Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/03/2010 G Issue 13683
الثلاثاء 30 ربيع الأول 1431   العدد  13683
 
بصريح العبارة
المنشطات.. والقنابل الموقوتة..!!
عبدالملك المالكي

 

لم أشأ الحديث عن آفة المنشطات لتكرار حديثي في السابق عنها، لولا أن طلب مني عدد من الزملاء إجلاء شيء من الالتباس حول الموضوع من جانبه (التوعوي التثقيفي), ولعل مكمن (اللبس) في هكذا موضوعات يظل محصوراً في زاوية (نقص المعلومة) وليس غيابها بالكامل، فالمراجع (المعرفية) المعربة كثيرة ولا ينقصها سوى (الاطلاع) المرتبط بدوره بشح (القراءة)، وأقول (شح) لأننا أمة (اقرأ) التي أنابت غيرها بعد ترك أهم مفاتيح المعرفة للقيام بدورها الذي أمرنا الله جل شأنه في أول (كلمة) نزل بها الوحي على نور الأمة وهاديها نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.

** ولعل أمر القراءة هنا لم يقف عند التثقُّف في جانب (المنشطات) بالمطلق، بل امتد ذلكم إلى هجر (أهل الشأن) والمعنيين مباشرة بهذه الآفة.. وهم الرياضيون الممارسون لكافة الألعاب الرياضية التابعة في قالبها (الرسمي) للوائح وتنظيمات ومعايير (منظمة) للعمل الرياضي التنافسي (النقي) الخالي من أي شائبة، وتبعهم تهاوناً في ذلك (الهجران) الإداريون ورؤساء الأندية والأجهزة الأخرى، وصولاً لبعض المنتمين للإعلام بكافة وسائله..!!

** وحتى نحقق مرتبة (سد الرمق) فقط في هذا الجانب، دعوني أسأل بلسان حال غالبية الشارع الرياضي، علّها تُجمل الفائدة من باب خير الكلام ما قل ودل.. وأملاً في ألا تظل (المنشطات) في دائرة القنابل المؤقتة حتى بعد مضي عقدين من زمن الاحتراف في المملكة.. فما هي المنشطات.. ولِمَ نعتبرها (آفة).. وهل هي فعل (مخجل) لذاته.. أم للعرف والشرع رأي في إلحاق العار بمتناولها.. ومتى نصف من تناول المنشطات بالمتعاطي.. وهل للمنشطات ارتباط بالمخدرات؟.. ثم نعرج على جانبها التنظيمي.. ونتساءل: هل هناك لوائح منظمة لعملية (الكشف) عن المنشطات.. أم أن الكشف وعمل الاختبارات للاعبين تظل (مزاجية) متى ارتأت اللجنة انتقائياً إجراءها؟

** وعن ذلك كله أقول ابتداءً إن المنشطات تُعرف بأنها كافة المواد التي إذا ما ثبت تناولها من قبل الرياضيين قبل أو أثناء (المنافسات) يُعاقب عليها بنص لائحة اللجنة الأولمبية الدولية، وتشمل ثلاثة أقسام.. أولاً: (العقاقير DRUGS) المنبهة للجهاز المركزي العصبي والمهدئة له، و(الهرمونات البنائية ANABOLIC STEROIDS) و(الهرمونات الببتيدية PEPTIDE HORMON) و (المدرات DIURETCS).. ثانياً المنشطات الصناعية وتشمل: (التنبيه الكهربائي للعضلات SITMULATION MUSCUAR) و(التنشيط بالدم BLOOD DOPING).

وأخيرا (المجاميع الدوائية ذات الاستخدامات المحددة DURGS USED UNDER CERTAIN RESTRICTION)، بقي أن أشير

إلى أن المنشط يُطلق على كل مادة أو دواء يدخل الجسم وبكميات غير اعتيادية لغرض زيادة الكفاءة البدنية للحصول على إنجاز رياضي أعلى بطرق غير مشروعة.. وتاريخياً عرفت عند قبائل غرب إفريقيا باستخدام مادة ال DOP.. وهي خليط من الكولا والأيفدرين.. وهو من الأمفاتمين المنبة للجهاز العصبي، وكذلك قيل بأن الفراعنة أول من استخدم المنشطات وصولاً لاستخدام الألمان والإنجليز تاريخياً خلال الحرب العالمية الثانية بُغية رفع لياقة الطيارين.. ثم استخدمها الرياضيون في النصف الثاني من القرن العشرين.. مما تسبب في حدوث وفيات أثناء المنافسات الرياضية, الأمر الذي أدى ابتداءً بتحريم استخدامها في المنافسات الرياضية.

** فهل نعتبرها (آفة) ولِمَ؟.. والإجابة بالتأكيد نعم، وذلك لخطورة استخدامها كجرعات دوائية أكثر من المسموح بها طبياً.. مما يُحدث حالات مرضية ومضاعفات كثيرة اجتماعية ونفسية وعضوية، وغير خافٍ في ذات المقام البعد التربوي ممثلاً في الخروج عن القيم والأخلاق الرياضية السامية والشرعية قال تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.. وبذا تظل فعلاً مخجلاً لذاتها وللعار الذي تُلحقه بمتناولها عن عمد و ترصُّد، ولعل تناول المنشطات من قبل الرياضي لمرات متعاقبة ينقله من المتناول لصفة المتعاطي حين يغدو مدمناً لاستخدام المنشطات.. ليبقى التساؤل حول ارتباط المنشطات بالمخدرات أشير إلى أن ذلك يعود لأصل المادة المنشطة طبقاً لتقسيماتها الرئيسة الثلاثة المشار إليها فمثلاً (الأمفيتامينات AMPHETAMIN).. وهي من العقاقير المنبهة للجهاز العصبي المركزي.. ومن أنواعها حبوب الكبتاجون أو (الأبيض) المصنف كمخدر, ولذا نجد أن (التغليظ في العقوبة) يتناسب طردياً مع ضرر المادة المنشطة.

** ليبقى عليّ سؤال يطرح (همزاً ولمزاً) في كثير من الأطروحات في جانبها التنظيمي.. لنتساءل هل هناك لوائح منظمة لعملية (الكشف) عن المنشطات أم أن الكشف وعمل الاختبارات على اللاعبين تظل (مزاجية) متى ارتأت اللجنة إجراءها؟.. وهنا أقول ويشهد الله جل شأنه إنني لا أريد جزاءً و لا شكوراً على شهادة (حق) أسترعي أمانتها يوم العرض، شهادة تقول إن اللجنة السابقة وبحكم قربي (الشخصي) من رئيسها وفريق عمله أنها كانت أنموذجاً مشرفاً للعمل الوطني (المسؤول)، وذات القول ينطبق على اللجنة الحالية ورئيسها وفريق عمله، فلا انتقائية ولا تفريق بين (زيد وعبيد).. بل عمل (احترافي) أدعو الجميع وبخاصة (المشككين) في آلية عمل اللجنة بالعودة إلى النصيحة التي بدأت بها مقالي هذا وهي: (القراءة) والتثقيف في هذا الجانب عبر الاطلاع على لوائح وتنظيمات عمل اللجنة السعودية للكشف عن المنشطات (المطابقة) للوائح اللجنة الأولمبية الدولية.

والله تعالى من وراء القصد.

ضربة حرة..!!

شر الناس من لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد