Al Jazirah NewsPaper Friday  19/03/2010 G Issue 13686
الجمعة 03 ربيع الثاني 1431   العدد  13686
 
نصف الكأس
رخصة (متكلفة)!
فهد الغريري

 

أحاول أحياناً أن أبحث عن مبررات لبعض القرارات وفق ما عرفته عن العقلية الإدارية التي تحكم بعض مؤسساتنا، والتي تقول دائماً إننا الأفضل مقارنة بغيرنا! فمثلاً حين صدر قرار ارتفاع رسوم الرخص إلى 400 ريال بدل من 75 ريالا، إليكم المميزات التي تقدمها الرخصة العظيمة.

تنظيم رائع للمرور لا تحدث فيه أي اختناقات في طريق الملك فهد أو خريص و(لا يهون) (كبري الخليج العظيم) على وزن سور الصين العظيم إغلاق المخارج والمداخل في هذه الطرق لا يتم حسب التصانيف فهناك أوقات محددة ومعلومة، ولا يتم باستخدام سيارة دورية تقف على المدخل بل بحواجز مبرمجة آلياً، وعندما يحصل حادث في أحد هذه الطرق فإن المرور يستخدم الدراجة النارية وقد يتطور الأمر إلى استخدام المروحيات إذا كان هناك إصابات للوصول بسرعة إلى مكان الحادث وإخلاء الطريق لفك الاختناق فلن تشاهد أبداً سيارة المرور تمسك السرا وسط الزحمة حالها حال سيارات الخلق. من المميزات أيضاً أن رخصة بهذه التكلفة لا يحصل عليها السائق إلا بعد دراسة وتدريب وفق أحدث الوسائل والتقنيات وفي مدارس قيادة متطورة فتضمن أن كل من يسوق معك في الشوارع سيكون سائقاً متمكناً محترماً للأنظمة والقوانين.

دفعك لرسوم هذه الرخصة المتكلفة سيضمن لك أن المرور سيوقف جنديا في كل شارع ليعاقب كل من يعرقل سيرك سواء ممن يحتلون المسارات اليسرى ويمشون على بيض، أو من يتكومون أمام الإشارات بسياراتهم، أو من يغلقون المخارج المتجهة لليمين في منافذ الدائري أو أولئك الذين يغلقون الشوارع أمام المطاعم فإذا بشارع مثل الستين ذي الأربعة مسارات يتحول بقدرة قادر إلى نصف مسار أمام مجموعة المطاعم، ولا يهون شارع الاتصالات في المرسلات.وأخيراً فإن هذه الرخصة ستضمن المساواة في تطبيق الأنظمة والعقوبات بين المواطنين سواء أصحاب الدداسن أو حتى أولئك الذين يتبخترون بالبانوراما المظللة بالكامل حتى زجاجها الأمامي.

أما من احتجوا عند العدول عن هذا القرار والعودة إلى التسعيرة القديمة بعد أن تم تطبيق القرار وتحصيل الرسوم لفترة من الزمن كون هؤلاء المحتجين قد تضرروا من مسارعتهم إلى تجديد رخصهم وقتها، فلم أجد مبرراً لاحتجاجهم لأن اتخاذ القرارات والعدول عنها أصبح عادة، والمثل الشعبي يقول: (من ترك عادته قلت سعادته) فهل تريدون للمرور أن يحرم من السعادة التي عاشتها كثير من الجهات الرسمية الأخرى قبله؟ بالتأكيد لا، لأنه سيفضل اتباع العادة، رافعاً شعار: من رخصتكم!



fahadag@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد