بعد نجاح (الحملة الكونية لمكافحة الإرهاب) في تحجيم المنظمات الإرهابية وإبعاد شبح خطرها عن المصالح الغربية، هناك من يرى أن (القاعدة) أصبحت أكثر تركيزاً على القارة السمراء، سواء في الشمال، أو في منطقة القرن الإفريقي، من خلال تواجدهم في اليمن. وبالتالي، فإن (القاعدة) أدركت أن خططها القائمة على فصل العلاقة بين الحاكم والمحكوم داخل الأنظمة العربية والإسلامية بعمليات إرهابية لا تحقق أهدافها.

وأبرز معالم هذا التغيير محاولة (القاعدة) الاحتفاظ بموقعها ك (عراب) لبقية التنظيمات والجماعات الإرهابية الفرعية الأخرى.

ما يعني التركيز على التنظير، وهو تغيير اضطرت إليه «القاعدة» بعد تراجع دورها التنفيذي بفضل نجاح حملات الملاحقة وتحسّن الإجراءات الأمنية، واستقطاب مجنّدين جدد لتعويض العناصر التي فقدها التنظيم بفعل الضربات الإجهاضية الناجحة التي شنّت على التنظيم ونجاح جهود الأجهزة الأمنية في تجفيف منابع الإرهاب.

استخدام الإعلام ووسيلة حديثة مثل (الإنترنت) كقناة اتصال جديدة للتواصل مع القاعدة الجماهيرية، فأنشأت مواقعها الخاصة على (الإنترنت) ليس لبثّ سمومها فقط، وإنما كإجراء مضادّ أيضا لإفشال الحملة ضد الإرهاب.

مع اتخاذ الإدارة الأمريكية قرارا حول زيادة القوات في أفغانستان، وفي ظل إعادة قادة (القاعدة) النظر في استراتيجيتهم، تكون الحرب ضد الإرهاب قد دخلت منعطفاً جديداً، ليس على مستوى أفغانستان وباكستان فحسب، وإنما على مستوى مناطق العالم. والخلاصة، هذا لا ينفي استمرار خطورة القاعدة وتحيّنها الفرصة المناسبة للانقضاض مجدداً، وعمل أي حركة إرهابية جديدة.

والله الموفق ..