Al Jazirah NewsPaper Friday  26/02/2010 G Issue 13665
الجمعة 12 ربيع الأول 1431   العدد  13665
 
انهيار القوميات.. وظهور الفدراليات إنبريالية أم تخلق..؟
خالد الخضري

 

هل انتهى زمن القوميات العربية، وعناترة تلك الشعارات ولوا هاربين، لم يبق منهم سوى فتافيت من ذكريات، حتى وإن كانوا موجودين كأقليات في عدد من الأحزاب المتعددة في الدول العربية، إلا أنني شهدت كثيراً من يتباكى على زمن

عبدالناصر، وآخر القوميين العرب الذي قتلته الإنبريالية ليجعلوه أضحية لعيد المسلمين، فهل ولى زمن البطولات في الوطن العربي، ولم يبق سوى التباكي على الماضي؟.. سؤال كبير، يجعلنا نتوقف أمام حقائق، هذه الحقائق تفرض واقعاً يعيشه العالم اليوم، فانهيار القومية العربية كخيار - كما أحرار مصر، أو كأيديولوجيا كما حزب البعث في سوريا والعراق سابقاً- ظهر جلياً في السطح مع ضربة الحادي عشر من سبتمبر، الضربة القاصمة التي قصمت ظهر البعير، كما في أمثلة العرب التي يحبونها كثيراً كأمثلة قديمة مرتبطة بواقعهم البدوي الذي لا وجود له الآن على المستوى المادي لكنه يظهر كثيراً على المستوى السلوكي وطريقة التفكير.

أقول إن الواقع يفرض أشكالاً جديدة من التعاملات السياسية بدأت تظهر الآن كبديل مفروض، لأي نظم عربية أخرى، وبأشكال جديدة رغم قدمها لدى الغرب، حيث ظهر لنا الوجه الآخر للبرالية من خلال الفدراليات كأنظمة تغزو عالمنا العربي، وتتحول إلى حيز التطبيق، والفدرالية كونها تمثل حكماً محلياً ينضم إلى منظومة النظام السياسي للدولة، ويكون على قدر عال من الولاء «في مجتمعاتنا» -إن وجد- أما في الغرب فهو ضمن النظام المؤسسي الذي يحكم الدولة، هو يتميز بالقدرة على الإدارة الذاتية للمقاطعة أو المنطقة أو حتى الولاية التي يحكمها، وهي وأن كانت تختلف من حيث التسمية في بعض الأقطار فإنها تختلف من حيث التطبيق من مكان إلى آخر، فالنظام الفدرالي في أمريكا مثلاً كتطبيق لا يمكن أن يقارن بأي نظام مشابه في أي دولة من دول العالم الثالث تحديداً، من حيث القدرة على إدارة الشؤون السياسية للدولة بعقلية مؤسساتية قبل أن نضع أحزاباً وبرلمانات وحكماً محلياً، لأن ذلك كله يمكن أن يكون مجرد مظلة، أو شعارات، بينما في حقيقته على أرض الواقع مختلفاً كتطبيق، أو يكون لدى بعض الدول من باب -البروبوقندا- للظهور أمام العالم المتقدم أننا دولة ديمقراطية.

إن التطبيق الحقيقي الذي يعقبه المحاسبة، هو ما يجعلنا كشعوب نستمتع بجوهر النظام، أما أن تظل مثل هذه الأنظمة تتكئ على نسبة 99.99% في الانتخابات الرئاسية في الدول العربية فإننا لا يمكن أن نتمثل أو نستوعب مثل هذه الأنظمة.

كيف حدث التحول؟

للإجابة على هذا السؤال، عوداً على بدء نقول إن حادثة 11 سبتمبر مثلت تاريخاً جديداً في تاريخ الأمة العربية، وعلى مستوى العالم أيضاً، وهو ما كشف القناع لتحركات العولمة -في العالم قاطبة- التي تسارعت خطواتها، بعد أن كانت تزحف كسلحفاة منذ خمسينيات القرن الماضي، ما جعل القناع ينكشف، واللعب على المكشوف، هو ظهور أمريكا كقوة عظمى تتسيد العالم، وكقطب أوحد، في ظل انهيار المنافسة القوية من الاتحاد السوفيتي -روسيا- سابقاً، بعد الحرب الباردة بين القطبين التي أنتجت التمزق والشتات للأخير، وبروز الأول الذي يمارس بالتضامن مع الدول الست سيادة على العالم عبر البوابة الاقتصادية التي مثلت الانطلاقة الحقيقية للعولمة لتحل الرأسمالية وتتحول إلى الزعيم السيادي في الاقتصاد العالمي.

وفي تصوري أن التعددية بصفتها سمة تتميز بها الحياة في كافة أطيافها، وهي عامل أساسي للتفاعل والاستقطاب، والتجاذب، فإن التوازنات العالمية تعاني من خلل واضح في فقدانها، ولابد أن يأتي اليوم الذي تحدث فيه هزة كبيرة تكتسح العالم، ولا يشترط أن تكون هزة أرضية «زلزال»، وإنما سيكون هناك زلزال اقتصادي قادم يهز الأرض ومن عليها قد يتجاوز ال7 أو 8 بمقياس رختر، يطيح برأس الحربة، ويجعل كافة الموازين الحالية تتعرض للخلل، إنه حقاً قادم من الشرق الآسيوي.



Kald_2345@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد