Al Jazirah NewsPaper Tuesday  26/01/2010 G Issue 13634
الثلاثاء 11 صفر 1431   العدد  13634
 
تعد ثالث أكبر منتج للجبس في العالم وتتعدى مبيعاتها 70 مليار ريال سنوياً
(الجبس العالمية المحدودة).. نموذج ناجح للتحالفات السعودية

 

تعتبر صناعة الجبس صناعة متطورة وراقية، وتتسم بجودة نوعية عالية، وهي من أهم الصناعات الأساسية في مجال البناء والتعمير، وقد تأسست هذه الصناعة في المملكة قبل نحو خمسين عاماً من خلال رؤية مستقبلية استشرفت النهضة العمرانية والتنموية التي لا تزال تشهدها المملكة حتى يومنا هذا، ومن المهم هنا أن نشير إلى أن صاحب هذه الرؤية الأول في المملكة هو الطبيب السعودي محمد خاشقجي أول طبيب سعودي تخرج في جامعة السربون في باريس عام 1932م.

وتعتبر شركة الجبس العالمية المحدودة أحد أهم المشاريع التي تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بإعطاء إشارة البدء فيها، وبوضع حجر أساسها ضمن مجموعة من أهم المشاريع الصناعية بمدينة ينبع الصناعية، وتعتبر شركة الجبس العالمية شركة ذات مسؤولية محدودة أعيد تأسيسها بشراكة مع لا فارج الفرنسية التي تعد ثالث أكبر منتج للجبس في العالم بخبرتها ومبيعاتها التي تتعدى 70 مليار ريال، ونسب الشراكة موزعة 40% لشركة لا فارج الفرنسية، و60% للشركاء السعوديين الذين يتمثلون في عائلة خاشقجي وبعض العائلات المرموقة في المملكة أمثال آل الزاهد والسليمان والجفالي في جدة، والميمني في المدينة المنورة، والملحم في الشرقية، وآل الشيخ والفايز واللويحق في الرياض؛ فكان النجاح حليفاً لهذا التمازج السعودي العالمي.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع إنتاج بودرة الجبس في ينبع 300 ألف طن في العام، ويجري العمل حالياً لاستكمال مصنع آخر للأسقف الجبسية (الألواح) بطاقة سنوية 300 ألف متر مربع، وقد بدأ الإنتاج الفعلي للجبس في 18 يونيو من عام 2007 وكان الإنتاج متميزاً لعدة أسباب، منها ترابط وتماسك الشركاء والجهد المقدر وخبرة شركة لا فارج الفرنسية.

وفي البداية كانت المنافسة تنحصر في شركة واحدة، ولكنه ازداد العدد إلى ثمانية مصانع تنتج الجبس ومشتقاته ومع ذلك المنافسة شريفة، وليس هناك من المنافسين من يسلك أي وسائل غير مقبولة؛ لأن الجميع يفهمون هذا الأمر ويقدرونه، ومن جانب الشركة فقد ابتعدت عن سياسة حرب الأسعار، بالاستناد إلى المنتج المميز والمتميز، والأسعار الثابتة، وتوزيع المنتج بواسطة شبكة موزعين من قياديي التجار، وهذه العلاقة عززت شعار (منافس صديق)، ومنحت الشركة في الوقت نفسه قدرة على المنافسة.

وللشركة دور ملموس؛ فهي تساهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تحقيق قيمة اقتصادية مضافة للمملكة عبر سعيها لسد الاحتياجات الداخلية من هذه النوعية من الجبس والتي كان يتم استيرادها من دول خارجية، وهي بذلك تحقق مبدأ إحلال المنتج المحلي محل المستورد وبنفس الجودة إن لم يكن أفضل، كما أن لكل شركة خصائصها الخاصة بها، وشركة الجبس العالمية المحدودة ارتقت بمفاهيمها؛ لأنها شعرت بمدى مسؤوليتها، وأدركت أن نجاحها وفشلها مرتبط بالاقتصاد الوطني في جميع حالاته.

ولدى الشركة الكثير من الخطط المستقبلية، أهمها تلك الرامية إلى التوسع والتطوير والنمو المدروس، كما أن الشركة تعي تماماً أهمية العنصر البشري الذي سيحمل لواء التطوير والنمو، وهي تنطلق من رؤية تهدف إلى أن تكون إحدى كبرى الشركات العاملة في مجال إنتاج الجبس البودرة والألواح الجبسية في المنطقة، وقد خططت وأعدت استراتيجيات طويلة المدى لتحقيق هذه الرؤية، حيث بدأت تطوير الجانب البشري لديها ليتواكب ومتطلبات المرحلة القادمة التي ستشهد فيها الشركة تطوراً ملحوظاً - إن شاء الله - من خلال التوسعين الأفقي والرأسي في منتجاتها ومصانعها، والذي خططت له وبدأت تنفيذه بالفعل، بما يتناسب مع طموحاتها المستقبلية ومجال تخصصها المتمثل في إنتاج منتجات الجبس البودرة والألواح الجبسية.

ويركز مصنع الشركة في مرحلته الأولى على تغطية الطلب على الجبس في السوق المحلي الداخلي، خصوصاً خلال النهضة الصناعية العملاقة التي تشهدها المملكة بفضل رعاية وتوجيهات وجهود خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحكومتهما الرشيدة، وفي ضوء أن حجم الاحتياج العام من الجبس في المملكة يقدر بنحو مليوني طن سنوياً موزعة على مناطق المملكة المختلفة، ومن المتوقع زيادة هذا الحجم خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، وأن تساهم شركتنا الحديثة في تغطية الطلب الموجود بشكل فعال وتصدير الفائض إلى الخارج.

وعلى مستوى سعودة الوظائف بالشركة تتجاوز نسبة العاملين السعوديين 40% من إجمالي عامليها، وتتصدر الآن الشركة مبيعات الجبس في السوق السعودي، وتصدر إلى دول الجوار مثل الأردن ولبنان وسوريا واليمن والسودان ودول الخليج ما يفوق20% من إنتاجها.

كما أن شركة الجبس العالمية المحدودة تعمل على إضافة العديد من المشاريع الجديدة وإنشاء المصانع المهمة الضخمة في مجال الاستثمار والتنمية الاقتصادية في المملكة خلال السنوات الخمس المقبلة - بإذن الله -؛ مما سيساهم في إضافة تقنيات حديثة في مجال هذه الصناعة البناءة وزيادة الدخل الوطني لمملكتنا الحبيبة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد