Al Jazirah NewsPaper Thursday  07/01/2010 G Issue 13615
الخميس 21 محرم 1431   العدد  13615
 

نماذج مضيئة في لوحة الشعر النسائي

 

كتبت - حصة العتيبي

أحياناً.. تأتي المقارنات منصفة لابراز الجيد من الرديء، لكن الرديء هنا لا وجود له في مثل هذه المقارنات الناعمة، للاحرف الناعمة، واقصد مقارنة ابيات شعرية نسائية بأخرى نسائية شاعرة، بل ربما يبرز الجمال الكامن بين الاحرف حين تأتي المقارنات بشكل منصف للقصيدة وكاتبتها، من باب ان الجمال يفرض نفسه، ويرغم الاذواق على تقبله.

ولنسرح قليلاً في ابيات شاعرة سعودية، تجبر المتلقي على الانصات اليها حتى النهاية وهي الشاعرة (ريمية) حيث رسمت احرف قصيدتها (شيمة) هكذا.. بدون فواصل ولا حدود، فجاءت شيمة... كما ارادت لها ريمية ان نقرأها ونستمتع بجمالها..

طيري تركته حر قلب وجناحين

هذا.. المدى... واحساسه وما يريده

ما أشيمه عن صدته واسأله وين؟

ربي... يحلل خايني في جديده

ماني قفص والصدر ما به خفوقين

والدم بعض احيان يجفا وريده

واللي بكيف النزف عاف الوريدين

ما اركض وراه بدمعتي واستعيده

وهكذا.. تستطرد الشاعرة ريمية في قصيدتها الناعمة.. كأنها تنزف هتانا وهي تصف مكانة الهوى من الضمير الذي لا يمكن ان يكون اثنان في حالة العشق الصادق.. فتقول:

اغلى الهوى ما ضمدك بين ضلعين

واغضى عليك بدمعته والقصيدة

ما للعطا.. والوصل.. فيّا ضميرين

ولا للعيوب... بذمتي ما يريده

ونرتحل.. إلى سحاب آخر، تمطره ابيات جميلة، لشاعرة اخرى، ابدعت، ورسمت، وحركت معها قلوبا، واقلاما، لتكتب عنها، أو لتدون ما قالته لتردده بين فينة واخرى فتنير قلوبنا قبل اعيننا بوهج الحرف الهامس، فترسم الشاعرة بنت السيف هذه الاحرف في قصيدتها (سبي المشاعر).. لتقول:

يا قصيدي لا تضايق يوم عن ايدي خذوك

انت من روحي نسجتك والخلايق تعرفك

شوهوا ميلاد حرفك حرّفوك وعذبوك

حاولوا تخويف نبضك واحتيارك يجرفك

ادّعوا قلبي وصوتي وانشروك وعلقوك

لا تخف لأني معاك ومابدعته ينصفك

سارقين الشعر وصمة عارهم لحظة سبوك

فز لحقوقك وشوف الحق كيف يشرّفك

سارقي الاحساس في سكرة جهلهم مارأوك

ما عرفوا ناسك ومن لك ما أسمعوه امعرّفك

ولكن.. يختلف الشعر، ويتغير طعم العشق، وتنقلب الأحرف مضيئة عندما يكون الشعر في الوطن، وللوطن.. فتأتي قصيدة (احب راسك يا وطن) لشاعرتنا بنت السيف.. مليئة بالتعابير والمشاعر التي لا تخفى على كل عاشق لوطنه.

احب راسك يا وطن وارفعه فوق

فوق الرؤوس الطامعة والحسودة

وانثر عليها من كرم خيرك عذوق

وعلومك اللي طيبها فاح عوده

ان كان لي حق فلك عندي حقوق

قلبي يأديها وروحي تقوده

آمر ولك من فزعة فؤادي عروق

دمها فدا ترابك وزهوة وروده

خذ من عيوني الشوف وضلوعي الشوق

شوق الضما للغيم يروي كبوده

وعندما تأخذنا نشوة الحرف، وهو يرسم الشعر بوحا هامسا، لا يسكبه في عيون متذوقيه سوى جماله حين نقرؤه، حيث تأتي احرف الشاعرة بنت ابوها مختلفة هذه المرة، لانها قد تفننت في سكب الابداع في قصيدتها التالية ببريق مختلف حيث تقول:

ما يليق الشعر إلا في جنابه

ضاع عقل الشعر لامنه تهيا

ذاك لامنه مشا كله رتابه

شفت لون الفجر في ذاك المحيا

لا بغيت آصله يخدعني سرابه

وإن بغا وصلي ملاني بالحميا

لاحكا فنٍ من فنون الخطابه

وإن سكت زاد الحكي بشفاه غيا

وإن مشا ما عاد في قلبي طبابه

ولا إلتفت لي في عجل بحت الكنيا

لا والأدهى والأمر عينه.. حجابه

حافرٍ له سهم في قلبي هنيا

لا والأعظم من كذا طيب وذرابه

ما طلبته يوم في شيٍ وعيا

لبا قلبه.. لبا روحه.. مع شبابه

لبا حبٍ وسط هالضلعين حيا

لبا حسن سلوك سيرته وآدابه

لبا صوته يوم ياخذني إليا

لبا كل ما ينطقه حضرة جنابه

لبا شعرٍ كل ما شفته تهيا


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد