الشاعر صالح العبد الله الشبيلي رحمه الله من أعيان مدينة عنيزة قضى أياما في منزله وحيدا لا مؤنس له، ولا من يبدد وحشته، إذ إن زوجته قد سافرت إلى الطائف لزيارة إحدى بناتها فقال عند ذلك:
|
عزي لمن ياكل ويشرب لحاله |
والنوم راح وكن بالعين سملول |
ما دامنا بالسوق فالعود دالهوالى |
نحر بابه لقى الباب مقفول |
المسجد ادفا له وسوق (الحيالة) |
حتى وباب (عتيق) اليوم مشغول |
غدير وان جتك الشكية رسالة |
خلي عجوزي لا توانا على طول |
وهذا محمد بن منصور من أهل الدوادمي وقد انتقل إلى الشعراء وكان فلاحا له نخل، وبعد وفاة زوجته ورحيل أبنائه إلى الدوادمي جلس عند النخل وحيدا مع كبر سنه فقرر العودة إلى الدوادمي للحاق بأولاده وقال قبل ذلك قصيدة منها الأبيات الطريفة التالية:
|
والله لو انا طول الايام نسقيه |
هو خير مني لو عطيته عطاني |
ما دون تلقى خضرته في مثانيه |
جح وقرع وجراوة وبيدجاني |
والصلصة اللي بحققتها نشريه |
تلقى ثمرها به كما الديدحاني |
يا وسع صدري يوم انا قاعد فيه |
عندي عيالي وامهم بالمكاني |
ان قلت سوي شي قامت تسويه |
عسى مقر عظامها للجناني |
حلفت يا غرس لنا ما نخليه |
واثر الوحادة تخلف المودماني |
عدنا لمسكنا الاول واهاليه |
والغرس خليناه وسط ذهلاني |
ومن المواقف التي مرت بالشاعر المعروف حنيف بن سعيدان أنه كان يوما في مجلس أحدهم فجاء رجل تبدو عليه المهابة لم يجد مكانا يجلس فيه أو أنه رأى أنه أحق بمكان حنيف وقد أوحى صاحب المنزل لحنيف بإشارة منه أن يتنازل عن مكانه لهذا القادم إلا أن الشاعر حنيف أبت عليه نفسه أن يستجيب لهذا الطلب وقال مرتجلا:
|
هذا مكان لي وأنا عنه ما جوز |
مستارثه من شايب في حياته |
الناس عند حقوقها تصقل الجوز |
من فك ماله ما كل الذيب شاته |
|