روعة النقد مرهونة بالوعي فحين يقوم من أثق بوعيه بنقد ما أقدم فإنه ينير لي الطريق ويمنحني الفرصة لإعادة النظر في ما قدمت ويقال: (إن الناقد يكتب بوعي عن ما يكتبه المبدع بلا وعي) لأن النقد الجيد كالإبداع الجيد، فبعض الرائعين من النقاد يكتب بتمكن يجعل ما كتبه إبداعا آخر حيث الدقة في العبارة التي لا تحتمل التخمين والاحتمالات والوصول إلى عمق النص الذي يتناوله بدراسة عميقة تجعلك تقف مصفقا للناقد إذا تناول قصيدتك.
|
ولندرة المؤهلين من النقاد فإن بعض ما نراه اليوم لا يعدو كونه انطباعات شخصية يحتاج أصحابها إلى إعادة دورات مكثفة في النقد وأصوله ومناهجه ومدارسه واتجاهاته فمن يتطرق إلى النقد بغير أدوات تمكنه من ذلك فقد يقلل من قيمة نص عظيم ويرفع من قدر نص مهترئ هزيل والمشكلة تكمن في الجرأة لدى غير المتمكن والتمنع والابتعاد من القادر على النقد البناء وسيظل الشاعر - بخاصة المبتدئ - والنص الجيد والرديء في حالة من الضياع والشتات.
|
وحتى لا اُتهم بالتشاؤم فإن الساحة لا تخلو من المتمكنين الذين يحاولون جاهدين بذل ما بوسعهم ولكن زخم وكثرة ما يطرح يحتاج إلى عدد كبير منهم وهنا لا يفوتني أن أشكر الإخوة الكتاب الذين اثروا مدارات بكتاباتهم وطروحاتهم الناضجة التي أضافت الكثير وأضفت على ما نطرح بعدا جميلا من التنوع الذي نسعى من خلاله إلى تلمس ما يريده قارئنا الكريم.
|
|
يخوضُ أُناسٌ في الكَلامِ ليُوجزُوا |
وللصَّمتُ في بعضِ الأحايينِ أوجَزُ |
فإنْ كنتَ عنْ أن تحسنَ الصمتَ عاجزا |
فأنتَ، عنِ الإبلاغِ في القوْلِ، أعجَزُ |
|