العمل الخيري عمل حركي ديناميكي يحتاج لأن يتفاعل ويتعامل مع كل نقلة حضارية بما يتناسب وإياها، فبدأ من وضع الريال باليد كصدقة خاصة مراعاة لحال المحتاج الذي يطلب الستر والعافية، ويسأل الله الاغتناء والاكتفاء عما في أيدي الناس، والباذل ينشد الإخلاص حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. نجد أن الحال مع الثاني ما زالت بإذن الله باقية. أما الأول فقد تطور أسلوبه وتنوعت حاجته دون الدخول في نيته، فكانت الجمعيات الخيرية واسطة خير بين الباذل والمحتاج، تقوم بتلك المهمة خدمة للباذل وتحديداً لمعنى الحاجة ليكون الريال حيث أراد صاحب المال، فانتهت تلك الحقبة التاريخية بما يتناسب مع ظروفها ومتطلباتها، فارتقت الجمعيات لتضطلع بمسؤولية الارتقاء بالسائل والمحتاج، فعقدت لذلك الندوات وأقامت الورش والدورات لتصل من خلالها إلى المساهمة في إغناء الفقير ما دام سائراً على وجه الأرض، وبدلاً أن يسأل الجمعيات أعطوه أو منعوه جعلوا من الفأس والحبل الاحتطاب ومن ثم البيع سنة تحتذى على هدي سيد الورى صلى الله عليه وسلم، فتنوعت الأنشطة وارتقت الخدمة لتشمل مناحي متعددة من الحياة، لتصبح الجمعيات منارات خير تفتح أكثر من طريق وتنير درب من أراد الاغتناء والاكتفاء، وتحدد مدى الحاجة في المجتمع الكبير، وتساهم بجزء من تطلعات ولاة الأمر واهتماماتهم مستحضرة في هذا أهمية الإفادة من الغير، فسعت لتكون حاضرة في كل محفل، ومقيمة لكل منشط تسهم من خلاله بتحقيق تلك الآمال والتطلعات. وما قيام جمعية الملك عبدالعزيز النسائية ببريدة بتنظيم ملتقى نسائي يضم الجمعيات النسائية بالمملكة ويستضيف الخبراء في الشأن الاجتماعي إلا مثالاً حياً على ما ذُكر. وإن كان لي من وقفة أخيرة في هذا، فهي تهنئة خاصة لرائدة النشاط النسائي في المنطقة سمو الأميرة نورة بنت محمد آل سعود، ومن ثم لرئيسة مجلس إدارة جمعية الملك عبدالعزيز النسائية الأستاذة الجوهرة بنت محمد الوابلي، ولجميع العاملات في الجمعية، على رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذا الملتقى الذي نؤمل أن يكون على مستوى الرعاية والجهود المبذولة. وجمعية البر الخيرية ببريدة (بر) يسعدها ذلك وتشرف بتحقيق المشاركة وذلك لاتحاد الهمم والاهتمام والهدف.