Al Jazirah NewsPaper Tuesday  23/02/2010 G Issue 13662
الثلاثاء 09 ربيع الأول 1431   العدد  13662
 
اقتصاديات (أم رقيبة)
فضل بن سعد البوعينين

 

بخلاف المبالغة غير المقبولة في أسعار الإبل، والإسراف في مخيمات المشاركين، نجح مهرجان (أم رقيبة) في تحقيق أهدافه الأساسية، وترسيخ جذوره في المنطقة الصحراوية التي كانت نسياً منسياً قبل الانطلاقة الرسمية للمهرجان. لأبناء الجزيرة العربية علاقة مميزة مع الإبل، وعشق خاص لا يضاهيه عشق وهو ما يبرر ذلك الاهتمام الكبير الذي حظي به المهرجان.

تحول المهرجان إلى تظاهرة ثقافية أدبية وتنافس المشاركون فيه، واللجان المنظمة في عقد الندوات والمحاضرات والمسابقات الشعرية، ما أعطى المهرجان بعداً ثقافياً مميزاً. عاماً بعد آخر، تُضاف للمهرجان فعاليات وجوائز متنوعة تزيد من حضوره وتوهجه.

جائزة الملك عبد العزيز لمزاين الإبل، ورئاسة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز، رئيس هيئة البيعة لها أعطت المهرجان الدعم والاهتمام المستحق.

في الجانب الدعوي أقام المهرجان أكثر من 500 محاضرة وخطبة، وحظي بحضور بعض أهل العلم الذين آثروا الجانب الدعوي، وكان لهم حضور لافت.

أكثر من ثلاثة آلاف أسرة حظيت بمساعدات خيرية من الأمير مشعل بن عبدالعزيز، إضافة إلى المعونات الخيرية العينية، وهو ما يضيف البعد الإنساني الخيري إلى أنشطة المهرجان.

تظاهرة (أم رقيبة) أنعشت المنطقة تجارياً، وهو جانب اقتصادي مهم وباب رزق لكثير من المواطنين.

ازدهار السوق الشعبية، وتجارة الإبل (الموازية) ساعد كثيراً من المواطنين في تحقيق الكسب السريع، فالفرصة لا تعوض، وازدهار المنطقة يبقى محدوداً وإن طال أمد المهرجان.

مهرجان (أم رقيبة) له وعليه، ومن المفيد دعم إيجابيات المهرجان وتطويره، ومعالجة الأخطاء، بعيداً عن (الاقصائية) التي يحاول بعض المثقفين والإعلاميين ممارستها على المهرجان.

يبقى التراث الركيزة الأساسية للمجتمع السعودي وإن أمعن في التطور والرخاء، وعودة رجال المال والأعمال إلى الصحراء، وتعلقهم بالإبل وحياة البادية تؤكد على ارتباط المجتمع بتراثه.

أتمنى أن تتحول منطقة أم رقيبة إلى منطقة تراثية دائمة، وأن تتطور مرافقها وخدماتها لتتناسب مع جائزة الملك المؤسس، ورئيسها؛ وأن يعاد تخطيط المنطقة، ويتم التركيز على سلامة البيئة وحمايتها، وتنشأ فيها مقار دائمة بسيطة، خاصة السوق الشعبية، وأن يوضع لها مخطط استراتيجي يضمن تطويرها، والتعامل معها بطريقة احترافية حديثة.

ملاك الإبل مطالبون بتأسيس صندوق خيري يمول من أرباح تجارة الإبل، ومن المحسنين من رجال المال والأعمال وأن توجه تلك الأموال للفقراء والمساكين والضعفاء من سكان المنطقة المحيطة الذين يسمعون عن صفقات الملايين دون أن يكون لديهم عشاء يومهم أو كساء أبنائهم. أما الإبل فتستحق من المهتمين فيها أكثر مما تجده في (أم رقيبة)، هي، والوطن في حاجة إلى مركز أبحاث مختص في الإبل، يقوم بإجراء البحوث والتوثيق وتطوير الإنتاج باستخدام التقنيات الحديثة وتوفير مركز بيانات متكامل يمثل المرجعية الحافظة لكل ما له علاقة بالإبل في المنطقة.

وأخيراً، ففقاعة أسعار الإبل قد تضخمت بشكل لافت وهي أقرب إلى الانفجار، ما يستوجب الوقوف على أسباب تشكلها وطرق حلها بما يضمن سلامة الجميع، والبعد عمّا يغضب الله.

مهرجانات (بريدة)

أثبتت مهرجانات مدينة (بريدة) أهمية الخطط الاستراتيجية المنظمة، والعمل الجماعي، والإشراف والتحفيز لتحقيق النجاح والتميز، وخدمة المنطقة وسكانها اقتصادياً، واجتماعياً، وثقافياً.

مهرجان ربيع بريدة الأخير نجح في جذب أكثر من نصف مليون زائر خلال ستة أيام فقط، وهو رقم ضخم لا بد وأن تكون له انعكاسات إيجابية على جميع الصعد.

الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، وبفكره المنفتح، ركز على المردود الاقتصادي للمهرجان، والمهرجانات الأخرى، وشدد على أهمية الأسر المنتجة، وما توفره تلك المهرجانات من فرص عمل لأهالي المنطقة.

الأمير فيصل طالب بتأمين متطلبات الحرفيات في المهرجان لمساعدتهن في تأدية أعمالهن. وشدد على الجهات الرسمية ذات العلاقة بالسياحة في المنطقة بتأمين هدايا غير تقليدية للأسر المنتجة.

الأمير فيصل بن بندر، وبفكره الاقتصادي المنفتح، ذكر في تصريحات صحفية (أن التطلعات لتحقيق مستوى جيد في تطوير الأسر العاملة وتوطينها في المهرجانات والفعاليات الوطنية بلغت مستوى كبيراً في لغة الأرقام).

حقيقة هذا ما نرجوه من إقامة مثل تلك المهرجانات المهمة. تطوير الأسر العاملة وتنمية دخلها، ودعم اقتصاديات المنطقة يفترض أن يكون هدفاً رئيساً لإقامة الأنشطة والفعاليات الضخمة، كالمهرجانات على سبيل المثال.

مهرجانات مدينة (بريدة) يفترض أن تحفز المدن الأخرى لمحاكاتها والاستفادة من تجارب النجاح المحققة.

رسالة شكر وتقدير وامتنان لكل من يعمل لخدمة الوطن، وأبناء منطقته، رجالاً ونساءً، ولجميع من أسهم في إنجاح مهرجانات (بريدة).

F.ALBUAINAIN@HOTMAIL.COM



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد