Al Jazirah NewsPaper Friday  26/02/2010 G Issue 13665
الجمعة 12 ربيع الأول 1431   العدد  13665
 
الصَبرُ جميل..
العقيد م. محمد فراج الشهري

 

سألني سائلٌ: ما هي الحقوق التي يُوصى بها لتزداد العلاقة وتتوطد المحبة بين الناس؟!

قلت لسائلي: الإنسان المخلوق العجيب كرَّمه الله سبحانه وتعالى على كافة المخلوقات وله بالملأ الأعلى مكانة. والإنسان قد ركّب من شيئين، جسد وروح بإرادة ووجدان، غرائز شهوانية، وألوان قدسية، كل شيء خلق لأجل الإنسان. وهو قد خلق ليعبد الله وحده ويتجه إليه ويشكره، ولا يتأتى ذلك على الوجه الأكمل إلا إذا عاش الإنسان حياة الاستقرار والأمن والإيمان، ويتحقق ذلك بالود والألفة والصداقة، وهذه الأمور تنشأ بين الإنسان وأخيه الإنسان.ويجب على الإنسان أن يتحلَّى بسلامة (الصبر) بحيث لا يكون حسوداً يتمنى زوال نعمة الله عن غيره ويتمنى الشر للناس ويا كثرهم هذه الأيام. والإنسان الواعي لا يحقد لأنه يعفو عن إساءة الآخرين، وقليل من يكظم غيظه ويتسامح في عصرنا الحاضر والله المستعان.أقول الإنسان يجب أن يتحلّى بسلامة (الصبر) والصبر سيّد الأخلاق ولو كان الصبر رجلاً لكان نبياً.ومما لا شك فيه أن الحب إذا ساد الناس عمَّ الخير، وانتشر الأمن والاستقرار؛ وعندئذ ينهض كل إنسان بأداء الواجب المنوط به، ويدفع بعمله التقدم الصناعي والعمراني والحضاري، وأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، ولا يصلح للحياة من لا يحيا لخدمة سواه، وأحب الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ سرور تدخله على أخيك، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دين، ومن سار مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ثبّت الله قدميه يوم تزل الأقدام.والإنسان كما ينمي الجوانب المادية في جسمه فلا بد أن ينمي جوانب الروح ويصقلها في حياته لتسعد حياته ويهنأ يوم الجزاء.والسعادة هي جنة الأحلام التي ينشدها كل إنسان، والهناء في الآخرة هو منتهى ما يعمل له الإنسان.لذلك أخي الحبيب كن اجتماعياً يشعر بالناس وأفراحهم ويشارك بأحزانهم، وأحب الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ سرور تدخله على أخيك.. حاول أن تكشف عنه كربته أو تقضي عنه دينه، لأن السرور الذي تدخله على أخيك في الدنيا يدخره الله لك ويجازيك به أيضاً في الدنيا والآخرة.

واتخذ من الصبر وسيلة للجم النفس عن الأخطاء التي تنتقص من أعمالك الحسنة، واصبر فإن الله مع الصابرين،،،



alfrrajmf@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد