مدارات – خاص :
ظهرت حلقة برنامج 99، التي كانت عن العصبية والعنصرية، في حلة جميلة ومثيرة، استطاع خلالها معدُّ البرنامج والمقدم صلاح الغيدان التطرق إلى ظاهرة مهمة ودخيلة في مجتمعنا، ألا وهي العصبية. ولكن مما يعاب على الحلقة أنها أخذت العصبية من شق، وأهملتها في كثير من الجوانب؛ فالعصبية القبلية التي عالجتها الحلقة لا نختلف معهم على كونها ظاهرة سلبية, ولكن هنا عصبيات أكثر ضراوة وأسرع انتشاراً منها، وهي العصبية الطائفية والعصبية المناطقية.. ونستغرب عدم التطرق إليها كمحور في البرنامج.
هذا، وقد كانت الحلقة جميلة حتى وصلت إلى الحملة التي قام بها ولا يزال الرحالتان السعوديان.
ومن الغريب أن البرنامج عرض مقطعاً لانطلاقة الحملة من قصر سمو الأمير مشعل بن عبدالعزيز، وبرعايته ومباركته، ولكن تم إلغاء كل اللقطات التي تظهر شعار القناة الراعية إعلامياً للحملة، وهي قناة الصحراء، التي أعدت الفكرة وجهَّزت الرحالتين وقدمتهما لسمو رئيس هيئة البيعة، الذي باركها ودعمها، ولا يزال يتابعها مشكوراً بشهادة مسؤولي (الصحراء)؛ فكان من الأحرى بالقائمين على برنامج 99 أن يأخذوا بالعُرف الإعلامي، وأن يشيروا إلى الرعاية الإعلامية للحملة التي قامت أيضاً قناة الصحراء ببث مقاطع منها ولقاءات، ومع ذلك تجاوز مقدم البرنامج ومعده الحقوق الأدبية كافة للصحراء دون ذكر أي سبب!!
وسارت الحلقة التي تمقت العصبية وتنفيها وتحاربها وكأنها مرض عضال استشرى في المجتمع وأصبح ظاهرة، في حين أنها لا تزال في طور الممارسات الفردية فقط، ولم تصل إلى حد الظواهر كالبطالة والطلاق والمخدرات ووو...
وخرج البرنامج بلقاءات عدة، يتكلم خلالها الأفراد عن العصبية؛ لنكتشف أن بهذه اللقاءات تعصباً آخر؛ حيث إنها تمت جميعها في مكان واحد تقريباً وفي منطقة واحدة؛ فأين حق المناطق الأخرى والرجال الآخرين في إبداء الرأي في موضوع يراه القائمون على البرنامج أنه ظاهرة منتشرة؟!!
وفي شأن آخر يستعد القائمون على قناة الصحراء من الانتهاء من الحملة وإعلان بث حلقات رحلاتها العديدة والمضنية التي شملت مناطق المملكة كافة؛ حيث أُجريت لقاءات مع سمو أمراء المناطق وسعادة وكلائها ومحافظي المحافظات وشيوخ القبائل ووجهاء المجتمع، في حين كان شعار الحملة (لا للعصبية.. لا للعنصرية بكافة أشكالها.. ولاؤنا وانتماؤنا سعودي). وقد توجهت (مدارات) لمساعد رئيس مجلس إدارة قناة الصحراء حجاب بن طايع لنسأله عن سبب تغييبهم عن حلقة برنامج 99؛ فأجاب: «لا يهمنا إن غُيِّبنا عمداً أو خطأً، ولكن المهم هو تنفيذ توجيهات رئيس مجلس إدارة القناة مشعل بن حثلين ومتابعة الحملة خطوة بخطوة والتجهيز لبث حلقات ستكون بمشيئة الله رسالة وطنية سامية لنبذ الفرقة والتعصب بأشكالهما كافة، وكل هذا أتى بدعم من سمو رئيس هيئة البيعة - حفظه الله -, في حين أني أستغرب من القائمين على البرنامج التعصب في عدم ذكر القناة ورعايتها للحملة، ومع ذلك أؤكد لك أننا سائرون قدماً لتحقيق الأهداف المرسومة للقناة، التي وُضعت لتكون الصحراء مرآة العرب، وأدعو الجميع لمتابعة (الصحراء)؛ ليشاهدوا عن قرب أن الموروث هو وجه مشرق للتطور، وأيضاً أن القنوات الشعبية ليست مجرد إبل وشِعر؛ بل هناك برامج منوعة وقصائد وطنية ورسائل لتنمية روح الولاء والانتماء».