Al Jazirah NewsPaper Friday  26/02/2010 G Issue 13665
الجمعة 12 ربيع الأول 1431   العدد  13665
 
بصراحة
الهلال والصندوق الأسود
عبد العزيز بن علي الدغيثر

 

بصراحة دائماً ما يكون التميّز والعمل الهادف ورسم إستراتيجية معينة لتحقيق الهدف المنشود هو أهم مقومات النجاح، وفي تصوري أن التميّز والسير على خط النجاح لا يمكن أن يستمر، ولو كان كذلك فمن المستحيل أن يتجاوز عدة عقود وهو على نفس النهج والإستراتيجية وتحقيق الهدف المنشود ومن ثم إحراز جميع الأهداف المعني تحقيقها إلا إذا كان هناك سر غامض يصعب فك رموزه!!

وهذا يشبه إلى حد كبير الصندوق الأسود الذي يختزل جميع أسرار ومعلومات العمل بجميع أسراره وتفاصيله. وحقيقة هذا الصندوق أو أبو الأسرار (فك الرموز) لا يوجد منذ أكثر من نصف قرن إلا لدى نادي الهلال والهلاليين أنفسهم فقط.

فلا يمكن لأي كان من كان الاطلاع على صندوق الهلال أو تفاصيل وأسرار العمل الموجود، وقد يكون هذا النادي الوحيد لا نقول في قارة آسيا، بل في كافة أنحاء المعمورة الذي لا يمكن لأحد الاطلاع على ما يدور أو ما يعمل به حتى أقرب الناس له لا يعلمون ما يدور في هذا الصندوق. وباختصار فهذا الصندوق ليس صندوق طائرة أو مركبة فضائية لكنه صندوق نادي القرن الذي ميَّزه وجعل كل ما فيه سراً لا يمكن الاقتراب منه بأي حال من الأحوال.

الاستثمار في الأندية

في اعتقادي أن شركات الاستثمار قد استغلت جهل بعض منسوبي الأندية في منهجية الاستثمار وشروطه ومميزاته ولكن لأنها المرة الأولى وتعد تجربة جديدة إلا أنها أرغمت الأندية على أن تدفع ثمن عدم معرفتها بطريقة الاستثمار وفرض ما تريده ووضع شروطها كما ينبغي وما يتماشى مع مصالحها.

وقد استطاعت بعض هذه الشركات رعاية أندية من أكبر الأندية الخليجية والسعودية بمبالغ زهيدة جداً بعكس نادي الهلال الذي استطاع منسوبوه وبخاصة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن مساعد وضع الشروط على الشركة (الراعية) وتسخير جميع بند العقد لصالح النادي لأنه ببساطة يعمل بفكر استثماري بحت ويعرف كيف يسخر المكتسبات لمصلحة ناديه.. فمثلاً هل يعقل أن يكون عقود أندية كبيرة في بحر الأربعين مليوناً؟! ألا تعلمون يا سادة أن عقد كل ناد يوازي نصف عقد نادي الهلال، أيعقل أن نادياً مثل نادي النصر بجماهيريته العريضة وشعبيته لا يصل عقده الأربعين مليون ريال، ألا يعلم الجميع أن العقد يوازي تقريباً عشرة ملايين دولار فقط، وهذا هو مبلغ واحد لإحدى الدعايات في أحد الأندية الأوروبية الذي لا توازي جماهيريته ربع جمهور الشمس ولكن الفرق هو في الفكر والكوادر المفقودة لدينا.

بداية آسيا مخجلة

باستثناء الهلال وما قدَّمه في الدوحة وفوزه المستحق الذي من خلاله استطاع أن يعيد ولو جزءاً من هيبة الكرة السعودية فإن بداية الاتحاد سيئة جداً ومخجلة وأثبت أن قرار تغيير طاقم التدريب ليس في وقته، وها هو يدفع ثمن القرار المتسرّع، وسبق أن تطرقنا إلى سلبية بعض القرارات التي تتخذ من دون معرفة النتائج المحتملة.

أما نادي الأهلي فقد أدى لاعبوه حسب إمكاناتهم ولم يستطيعوا عمل الفارق رغم ضعف إمكانات الفريق (الاستقلال) الإيراني وما زلت عند رأيي أن فريق الأهلي يعاني من خط دفاعه ودخول أهداف لا يمكن أن تحرز حتى في دفاع وحارس من الدرجة الثانية، وعلى القائمين على فريق القلعة معالجة خط الظهر قبل فوات الأوان.

أما فريق الشباب فقد اكتفى بالتعادل مع سباهان أصفهان الإيراني.

نقاط للتأمل

مبروك للأمير فيصل بن تركي نيله ثقة النصراويين بترؤسه النادي لمدة أربع سنوات قادمة وأتمنى أن يجد الدعم والمساندة من الجميع.

كنت أتمنى من الأمير فيصل بن تركي فسخ عقد (ماسا) بالتراضي والحلول السلمية، فإعلان سموه لجوءه للقضاء لن يفيد أحداً والضحية نادي النصر؛ لأن العقد باختصار وقّع بموافقة الجميع ووثّق من قِبل الرعاية، أي من قِبل الدولة، أما اللجوء للقضاء فلن أقول وأردد (يا ليل ما أطولك).

قلنا مراراً ونعيد تكراراً من أراد أن يعيش سعيداً عليه أن يبني بيته لا أن يهدم بيوت الآخرين.

قلت سابقاً وأعيد ما قلت إن مدرب الاتحاد حالياً (هيكتور) ليس ضالة الاتحاد، وإن إلغاء عقد كالديرون ليس في محله خاصة في التوقيت، فلو كان نهاية الموسم كان أفضل والله أعلم.

على إدارة نادي النصر إذا ما أرادت النجاح لأعوام عديدة أن تعمل على استقطاب لاعبين محليين وأجانب من الآن وأن يكون التخطيط مبكراً وليس في الوقت الضائع كما جرت العادة.

احترم كثيراً رأي الزميل عادل المسلم وأقدّر حبه للكيان ولكن أرجو أن تتنصل يا أستاذ عادل من عواطفك ومجاملاتك، فالأسماء التي ذكرتها ليست طموح النصراويين.

بداية الاتحاد والأهلي الآسيوية ليست مشجعة ولكن بالإمكان العودة فما زال المشوار طويلاً.

يجب على إدارات الأندية تثقيف منسوبيها الأجانب بعادات وتقاليد وأنظمة البلد حتى لا يتكرر ما حدث من مدرب الأهلي ولاعب الهلال ويلهامسون.

بالأمس عاد الدوري المقتول بالمؤجلات بدون طعم.. ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة، ولكم محبتي.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد