المعوقين وبدعم من سموه؛ حيث حصلت الجمعية على الأرض التي أقيم عليها مشروع مركز الرياض الحالي وذلك تبرعاً من جمعية الملك فيصل الخيرية، ومع بدء أعمال الإنشاءات والتجهيزات في أول مراكز الجمعية كان أيضاً سموه لا يألو جهداً في العناية بهذا المركز الوليد إلى أن قام وفقه الله نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- بافتتاح مركز الرياض في 9-2-1407هـ.

ومنذ ذلك التاريخ تواصلت الرعاية الكريمة من قبل الأمير سلمان بن عبدالعزيز للجمعية بدون انقطاع حيث رعى سموه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز المؤتمر الأول للجمعية الذي نظم خلال الفترة من 13 - 16-5-1413هـ وحضره أكثر من 400 خبير في شؤون الإعاقة من كل دول العام وقد صدر عن المؤتمر عدد من التوصيات المهمة التي حظيت بموافقة المقام السامي، وقد أحدث انعقاد المؤتمر تأثيرات إيجابية واسعة المدى في مستوى الخدمات المقدمة للأطفال المعوقين، بل إن النظام الوطني للمعوقين الذي صدر مؤخراً كان إحدى أهم توصيات هذا المؤتمر الذي عقد بالرياض بدعم مباشر وغير مباشر من سموه، كما تبرع سموه نيابة عن الجمعية الخيرية الإسلامية بعدد من قطع الأراضي التي تملكها جمعية الأطفال المعوقين وذلك امتداد لدعم سموه للأهداف الإنسانية للجمعية.

وانطلاقاً من رؤية سموه الثاقبة لمستقبل الجمعية وضرورة الخدمات التي تقدمها للأطفال المعوقين تبنى سموه فكرة إقامة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة لإثراء البحث العلمي في مجال الإعاقة وتطبيق نتائجها في حقول الوقاية من الإعاقة من جهة، وتطبيق نتائجها في رعاية المصابين من جهة أخرى.

وقدم سموه منحة مالية لتأسيس مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة قدرها عشرة ملايين ريال، كما قبل سموه مشكوراً الرئاسة الشرفية لهذا المركز حيث يمثل مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة نقلة حضارية نوعية للرعاية الصحية في المملكة من خلال إنجازاته المتميزة في مجال البحوث الطبية والعلمية التي تلقي الضوء على حجم وأهمية الإعاقة الجسدية والعقلية لدى الأطفال الذين يمثلون المستقبل المشرق للوطن وقد تابع سموه عن قرب خطط عمل المركز بنشاطاته المختلفة ولهذا لم يكن من المستغرب أن يبادر سموه بتخصيص مقر لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في الحي الدبلوماسي بالرياض، كما تفضل سموه برعاية افتتاح مقر المركز في 27-7-1417هـ الموافق 8-12-1996م وتكريم الجهات العلمية والأكاديمية والأشخاص الذين ساهموا في خدمة المركز وخدمة رسالته السامية التي يضطلع بها هذا المركز الخيري الذي يعد أول مركز من نوعه على نطاق المملكة والوطن العربي يهدف إلى تنشيط البحث العلمي الذي يسهم في الحد من مشكلات الإعاقة من خلال وضع الأسس والمعايير الصحية الوقائية اللازمة للحد (بمشيئة الله) من تفاقم هذه المشكلة ولمعالجة أسبابها في المراحل المبكرة توطئه لتأهيل هذه الفئة من المعوقين للقيام بدور فعال في المجتمع مما يقلل من الهدر الاقتصادي الكبير الذي يجب توظيفه في مجالات أخرى تخدم مسيرة التنمية التي تحرص عليها حكومتنا الرشيدة.

وفي هذا الإطار، تمثل رعاية الأمير سلمان بن عبدالعزيز فكرة إنشاء جمعية المؤسسين بالمركز لتوفير الدعم المادي لبرامج المركز دفعة نوعية لتطوير الخدمات التي يقدمها المركز مما يسهم في الحد من الإعاقة لدى الأطفال.

ومن المنتظر أن تساهم جمعية المؤسسيين وهي فكرة رائدة في إحداث نقلة نوعية في إنجازات المركز إضافة إلى الإنجازات العديدة التي حققها مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة.

وإذا كانت معرفة أسباب المرض والكشف عن مسبباته تعد نصف الطريق للقضاء عليه فإن مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة يجسد تلك المقولة بجهوده المتفانية والمتواصلة للتخفيف من معاناة ذوي الإعاقات ومحاولاته الجادة لمساندة المشاريع البحثية المتقدمة التي تمثل اليوم حجر الزاوية لبناء مجتمع معافى قادر على الوثوب نحو المستقبل بخطى أكثر ثباتاً.

وامتداداً للعناية التي تحظى بها الجمعية من لدن سموه وحرصا منه فقد سعى لاستقطاب الدعم للجمعية ومشروعاتها عبر فاعلي الخير فبحكم تواجد الجمعية بالرياض فإن سموه يعد الراعي الأول لأنشطتها والداعم الأكبر لمشاريعها ونجاحاتها، ولهذا كان الشرف للجمعية أن وافق سموه على منح سموه جائزة الجمعية للخدمة الإنسانية لعام 1415هـ وذلك تكريم لشخصه وتقدير لعطائه الدائم ودوره المتميز في تواصل مسيرتها؛ حيث تفضل سموه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) برعاية المؤتمر الثاني للإعاقة والتأهيل الذي نظمته الجمعية خلال الفترة 26-29 رجب 1421هـ وشهد ختام المؤتمر صدور الموافقة السامية على النظام الوطني لرعاية المعوقين ذلك النظام الذي حظي مشروعه بدعم ومساندة لا محدودة من سمو أمير الرياض؛ حيث تابع سموه عن كثب خطوات إعداده من قبل اللجنة المشرفة المشكلة من عدد من المسؤولين والعاملين بالجمعية ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة.

والحقيقة أن الجمعية ما كان لها أن تحقق العديد من الإنجازات والنجاحات لولا فضل الله تعالى، ثم عناية الأمير سلمان بن عبدالعزيز بمختلف أنشطتها وبرامجها. ومع ذلك، فإن دعم سموه لمشروع الوقف الخيري (واحة الأعمال) وهو أحد أهم مشروعات الوقف الخيري للجمعية بمنطقة الرياض كان له الفضل في إنشاء هذا الصرح في الحي الدبلوماسي, فقد حرص سموه على رعاية حفل وضع حجر الأساس للمشروع وتفضل مشكوراً بالتبرع بثلاثة ملايين ريال للمشروع.

إن دعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لجمعية الأطفال المعوقين على امتداد مسيرتها الإنسانية التي تزيد على خمسة وعشرين عاماً هو سجل حافل من الرعاية الكريمة والعطاء اللامحدود. ويواصل سموه الكريم متابعته ودعمه لبرامج ومشروعات الجمعية ومن ذلك حرص سموه على قبول إطلاق اسمه الكريم على مركز رعاية الأطفال المعوقين بحائل تلبية لرغبة معالي د.ناصر بن إبراهيم الرشيد الذي تحمّل تكاليف إنشاء هذا المركز كما حظيت الجمعية برعاية سموه لوضع حجر الأساس لأول مشروعاتها لإنشاء مراكز بالأحياء وهو مركز جنوب الرياض، وهو ما يمثل إضافة لسجل حافل من العطاء.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد