Al Jazirah NewsPaper Tuesday  26/01/2010 G Issue 13634
الثلاثاء 11 صفر 1431   العدد  13634
 
جامعة نجران: قبلة علمية في جنوب الوطن
العصر الذهبي للتعليم العالي في السعودية صنعه عبدالله

 

قفز التعليم العالي في المملكة العربية السعودية قفزات هائلة خلال أكثر من نصف قرن على بدايته من حيث إيجاد البنية التحتية لهذا القطاع المهم الرامي إلى بناء العقول والقدرات البشرية السعودية التي تصب في وريد تنمية الوطن.

وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - تحقق للتعليم العالي من المنجزات ما جعله يعيش عصره الذهبي على مرّ العقود الماضية، ولا دليل أبلغ من زيادة عدد الجامعات الحكومية في المملكة بشكل غير مسبوق وبنسبة 300%؛ لتقفز إلى 24 جامعة خلال الأعوام الأربعة الماضية، كما دشنت في عهده - حفظه الله - العديد من الجامعات والكليات الأهلية التي تقدم تعليماً بجودة عالية في أهدافه ومخرجاته.

وجامعة نجران هي واحدة من جامعات الوطن الحديثة التي ولدت على يد الملك عبدالله في عيد الفطر 1427هـ، وجاء إعلانه - رعاه الله - ليفتح لأهالي المنطقة وساكنيها حقبة جديدة من التعليم العالي، وليؤكد عطاءات خادم الحرمين الشريفين واهتمامه البالغ بنجران وأهلها.

والمدينة الجامعية المعتمدة لجامعة نجران تعدُّ أكبر المدن الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالي على مستوى المملكة؛ حيث تبلغ مساحتها 18 كلم مربعاً بطول 6 كلم وعرض 3 كلم، وتم تصميم المدينة الجامعية لتكون مَعْلماً حضارياً رائعاً يُضاف إلى معالم المنطقة، إضافة إلى دورها الأساسي في تقديم تعليم راق، وذلك من خلال تنفيذ جميع المشاريع والبنى التحتية والكليات والمرافق التعليمية والمساندة وتجهيزها بأحدث التقنيات لتكون محط أنظار العالم شكلاً ومضموناً. وستشتمل المدينة الجامعية، إضافة المشاريع الجامعية التعليمية، على الكثير من المرافق الأخرى مثل المدينة الطبية الجامعية ومدينة رياضية تضم استاد كرة قدم كبيراً وصالات ألعاب مختلفة ومركز أبحاث متقدماً.

كما تشتمل على مدينة استثمارية مستقبلية لخدمة الجامعة، تضم فندقاً من طراز 5 نجوم ومركزاً تجارياً وعدداً من المرافق الأخرى. وبإذن الله ستنجز الكثير من مشاريعها خلال السنوات الثلاث المقبلة، فيما يتوالى العمل في المشاريع الأخرى وفق عاملين مهمين لدى الجامعة، هما الجودة في التنفيذ والدقة في المواعيد المتفق عليها مع الشركات المنفذة.

وفيما يخص المشاريع قال مدير جامعة نجران الدكتور محمد بن إبراهيم الحسن: «إن جامعة نجران طرحت هذا العام ثمانية مشاريع جديدة للمدينة الجامعية، هي مشاريع إنشاء كليات اللغات وكلية التربية وكلية المجتمع للطالبات وعمادة القبول والتسجيل ومركز الحاسب الآلي ومركز التعليم الإلكتروني وإيصال الطاقة الكهربائية وتأمين المولدات الاحتياطية، بتكلفة مالية تقارب ستمائة مليون ريال».

والجدير بالذكر أن جامعة نجران قد بدأت في تنفيذ خمسة عشر مشروعاً للمدينة الجامعية، هي مشروع مبنى إدارة الجامعة ومشروع المرحلة الثانية من البنية التحتية ومبنى كلية العلوم الإدارية ومبنى كلية العلوم والهندسة ومجمع الطالبات وكلية التربية للبنات ومبنى كلية العلوم الطبية التطبيقية ومبنى كلية الحاسب ومبنى كلية المجتمع والمرحلة الأولى من إسكان الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ومبنى كلية طب الأسنان ومبنى كلية الطب ومبنى كلية الصيدلة ومبنى السنة التحضيرية. كما تم الانتهاء من المرحلة الأولى من البنية التحتية التي تشمل الأسوار والسفلتة، كما ستنفذ وزارة التعليم العالي هذا العام تحت إشراف الجامعة 3 مشاريع رئيسية، هي المرحلة الثانية من إسكان أعضاء هيئة التدريس والمستشفى الجامعي وفندق مع الخدمات بتكلفة إجمالية بلغت أكثر من مليارَيْ ريال سعودي.

وقد وضعت جامعة نجران منهجاً ثابتاً منذ تأسيسها يرتكز على توجيهات القيادة الرشيدة بقبول جميع الطلاب والطالبات الذين يتقدمون للدراسة فيها، وبالفعل طبقت الجامعة هذا المنهج منذ العام الماضي وقَبِلت جميع مَنْ تقدم لها للدراسة، البالغ عددهم 4000 طالب وطالبة في مختلف التخصصات التي تدرس في الجامعة، وقامت هذا العام - بفضل الله - بقبول جميع المتقدمين للدراسة في كلياتها المختلفة؛ حيث وصلت أعداد مَنْ قُبلوا هذا العام إلى أكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة؛ ليرتفع عدد الطلاب الدارسين فعلياً في الجامعة إلى أكثر من 16 ألف طالب وطالبة يدرسون في كليات الجامعة البالغ عددها 14 كلية هي كليات الطب - طب الأسنان - العلوم الطبية التطبيقية - التمريض - الصيدلة - الهندسة - علوم الحاسب - العلوم الإدارية - اللغات - العلوم والآداب - التربية - المجتمع - الشريعة وأصول الدين، وكلية العلوم والآداب بمحافظة شرورة، إضافة إلى السنة التحضيرية للبنين والبنات وعمادة خدمة المجتمع بنجران وفرعها للبنين والبنات، وبذلك أصبحت جامعة نجران جامعة شاملة تحوي جميع الكليات الطبية والعلمية والنظرية التي تحتاج إليها سوق العمل.

وفي جانب التعاون الدولي فقد حرصت الجامعة على فتح أُطر التعاون والتبادل العلمي والثقافي مع الجامعات العريقة على مستوى العالم، ووقَّعت فعلياً عدداً من عقود الخدمات مع جامعات إسبانية وفرنسية وبريطانية وكورية وصينية في مجال بناء معامل أبحاث وخدمة طلاب الدراسات العليا وتبادل الزيارات بين الأساتذة والطلاب. وستعمل الجامعة على استمرار برنامجها في التواصل مع الجامعات العالمية المميزة، وكل ذلك من أجل نقل خلاصة التجارب المميزة لتلك الجامعات إلى جامعة نجران.

وحالياً يجري العمل على تفعيل هذه الاتفاقيات، ومثال على ذلك يوجد 6 أعضاء هيئة تدريس من جامعة شنبوك الكورية يساهمون مع المختصين في الجامعة لبناء معامل في علوم المواد وتقنية النانو، كما يجري الترتيب في الوقت الحاضر لتوقيع اتفاقيات علمية مع جامعات كبرى في البرازيل واليابان.

ولحرص الجامعة على تنفيذ التوجيهات السامية بتطبيق برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية فقد بدأت الجامعة مطلع هذا العام في تطبيق هذه التقنية؛ وذلك بهدف تقديم خدمات أفضل للمستفيدين وتوفير المعلومات بدقة عالية؛ حيث أصبحت جميع المعاملات في الجامعة إلكترونية، ولم تعد بحاجة إلى استخدام الورق في التعاملات. مشيراً إلى أن الجامعة احتلت مركزاً متقدماً في نهاية العام الماضي ضمن أفضل عشرين جهة حكومية في برنامج التعاملات الإلكترونية من خلال التقرير المعد من مشروع (يسِّر)، برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية.

وفيما يتعلق بالدراسات العليا فستبدأ جامعة نجران الفصل الدراسي الثاني القبول في أول برامجها للدراسات العليا في درجة الماجستير في تخصص الرياضيات, وذلك بعد أن تم اعتماد البرنامج من قِبل مجلس الجامعة.

وتدرس الجامعة حالياً إمكانية طرح برامج أخرى مع مطلع العام الدراسي القادم، وتشمل درجة الماجستير في اللغة الإنجليزية وبعض التخصصات الأخرى.

ودشنت جامعة نجران أبرز مشاريعها البحثية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران، الذي وقَّع عقد تمويل سموه لكرسي بحث في جامعة نجران يحمل اسم كرسي الأمير مشعل بن عبدالله للأمراض المستوطنة في المنطقة.

وستستفيد الجامعة من تمويل سموه لهذا الكرسي في شراء أجهزة علمية ومواد وتجهيز معامل ومختبرات تخدم هذا المجال البحثي، كما سيتم استقطاب باحثين في مجال الأمراض المستوطنة لإعداد بحوث عن تلك الأمراض ودراسة أنواعها ومدى انتشارها وكيفية الحد منها في المنطقة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد