يظهر أن ما أراده من دبروا محاولة إبعاد شرفاء العراق عن الانتخابات البرلمانية، قد انقلب ضدهم، فبعد حكم محكمة التمييز العراقية بالسماح لكل من حاولت ما يسمى ب (هيئة العدالة والمساءلة) إبعادهم عن الانتخابات، فإن الأمر أصبح داعماً وحافزاً لهؤلاء المرشحين الذين حصلوا على (دعاية مجانية) ومن أعدائهم، فجاء الأمر تحفيزاً لكل من يخاف على مصلحة العراق من العراقيين الذين لا يريدون أن يؤول أمر العراق إلى الغرباء الذين جاؤوا متدثرين بعباءة الاحتلال...!!
فقرار محكمة التمييز أعاد الثقة للعراقيين ومن يتابعون الشأن العراقي من خارج القطر، بأنه لا يزال هناك قضاء لم يعبث به الغرباء الذين يخدمون أجندات الطائفيين وأعداء العرب والعراق وأن القضاء العراقي الذي أصدر القرار العادل أعاد الأمل لدى العراقيين الشرفاء الذين ظلوا طوال الأعوام السبعة صامدين وهم يتابعون عمليات التخريب التي طالت كل بنى الدولة العراقية ومؤسساتها، وحاولت حتى التأثير على الأخلاقيات والركائز العميقة للعراقيين ومنها القضاء الذي وإن تأثر البعض منهم وانصاع لتنصيبهم المحتلين حكاماً للعراق، وإصدار أحكام بإعدام شخصيات عراقية، ولم يقترب من شخصيات أخرى أكثر إجراماً، إلا أن الحكم العادل لمحكمة التمييز بقضائها السبعة، أعاد الهيبة والاحترام للقضاء العراقي، وأعاد للعراقيين أنفسهم احترام ذاتهم وأنهم قادرون على إحداث التغيير الإيجابي والتخلص من ممثلي الاحتلال والغرباء، بعد أن نجح القضاء العراقي في إحباط تنفيذ الأجندة التي كلف عملاء أعداء العراق بتنفيذها من خلال العمل على اغتيال العملية الديمقراطية، وفرض إجراءات إقصائية اعتماداً على نصوص غير شرعية تجاوزتها المتغيرات التي يشهدها العراق اليوم، ولدوافع سياسية وطائفية بشعة لم يقبلها الشارع العراقي ولا الإنسان العراقي من كل الطوائف، ولذلك فقد قوبل حكم المحكمة التمييزية باحترام وترحيب كبيرين، وهو ما سينعكس دعماً ومساندة لهم على من حاول إقصاءهم وإبعادهم عن خدمة العراق.
jaser@al-jazirah.com.sa