حوار- عيسى الحكمي
عندما تتحدث في كل مرة لقامة رياضية في صدر التاريخ تكتب سطورها كل يوم بحجم الأمير فيصل بن عبد الرحمن بن سعود رئيس نادي النصر «الذهبي» وعضو المكتب التنفيذي الحالي لا بد أن تخرج بنتيجة جديدة بطلها فكر متجدد من قارئ متمكن للأحداث ورياضي متمرس اجتمع واتفق عليه الجميع. بعد انتخاب الأمير فيصل بن تركي رئيسا للنصر لأربع سنوات قادمة حرصت على التحدث للأمير فيصل بن عبد الرحمن لأنني أعرف أن واحدة من أهم أمنياته تحققت..لكن لماذا كان يتمنى ويصر لدرجة أنه قدم استقالته مهرا لهذا التغيير؟..في الحوار التالي الإجابة:
في البداية.. هاهي رغبتك الشخصية تتحقق باستمرار الأمير فيصل بن تركي رئيسا لنادي النصر.. هل هو انتصار لإرادة المؤثرين أم لمصلحة النصر؟
- أبارك للأمير فيصل تزكية الجمعية العمومية ليكون رئيسا في الدورة القادمة، وأتمنى له التوفيق في المهمة الكبيرة، أما بالنسبة لسؤالك فإن تولي الأمير فيصل لسدة الرئاسة لم يكن وليد اللحظة، وإنما كان من فترة تاريخية بعيدة هدفا استراتيجيا سعيت له مع الأمير منصور بن سعود رئيس المكتب التنفيذي كثيرا لإقناعه به لكنه كان مترددا في الدخول المباشر إلى ساحة عمل الأندية رغم أياديه البيضاء على النصر كعضو شرف قريب وداعم،وعندما عدت للرئاسة قبل 4 سنوات أحدثنا أنا وأخي الأمير وليد بن بدر وأعضاء الشرف تغييرا جذريا في التنظيمات لعل الأبرز كان إعادة صياغة وترتيب هيئة أعضاء الشرف ووضع هياكل تنظيمية للعمل الإداري جعلت النادي مهيأ للنجاح، وفي هذه الأثناء كان الأخ فيصل شريكا في جميع خطواتنا وقريبا من الأحداث أكثر من السابق، أتذكر أنه أبلغني قبل انتهاء فترتي بعام عن استعداده لتولي المسؤولية وهو ما أسعدني وجعلني بنهاية الموسم الماضي أقدم استقالتي لأنني شعرت أن النادي سيكون في يد أمينة لطالما تمنيت أن يكون صاحبها على قمة هرم المسؤولية وهو ما تحقق، وأعتبر ذلك انتصارا للعمل المنظم والحب للكيان وقبل ذلك انتصارا للواقع الذي بات يعيشه نادينا من تنظيم إداري وشرفي وللعمل الذي قدمه ويقدمه فيصل بن تركي.
من الملاحظ أن هناك سيناريو متناسق قاد الأمير فيصل لرئاسة النادي وكانت الخطوات تسير بدقة لذلك؟.
- كما سبق وذكرت في إجابتي السابقة الأمير فيصل من رجال النصر الأوفياء،كانت رئاسته هدفا مبكرا لكنه لم يشأ الإقدام على ذلك مباشرة، كان يعمل لمصلحة النادي بشكل عام، وفي السنوات الأربع الماضية كان أشد قربا، وتولى مسؤوليات هامة منها لجنة التعاقدات مع اللاعبين ومن ثم أصبح نائبا لي، فاكتسب معلومات وافية عن النادي من حيث المصاريف والاحتياجات وكذلك المشاكل وطرق علاجها التي ساهم فيها بشكل مباشر لذلك أصبح جاهزا، وأنا سبق وذكرت قبل فترة أنني مستعد لترك الرئاسة فورا إذا قبل شخصان بها وأحدهم الأمير فيصل.
ومن هو الشخص الثاني؟
- لن أذكره الآن وهو يعرف نفسه جيدا،وفي النصر عموما يوجد الكثير من الشباب المتحمس والمحب للكيان وهذه الأخيرة نقطة أساس لكل من يتحمل المسؤولية،أنا واثق في الأمير فيصل وكلنا معه حتى النهاية.
عدت لإيقاف هذا الأمر
من إجاباتك السابقة سمو الأمير أستطيع استنتاج أنك شخصيا لم تكن راغبا في تولي رئاسة النادي خلال الفترة الماضية وكنت تعمل لوصول البديل بأسرع وقت.. هل استنتاجي في محله؟.
- بكل أمانة لم تكن لدي أي رغبة بالعودة لرئاسة النادي بعد فترتي الأولى لسبب وجيه بالنسبة لي شخصيا وهو.. إذا أدى الشخص دوره كاملا في مرحلة من المراحل وحقق النجاح ورسم الأفكار فهو لن يعود مرة أخرى بنفس الحماس، لدي قناعة أن من يعمل لفترة 4 سنوات يجب أن يفتح المجال لمن بعده حتى تتجدد الأفكار والطموحات والحماس، والحمد لله نحن في النصر لدينا رجال وشباب متحمس لديهم أفكار ومفاهيم جديدة، ومن المنطق والعقل أن يأخذ الجميع فرصته ما دام الهدف واحدا والقلب ينبض بحب النصر والعقل يخطط لخيره.
إذا سمو الأمير.. ما الذي جعلك تتراجع عن مبدئك وتعود ما دمت مقتنعا بأنك قد أعطيت وأديت دورك كاملا؟
- عودتي الأخيرة كشفت لي أناسا كثيرين..كان قرارا صعبا جدا لا يمكن تصوره، لقد حاولت ألا أضطر لذلك القرار لكن واقع النصر بعد وفاة الأمير عبد الرحمن بن سعود- رحمه الله- كان أقوى بل في وضع مأساوي يتطلب التضحية، حاولت جلب أكثر من شخص لديهم الحماس والقوة على عمل الأندية لكن الظروف لم تساعد، الجميع كان متخوفا من الفترة الصعبة التي يمر بها النادي.
الجميع يعتبر تضحيتك بنجاحاتك السابقة وقبول المهمة كانت مغامرة شجاعة؟.
- لا أنا لا أعتبرها مغامرة مادامت لأجل مصلحة النادي بل واجبا، ولا أعتبرها شجاعة شخصية لأن الشجعان هم من وقفوا معي لأجل النادي في المرحلة الصعبة، فيصل بن عبد الرحمن لا يفكر في النجاحات الشخصية السابقة ولا القادمة لأنني لم ولن أنسب النجاح لشخصي، النجاح باسم الكيان وجماهيره لذلك الذي ينجح دائما هو النصر وليس الأشخاص..النصر هو الذي عرّف الناس بنا ولم نعرّف الناس به.. وهذه قاعدة أتمنى أن ترسخ في العقول.. النصر كيان وليس أشخاصا، ومهما عمل الأشخاص فهم في النهاية جزء من هذا الكيان.
لا منافس لفيصل
من يقرأ السيناريو الحالي يجد إصرارا ثابتا من كبار الشرفيين على ألا يرأس النادي غير فيصل بن تركي ولم يكن هناك تقبل لدخول منافسين بل إنك شخصيا ذكرت أن من ينافسه سيكون خسرانا..لماذا كان الإصرار بهذا الشكل؟.
- بعد أن وصلنا في النصر إلى مرحلة من التنظيم الشرفي والترتيب الإداري لا يمكن التراجع عنها كان يجب أن يكون الموقوف منسجما مع المرحلة، لقد تحدثت قبل استقالتي بوقت عندما سألت عن مستقبل الرئاسة وقلت من يحيد عن التنظيمات الشرفية والإدارية سيجد نفسه صافا في طابور طويل جدا وسيتعب لبلوغ هذا المكان، لذلك نحن نقف ونصر على الشخص الذي يسير في نفس التنظيم وفيصل تنطبق عليه جميع البنود،وبالمناسبة فإن الذي أعادني لرئاسة النادي حتى أكون واضحا هو حالة الفوضى التي وصلت برئاسة النصر لمرحلة من (التهريج) حول من يرأس، وعندما وجدت في فيصل الحماس والقدرة على حفظ الترتيب الذي أقمناه استقلت نهائيا علما أنني كنت أعتبره رئيسا للنادي عندما كان نائبا لي.
ولماذا لا ترى لفيصل منافسا؟
- لأن العمل الصحيح يولد الالتفاف الشرفي، ووجود هيئة أعضاء الشرف والمكتب التنفيذي والقاعدة الصلبة للعمل تقول لا يوجد منافس لفيصل إلا من خلال هيئة أعضاء الشرف وهم جميعا متفقون عليه وليس له منافسا.
هؤلاء سيظهرون
بحكم خبرتك الإدارية ما هي التحديات التي تنتظر فيصل بن تركي في السنوات الأربع القادمة؟
- أي شخص يعمل في ناد جماهيري مثل النصر من الطبيعي أن تواجهه التحديات، وهي أمر قائم في الرياضة، مثلما تعمل الآخرون يعملون، هناك منتقدون سيظهرون، وهناك مادحون هناك من يظهر عند الخسارة، وآخر عند الانتصار،كما سيظهر ذو الوجهين.. كل هذه الأمور تحديات طبيعية ستواجهه ولا أعتقد أن فيصل بالذات يستغربها فقد عاشها في الفترة الماضية وشعر بها ولم تعد غريبة عليه.
لماذا تعتبرها في النطاق الطبيعي؟
- لأن هناك عملا، وفي العمل يظهر كل شيء حتى الأخطاء، إنني أطالب الجميع بمنح الرجل فرصة كاملة، الرجل يحمل حماسا كبيرا، وفكرا جديدا، ويحظى بثقة ودعم أعضاء اشرف، يجب أن يتعامل الناس مع واقع الرياضة من حيث يكون، في كرة القدم هناك هزات، هناك فوز وأيضا قد تحدث خسارة، هذه أمور طبيعية لا يجب أن نضغط بها على العمل القائم ومن ينفذه.
ماذا تقول لمن يطلق مثل هذه الضغوط؟.
- لقد ذكرت من البداية هي أمور طبيعية تحدث في الرياضة، أقول لمن ينجرف خلف النتائج..فيصل بن تركي جاء ليعمل وينتج ويقدم نصرا قويا.. عليكم أن تدركوا أن فيصل لن يسجل الأهداف أو يمنعها هو يعمل لتهيئة الظروف الفنية لجميع ألعاب النادي والتوفيق بيد الله في النهاية.
فريق قوي ومنافس
عودة النصر للمنصات وتحقيق البطولات هي التحدي الأكبر الذي قد يتكرر على الرئيس الجديد بل هو عنوان النصر في كل الإدارات..كيف تعالجون هذا الأمر؟
- البطولات هدف الجميع، وعندما يكون النصراويون يطالبون بها فليس غريبا لأن ناديهم عالمي وبطل..لكن يجب أن ندرك أن تحقيق البطولة يحكمه وقت وقبل ذلك المهم أن يكون فريقا قويا ومنافسا، بعد ذلك البطولات بيد الله..قد لا تتحقق وأنت قوي وقد تأتي من أسهل الطرق لكن المهم والثابت أن يكون الفريق قويا ومنافسا دائما وقريبا.
لماذا تركز على مصطلح القوة؟
- لأن الفريق القوي يضع لنفسه شخصية قوية تمنحه من الهيبة ما قد تعوض أحيانا كثيرا من النواقص، نحن في النصر وصلنا إلى مرحلة شعرنا باستهانة بنادي النصر لكن الأمر الآن تغير نحن في تحسن ملموس..في العام قبل الماضي حققنا بطولة،وفي العام الماضي لعبنا على نهائيين،وفي هذا العام نملك فريقا خطيرا وأمامه فرصة كبيرة لأن يحقق بطولة على الأقل ويحجز مكانه في بطولة آسيا القادمة، نحتاج الآن للوقوف مع الأمير فيصل بكل طاقاتنا ونعمل على تنظيماتنا للعام القادم من الآن وأنا واثق من وقوف رجال النصر وعلى رأسهم الأمير تركي بن ناصر رئيس هيئة أعضاء الشرف والأمير منصور بن سعود رئيس المكتب التنفيذي ونائبه الأمير طلال بن سعود وجميع أعضاء الهيئة الذين نتشرف بهم، وكذلك رجالات و جماهير النصر الكبيرة والغالية على قلبي، وهؤلاء جميعا هم من سيضع النصر في مكانته الطبيعية ولا يجب أن نرمي بالثقل على كاهل فيصل فقط ونحن نتفرج، فمن لا يستطيع الوقوف ماديا يقف معنويا والذي لا يستطيع على الاثنين نرجو منه أن يسكت فقط.
سمو الأمير لماذا الضغط يأتي من داخل النصر أكثر من خارجه؟
- لأننا في النصر نشاهد ونركز على الأخطاء والسلبيات ولا نشاهد الايجابيات..كل عمل في الدنيا فيه إيجابيات وسلبيات ومن يعمل لا بد أن يكون عنده الأمرين.
إلى أين تتوقع أن يصل فيصل بن تركي بالنصر؟
- بإذن الله إلى الأفضل..في يوم الجمعية العمومية لم أقل له مبروك بل قلت له (الله يعينك ويوفقك) لأنني أعلم أن الحمل ثقيل وهناك الكثير سيظهر منظّرا ومنتقدا ومادحا حسب الظروف القائمة دون إدراك للعمل الكبير الذي على كاهل الرئيس، ثقتي في فيصل كبيرة وثقتي في أعضاء هيئة الشرف وجماهير النادي كبيرة للوقوف مع الإدارة والعمل للكيان وليس للأشخاص.
يرد على كوزمين
دعنا سمو الأمير في ختام هذا الحديث نخرج عن موضوع الرئاسة وأسألك عن رأيك فيما قاله المدرب الروماني كوزمين من أنه يفضل الاعتزال على تدريب فريق النصر في يوم من الأيام؟.
- بالنسبة لكوزمين مدرب جيد لكنه ليس المدرب الخارق الذي سأطارده ليدرب فريقي.. أقول له.. مثل هذا الحديث لا يصدر عن مدرب محترف وعاقل فمن أقل حدود اللياقة الاحترام للآخرين وأطمئنه أن النصر بعد فعلته التي طرد بسببها من البلاد لن يبحث عنه في يوم من الأيام ولن يفكر فيه مجرد التفكير، لقد أحضرنا أفضل منه وفي القادم سنحضر الأفضل..نصيحتي له الاهتمام بعمله مع فريقه وتحسين صورته الاحترافية وترك الآخرين في شأنهم.