تتجه مساء اليوم .. بوصلة الإثارة والندية إلى درة الملاعب من جديد .. تأخذ بيد عشاق الكرة ومحبي المدورة .. لمشاهدة لقاء القمة الذي يجمع فريقي الأهلي والهلال على نهائي كأس سمو ولي العهد الأمين في عرس كروي بهيج سيحظى برعاية كريمة من سلطان الخير .. يجسّد حرصه - حفظه الله - على تكريم أبنائه الشباب والرياضيين في هذه الاحتفالية السعيدة، كما هو ديدن القيادة الحكيمة في كل موسم رياضي.

- مواجهة الزعيم والقلعة اليوم .. مواجهة تاريخية وموقعة مرتقبة تتجدّد معها الذكريات الجميله والأحداث المثيرة والمنافسة الشريفة بين الناديين الشقيقين .. هكذا تقول المؤشرات الجغرافية .. وتؤكد لغة التاريخ أنّ لقاءات الفريقين دائماً ما تحفل بالمنافسة القوية والإثارة التي لا تخرج عن إطارها المثالي، وتحظى بخاصية الاهتمام وجذب الأنظار في وسط الميدان (فنياً وسلوكياً) .. والأجمل من ذلك رقي تصاريح الإداريين وسمو لغة تعاطيهم مع الأحداث بعقلانية وواقعية بعيداً عن الاحتقان المرفوض وتأجيج التعصب وممارسة التهكم، الأمر الذي ينم عن تأصيل سلوك المنافسة الحميدة النابع من العمق التاريخي الذي يربط الناديين بعلاقة متينة .. وهذا الارتباط الوثيق لم يكن وليد اليوم، وإنما علاقتهما .. كانت وما زالت راسخة منذ عقود من الزمن وتحديداً حين تولى رائد الحركة الرياضية الأول بالمنطقة الوسطى ومؤسس الهلال الشيخ عبد الرحمن بن سعيد .. رئاسة نادي الثغر (الأهلي حالياً) عام 1378-1379 في أحلك ظروفه الإدارية والفنية، والتي كادت أن تعصف بمستقبله وتقوده إلى بوابة الشتات .. لولا جهود وتضحيات وحنكة (شيخ الرياضيين) الذي أعاد التوازن والاستقرار للبيت الأخضر .. فحظي بتكريم تاريخي من رجالات النادي الأهلي الأوفياء وعلى رأسهم الأمير خالد العبد الله رئيس أعضاء الشرف، وذلك في احتفالية لقب (سفير الوطن) الذي منحه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - للنادي الراقي بعد استقباله - أيّده الله - لإدارة ورؤساء ولاعبي النادي عقب فوزه بأربع بطولات خارجية .. ولاغرو من ذلك فالنادي الأخضر الذي دلف عقده السابع ونيف من عمره التأسيسي، يحظى بشعبية كبيرة على مستوى المملكة بناها - الأهلاويون - بتلك الإنجازات الذهبية والبطولات الخالدة في مسيرته التاريخية .. فضلاً عن علاقة رموزه ورجالاته مع الأندية الأخرى، فاستحق لقب النادي الراقي .. وفي المقابل يتجلّى الهلال في سماء الإبداع عاماً بعد آخر .. يسير بخطى ثابتة ووثابة نحو حصد الألقاب الفريدة والإنجازات الأحادية التي توّجها بلقب نادي القرن الآسيوي .. وليس غريباً أن يحظى (زعيم الأندية) بهذا الشرف الكبير وهو الحائز مؤخراً .. على لقب بطل دوري زين بكل جدارة واستحقاق .. فالنادي الأزرق بالفعل حيّر المؤرّخين والباحثين والمتابعين .. منذ ولادته على يد مؤسسه العصامي الشيخ عبد الرحمن بن سعيد - أطال الله عمره - في النصف الثاني من عقد السبعينيات الهجرية من القرن الفائت .. فلم يحدث في تاريخ الكرة السعودية أن حصل نادٍ على لقب بطل كأس الملك وعمره التأسيسي لم يتجاوز أربعة أعوام..!! بل امتدت المعجزة الزرقاء ليجمع - زعيم الثمانينيات الصغير - كأس الملك وولي العهد لموسم عام 1384، وهو في عامه السابع، كثاني فريق محلي - بعد الاتحاد - يجمع لقبي الموسم بعد تصنيف الأندية رسمياً .. منطلقاً من بوابة التحدي والإصرار نحو حصد البطولات الذهبية والإنجازات المتعددة .. تفوّق على الجميع برصيد 49 بطولة زرقاء (اللون والطعم والرائحة)!! وبشهادة التاريخ والجغرافيا والإحصاء الرياضي.

- وأخيراً تبقى المواجهات الحاسمة التي تجمع فريقي الهلال والأهلي دائماً ذات طابع تنافسي مثالي وسلوك أخلاقي رياضي .. تتجلّى فيها قيم المنافسة الشريفة في أروع إشكالها .. وهنا نتمنى أن تكون الغلبة للروح الرياضية. والأداء الجميل الذي يعكس تطور الكرة السعودية خاصة وأن الفريقين يمتلكان كوكبة من النجوم المتقدة.