تغطية - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - فتحي كالي :
دشّن معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان وبحضور معالي الدكتور ناصر الرشيد صباح أمس معمل كرسي الدكتور ناصر الرشيد لأبحاث العيون بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي.
وقد بدئ الحفل بآي من الذكر الحكيم ثم ألقى الدكتور أحمد مختار أبوالأسرار كلمة رحب فيها بمعالي مدير الجامعة والدكتور عبدالله العثمان والدكتور ناصر الرشيد ووكلاء جامعة الملك سعود ومنسوبي قسم العيون وقدم شكره على الدعم المستمر الذي مكننا في قسم العيون من تحقيق هذا الحلم ليكون في القسم بعمل كرسي متخصص في الأبحاث يحمل اسم شخصية عرف عنها السخاء في دعم البحث العلمي في داخل وخارج المملكة، وهو معالي الدكتور ناصر الرشيد.
وأكد ابو الأسرار في معرض كلمته أهمية هذا المعمل المتخصص لمستقبل طب العيون والمردود الإيجابي الذي سوف يتحقق من وراءه.
فيلم وثائقي عن جامعة الملك سعود
بعد ذلك شاهد الجميع فيلماً وثائقياً عن جامعة الملك سعود والإنجازات التي حققتها والمراكز التي حققتها بين جامعات العالم.
كلمة المحاضرين للأساتذة من بلجيكا
بعد ذلك ألقيت كلمات لعدد من الأساتذة والدكاترة من جامعة جنت في بلجيكا واشادوا باهتمام المملكة ممثلة في جامعة الملك سعود بكراسي البحث العلمي ومساهمته في إحداث نقلة نوعية في مجال طب العيون.
كلمة د. الرشيد
بعد ذلك ألقى معالي الدكتور ناصر الرشيد كلمة ثمن فيها جهود مدير الجامعة د. عبدالله العثمان واصفاً إياه بالرجل المناضل في سبيل إحقاق المعرفة في بلادنا، المناضل في تحقيق الرؤية التي رسمها قادتها وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني واخوانهم ومن عمل معهم بإخلاص وأمانة.
وقال الدكتور الرشيد: الحقيقة الكلام عن مرض العيون يجد أشجاناً في قلبي حيث إنني فقدت البصر في إحدى عيني ولم أكن أبلغ الحادية عشرة من عمري وكنت يومها لا أستطيع حتى الوصول إلى العلاج الذي كنت احتاجه من عدم الإمكانات، وكذلك من عدم الامكانات المادية ولكن الله سبحانه وتعالى وفق ووصلنا إلى ما وصلنا إليه.. وكل الاخوة الذين قدر لهم أن يدرسوا في الولايات المتحدة أو في أوروبا يدركون تمام الإدراك أهمية الأبحاث العلمية؛ حيث إن الجامعات إذا لم تهتم بالأبحاث العلمية تصبح كما قال أحد الاخوة في مناسبة معينة هذه الجامعات كثانوية كبيرة لا تحقق التطور العلمي الذي نراه ونصبو إليه والنتائج التي تفضي إليه هذا التطور هو ما يستفيد منه الكبير والصغير سواء كان في طب العيون أو في أمراض القلب أو أي مجال آخر.
وأبان د. الرشيد في كلمته شرف مشاركته في كلية البترول والمعادن قبل اكثر من 45 سنة والآن تحولت إلى جامعة مرموقة وكنت أحلم أن أرى في هذه الجامعات جهودا لي لإنشاء الكراسي، وقال: المبالغ التي تصرف في البحث في البلاد العربية إذا لم أكن مخطئاً لا تزيد عن ملياري دولار في السنة.. بينما جامعة كجامعة هارفرد تصرف نفس المبلغ أو جامعة ستانفرد أو الجامعات الكبرى في أوروبا أو في جميع أنحاء الولايات المتحدة ومن أين نأتي هذه المبالغ من الحكومة، يعني قد تستفيد الجامعات من بعض البرامج الحكومية بتبني بعض الأبحاث ولكن الجزء الأكبر يأتي من الشركات ومن رجال الأعمال؛ لذلك نرى أن رجلاً ثرياً قبل أن يلقي حتفه ويتوفاه الله تجد أنه ترك جزءا من ثروته لغرض إجراء الأبحاث، وهكذا بنيت المراكز البحثية في العالم.. وعندما سمعت، وعندما تسلم قيادة هذه الجامعة الخيرة الأخ العزيز الدكتور عبدالله العثمان وسمعت عن رؤيته في هذا المجال حمدت الله؛ لأنه الحلم الذي كنت أحلم به، رأيت إنسانا مخلصا وطنيا - أخذ على عاتقه فتح المجال أمام القطاع الخاص.. وإنشاء الكراسي أو تبني الكراسي أو دعم الكراسي في الجامعات هي عبارة عن شراكة بين الجامعة والمواطن ولم أكن أتوقع أن أرى ما رأيته اليوم، وهذا يزيد في اصراري ويزيدني رغبة في دعم هذه الجهود وسوف اقوم حسب استطاعتي لأن هذا العمل هو تحقيق للحلم الذي كنت أحلم به.
وأشار د. الرشيد في كلمته إلى الجهود المبذولة في جامعة الملك سعود، فقال: الآن الذي يرى الجهود الذي يبذلها القائمون على هذه الجامعة ونسمع بالمليارات ونسمع بالمشاريع الضخمة.. هذه الحقيقة هي الشيء الذي يهمنا في هذا البلد، وهذا الشيء الذي يقودنا لنأخذ مكانتنا في صفوف الدول المتقدمة ونتقدم عليها. عندما أسمع أن جامعة الملك سعود اصبحت ضمن أول خمسمائة أو أربعمائة جامعة في العالم أول ما يتبادر للذهن أن جامعة الملك سعود أفضل من 2500 جامعة أمريكية.
وتساءل الدكتور الرشيد في كلمته قائلا: هل كنا نحلم أن هذا الشيء سوف يحدث: لماذا عندنا العقل وعندنا المقدرة وعندنا الرؤية وعندنا الثقافة وكل ما نحتاجه من الأبحاث.
ودعا الدكتور الرشيد كل من وفقه الله في هذا البلد الغالي أن ينظر إلى هذا الواجب ويجب علينا أن نتحمل أن ندفع، نحن والحمد لله لا ندفع ضرائب وحكومتنا هي التي تصرف علينا هي التي علمتنا هي التي تعتني بصحتنا هي التي تعتني بثقافتنا وتعتني بتنشئتنا التنشئة التي تتناسب مع ديننا الحنيف وأخلاقياتنا ونحن علينا واجب يعني التبرع والدعم أنا أتمنى من الاخوة أن يجربوا هذا الشيء ليذوقوا طعم السعادة التي نشأ في نفس الإنسان عندما يقوم بالتبرع مثل هذا التبرع.
كلمة د. العثمان
بعد ذلك ألقى راعي الحفل مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله العثمان رفع باسمه ونيابة عن منسوبي ومنسوبات جامعة الملك سعود الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على دعمه ومساندته في مشروعه الكبير وهو بناء الإنسان في المملكة العربية السعودية سيدي خادم الحرمين الشريفين وضع من ضمن أولياته المطلقة الأولوية رقم واحد بناء الإنسان وعندما اطلق هذه الرؤيا ترجمها بمجموعة من البرامج العملية التي على أرض الواقع، ولعل من أبرزها هو مشروع برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، وأنا دائما أسميه جامعة الملك عبدالله العالمية للابتعاث لأنه يدرس فيه الآن أكثر من 84 ألف طالب وطالبة في أفضل الجامعات في أكثر من 20 دولة متقدمة.
ومضى د. العثمان متناولاً اهتمامات خادم الحرمين الشريفين فقال إنه -حفظه الله- لم يدعم بالمال فقط ولم يوفر الدعم المعنوي الشخص فقط، ولكنه اسس كذلك نماذج عملاقة تقتدي بها الجامعات السعودية عندما أسس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية هو يريد أن يكون لدينا نموذج وطني عالمي تقتدي بالجامعات ولا شك أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية كانت أحد الأدوات الرئيسية التي اشعلت الحماس وعززت المنافسة بين الجامعات ليس فقط على المستوى السعودي ولكنه على المستوى العالمي فله من الجميع الشكر والتقدير وعظيم الامتنان، فلا شك أن دعمه لجامعة الملك سعود يحمل جميع منسوبي الجامعة مسؤولية تاريخية تجاه أنفسهم في المقام الأول ثم تجاه مجتمعهم بأن يبادلوه هذا الدعم السخي بعطاء على أرض الواقع ولا شك أن جامعة الملك سعود عليها مسؤولية كبيرة جداً خاصة أنها حظيت بدعم لا حدود له وأضاف هذا المقام كان نصيب جامعة الملك سعود من الميزانية السنوية للدولة، وهي أكبر ميزانية تاريخية في تاريخ المملكة العربية السعودية، وكان نصيب الجامعة قرابة واحد ونصف في المائة من إجمالي ميزانية الدولة أي 27% مما خصص لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي.
واليوم جامعة الملك سعود تؤسس لمشاريع استراتيجية عملاقة بأكثر من 17 مليار ريال وجميع هذه المشاريع بلااستثناء تمت وفق المنافسة العادلة ووفق نظام المشتريات الحكومية وهذا مكن جامعة الملك سعود أن يعمل لديها أكثر من (60) شركة ومؤسسة لتأسيس هذه المشاريع الاستراتيجية ولا يوجد ولا مشروع واحد لم يخضع للمنافسة بين المقاولين والشكر موصول لمقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الذي يرعى هذه الجامعة رعاية خاصة وكذلك لسمو سيدي النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي يرعاه رعاية كريمة، ولا أنسى الدور المحوري والاستراتيجي لمقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة العليا لأوقاف الجامعة الذي استخدم جاهه وماله لدعم هذا المشروع الخيري حتى أصبح لدى جامعة الملك سعود محفظة استثمارية عقارية وقفية قيمتها تزيد عن ثلاثة مليارات ريال سوف يتم الانتهاء من هذا المشروع الخيري الذي قدمه فسلفة جديدة للعمل الخيري في نهاية عام 2010م.
وأبرز الدكتور العثمان جهود وعطاءات الدكتور الرشيد فقال: أما بخصوص معالي الأخ الكريم الدكتور ناصر الرشيد لقد تشرفت بمعرفة الدكتور ناصر بمقياس الزمن لا تتجاوز سنتين، ولكن أقول يا معالي الدكتور بمقياس العطاء تتجاوز عمرك مجموع عمري وعمرك أنت يا دكتور ناصر، لا أقول إلا كلمة الحق انت ما انجح برامج البحث في جامعة الملك سعود جئت لتمول كرسي واحدا وخرجت بتمويل أربعة كراسي، والأجمل ليس في عدد الكراسي، ولكن في النجاح المنقطع النظير لهذه الكراسي, اليوم كرسي العيون ساهم في اجمال النشر العلمي لبرنامج الكراسي بنسبة 6% اليوم عدد الأبحاث التي نشرت من برنامج كراسي البحث قرابة 200 ورقة علمية في أفضل المجالات العالمية منها (12) من كرسي الدكتور ناصر الرشيد للعيون. فهذه بركة في المال وبركة في العطاء.
الدكتور ناصر، أنا لا يمكن أن أصفك إلا بالرجل المواطن الصالح الإنسان بمفهومه الفطري، أنت جسدت مفهوم الإنسانية بمفهومها الفطري بمفهومها البسيط غير المتكلف، كلما اصابك شيء أو أصاب أحد أقاربك ذهبت وفتحت مشروع لكي لا يعاني المواطنين أو المقيمين من هذا الشيء وكيف ننسى أول مشروع حضاري قبل عشرين سنة عندما أنشأت مركز سرطان الأطفال باكثر من (500) مليون ريال أننا محظوظون في هذا الوطن بقيادة راشدة تقدر المواطن المخلص المواطن الصالح أمثالك، كما نحن في مجتمع يقدر قيمة العطاء، اليوم نحن في جامعة الملك سعود ساهمت يا معالي الدكتور مساهمة فاعلة ومباشرة في برنامج كراسي البحث وفي مشروع وقف الجامعة، كما تبرعت لبرنامج كراسي البحث بعشرين مليون ريال لم تصرف الجامعة منها ولا ريال واحد، كلها خصصت في أوقاف الجامعة وبالتالي فإن برنامج كراسي البحث يملك30% من اصول أوقاف الجامعة؛ فهو يملك فندق 246 غرفة ويملك برجين سكنيين فيه أجنحة فندقية كل هذه الابراج تم تأجيرها على مشغل من أفضل المشغلين بناء على منافسة عادلة تحقق اكبر منفعة للجامعة.
ارتباطك لن يكون وفق العقد الذي وقع معك ولمدة خمس سنوات ارتباطك سوف يتوارثه اجيال بعد أجيال سيرى أحفاد احفادك عطاءك بعد فترة طويلة من الزمن فلا نستطيع أن نقول لك ولا نحسن إليك إلا بكلمة واحدة (جزاك الله خير الجزاء).
ورحب الدكتور العثمان في ختام كلمته بالاساتذة والدكاترة ومشاركتهم في هذه المناسبة والقاء محاضرات عن امراض العيون.
تكريم المحاضرين
بعد ذلك تم تكريم المحاضرين من الاساتذة والدكاترة الذين يتواجدون في المملكة.
رفع قيمة الكرسي إلى عشرة ملايين ريال
بعد ذلك أعلن معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان برفع قيمة كرسي الدكتور ناصر الرشيد من خمسة ملايين ريال إلى عشرة ملايين الذي تبرع به الدكتور ناصر الرشيد بالإضافة إلى 15 مليون ريال لتمويل الأبحاث.
توقيع الاتفاقية
بعد ذلك تم توقيع الاتفاقية للكرسي بين جامعة الملك سعود ومعالي الدكتور ناصر الرشيد وبحضور عدد من منسوبي جامعة جنت البلجيكية حيث اجاب د. عبدالله العثمان على سؤال للجزيرة عن هذه الاتفاقية فقال: إن الجامعة وضعت لها رؤية واضحة المعالم محددة الأهداف وأن تكون الجامعة من الجامعات الرائدة في مجال البحث العلمي وبناء مجتمع المعرفة من أجل تحويل اقتصاد المملكة العربية السعودية من أقتصاد مبني على البترول إلى اقتصاد مبني على المعرفة، وهذا لن يتحقق حتى تتحالف الجامعة مع جامعات عالمية رائدة.
الدكتور الرشيد يزور معامل أمراض العيون
بعد ذلك قام الدكتور ناصر الرشيد بزيارة لمعامل أبحاث أمراض العيون واطلع على الأجهزة الحديثة واستمع إلى شرح واف عن محتوياته.
هذا وقد حضر الحفل عدد من المسؤولين في الجامعة والمستشفيات الجامعية.