Al Jazirah NewsPaper Friday  26/02/2010 G Issue 13665
الجمعة 12 ربيع الأول 1431   العدد  13665
 
بمشاركة شخصيات المجتمع المدني.. وتحت شعار (المعرفة من أجل الحق)
الأمير طلال يرعى فعاليات منتدى المجتمع العربي للطفولة الثالث بالقاهرة

 

القاهرة - سجى عارف

شهدت القاهرة يوم 23-2-2010هـ إطلاق فعاليات منتدى المجتمع العربي للطفولة الثالث، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، وذلك بالتعاون مع جامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) ومنظمة رعاية الأطفال السويدية وعدد آخر من الشركاء، وبحضور عدد من وزراء الشؤون الاجتماعية العرب وكبار الشخصيات المعنية بالطفولة ومشاركة أكثر من 200 من ممثلي المجتمع المدني العربي والمجالس العليا واللجان الوطنية للطفولة بالدول العربية والمنظمات الدولية والإقليمية والخبراء والإعلام، تحت عنوان (المعرفة من أجل الحق)؛ حيث أعلن المنتدى في جلسته الافتتاحية أن فعالياته ستركِّز على دور منظمات المجتمع المدني العربي في جمع واستخدام البيانات للتخطيط للبرامج الموجهة للأطفال ومدى مشاركة الأطفال فيها، وأنه سيكون بمنزلة تمهيد للمؤتمر العربي الرابع رفيع المستوى لحقوق الطفل، الذي ستعقده جامعة الدول العربية في سبتمبر 2010 بمدينة مراكش بالمملكة المغربية، وسيتم خلاله مناقشة الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في تنفيذ الخطة العربية للطفولة وكيفية تطويرها في ظل المستجدات العربية والدولية. وجاء في وقائع افتتاح المنتدى عدد من الأطفال الذين تحدثوا عن آمالهم ورؤيتهم في حل قضاياهم بأنفسهم؛ فقالوا: «نحن الأطفال نتمتع بحقنا في التعليم المجاني دون تمييز بين ذكور وإناث في الريف والحضر، ومدارسنا تقدم خدمات تعليمية وترفيهية وتشجع الأطفال على تنمية قدراتهم واكتشاف إبداعاتهم ومواهبهم، وأصبحت مدارسنا خالية من العنف جاذبة للأطفال، وارتفعت نسبة تعليم الفتيات خاصة في القرى والأرياف». وذكروا «تتوافر للأطفال الحقوق الأساسية من أجل العيش في حياة كريمة خالية من الفقر والعنف؛ فلا يضطرون للعمل أو الهروب إلى الشارع والأحداث بعيداً عن السجون، في مؤسسات تأهيل يتلقون فيها التعليم والرعاية الضرورية لهم والمشاريع التنموية والخدماتية المتوافرة في كل المناطق بما فيها الحدودية والنائية، وأنهم في منازلهم ومدارسهم آمنون من التهريب والاتجار بهم، ويعيشون في البيئة الآمنة التي وفرتها الدولة لهم». وقال الأطفال في صوت واحد: «الدول العربية تعيش في سلام، ويكون الأطفال آمنين بعيداً عن الحروب والنزاعات المسلحة وإشراك الأطفال فيها، وهذا هو حلمنا لأطفال العرب، وهو حلم ممكن التحقيق؛ فضعوا أيديكم في أيدينا لنحققه». كما أكد د. سامي دنش، مدير مركز معلومات المرأة والطفل بدولة البحرين، لعب منظمات المجتمع المدني العربية دوراً مهماً وجوهرياً في تكوين بنية المجتمع في هذه المرحلة من تاريخ أمتنا، ودلل على ذلك بجمعية رعاية الطفل والأمومة بمملكة البحرين التي أسست لها العديد من الفروع لخدمة المجتمع من خلال برامجها المتمثلة في برنامج رياض الأطفال لمساندة الأمهات العاملات وبرنامج ورش الخياطة وكذلك معهد الأمل للمعاقين ومركز صناعة الورق ومركز دعم المشاريع الصغيرة ومركز معلومات المرأة والطفل.

وأضافت سنا جونسون، المدير الإقليمي للمنظمة السويدية لرعاية الطفولة (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)، أننا بحاجة إلى فهم الحقائق الخاصة بالأطفال على أرض الواقع خاصة للحكومات؛ حتى تتمكن من العمل لصالح حماية الأطفال، خاصة مع الشركاء، وعلينا أن نفهم مشاكل الأطفال واحتياجاتهم بمنظورهم وبعيونهم، ومن هنا فلا بد أن تكون الخطوة القادمة خاصة بجمع المعلومات الكافية عن الأطفال والمنظمات غير الحكومية حتى تكون لدينا بيانات حقيقية وواقعية، والأطفال هم مَنْ سيرشدوننا إليها حتى نستطيع اتخاذ القرار لصالحهم. وقالت: علينا أن نضع دراسة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة بالعنف أمام أعيننا، ولا بد أن نسمع للأطفال، وأن نسعى ليكونوا شركاء معنا.

على الجانب الآخر قال جبرين الجبرين، مدير إدارة المشروعات ببرنامج الخليج العربي لدعم المنظمات الإنمائية (أجفند): «اليوم المنتدى الثالث سيكون منطلقاً لمؤتمر عربي جامع حول الطفولة». مشيراً إلى أن قضايا الطفولة لا بد أن تجد جزرا مترابطة تقف عليها، وأن يتفق الجهد العربي عليها وحولها؛ حتى نستطيع التوافق وإحداث تقدم مهم لمصلحة الطفل العربي؛ فمثلاً التوصل إلى الاتفاقية العربية لحقوق الطفل وتوقيع معظم الدول العربية على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل يعتبران من المؤشرات على التوجه التكاملي والمشترك نحو مستقبل الطفل، ولكن المشكلة أن هذه المواثيق والعهود والاتفاقيات يجب أن يتم تفعيلها لتنعكس إيجابياً على واقع الطفل العربي. وهو ما تتبعه (أجفند) بقيادة الأمير طلال في سياساتها، ليس فقط بوضع قضايا الطفل في المقدمة، ولكن بإيجاد الآليات العملية التي تضع قضايا الطفولة ومشكلاتها في مقدمة الأولويات. وقد أضافت السفيرة الدكتورة سيما بحوث، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، أن الجامعة تعمل بشكل متواصل على دعم وتعزيز الجهود الوطنية كافة لحماية الأطفال والأسرة والمرأة، وإرساء السلام الاجتماعي والاستقرار والتنمية، وتحرص بشكل خاص على الاهتمام بالطفل، ويكشف عن ذلك جملة الوثائق والفعاليات التي عقدت خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين. وقالت: مع بداية الألفية الثالثة تطور هذا الاهتمام لتكون لحقوق الطفل العربي أولوية على جدول أعمال المجالس الوزارية المتخصصة ومؤتمرات القمة الدورية؛ منذ قمة عمان في مارس 2001 وصولاً إلى قمة الدوحة 2009 حظيت موضوعات الطفولة باعتماد من القادة العرب، وقمة الكويت في مارس 2009 خير دليل؛ لأنها ركزت على بحث القضايا التنموية والاقتصادية والاجتماعية في وضع أجندة التنمية البشرية الاجتماعية والاقتصادية أمام القادة العرب، واتخذت عددا من القرارات للارتقاء بمستوى معيشة المواطن العربي، وعلى رأسها خفض الفقر وتطوير التعليم والارتقاء بالصحة وتحقيق الأهداف التنموية للألفية وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص وتأكيد التزام القادة العرب بالقضايا ذات الصلة بالطفولة؛ باعتبارها من العوامل الأساسية لتحقيق أهداف التنمية الشاملة. كما أشارت مارتنا سانتوس باييس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال، إلى أن المعلومات والتحليل والمعرفة من الأساسيات التي تمكّن الحكومات والمؤسسات والمنظمات من اتخاذ القرارات السليمة في الوقت السليم، وهي لا غنى عنها لفهم البيئة التي ينشأ وينمو فيها الأطفال، وهو الأمر الذي لا نستطيع إخفاءه؛ حيث إن المعلومات والتحليل والمعرفة تساعد على كسر حاجز الصمت المحيط بقضية العنف ضد الأطفال والسعي للحصول على الدعم العام واتخاذ إجراءات عادلة لمكافحة العنف ضد الأطفال وحمايتهم. مشيرة إلى أن دراسة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال ساعدت على عدم قبول العنف ضدهم، خاصة أنه ليس هناك عنف مبرر. وأكدت أن للعنف آثارا صحية ومعنوية بالغة الخطورة على حياة الأطفال ورفاهيتهم؛ حيث يؤثر على نموهم ومقدراتهم التعليمية وأدائهم المدرسي، ويجعل الأطفال أكثر ميلاً للانطواء والتوحُّد وزيادة السلوك العدائي واقتحام المخاطر. ودللت على ما سبق بالأبحاث التي أشارت إلى حوادث العنف ضد الأطفال، خاصة أن هناك ما بين 500 مليون و1.5 مليار طفل حول العالم يتعرضون للعنف كل عام، وأن الدراسات الحديثة لليونيسيف تؤكد أن ما يزيد على 85 % من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنتين و14 سنة يتعرضون للإيذاء البدني والنفسي.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد