هل يمكن للكاتب أن يكون ملمَّا بكل شيء؟ وهل تعني قدرته على الوصف والتحليل وتلاعبه بالألفاظ -مثلا- أن يحق له الحديث في كل شيء وعن أي شيء؟
سؤالان يبرزان كثيرا لمخيلتنا بُعيد قراءة ما لا يمكن أن يصدَّق من مقالة ذلك الكاتب أو عمود تلك الكاتبة؟ وبالتالي، فهما أقرب للاستنكار منه للتساؤل الباحث عن إجابة لا تصدق هي الأخرى!
المؤسف هذا ما يحدث! الموجع أيضا! خاصة حين تصدر تلك الكلمات فقط للإثارة، والأخطر لبغية الشهرة حتى لو جاءت تلك الآراء مخجلة ومعيبة ونقطة سوداء في حياة امرأة مثلا مما يحيلها لجانب الفضيحة أكثر منه لحرية الرأي، خاصة حين تعارض أمرا إلهيا وحكما من أحكام الشرع المطهر. أحيانا أتمنى أن يئد الناس، وبخاصة من لهم كلمة ورأي في المجتمع، تلك الآراء بتجاهلها، ذلك أن إعطاءها بعض الأهمية يعني أن يتحقق ما يصبو له أصحابها فيشتهر ويعلو اسمه أو يعلو اسمها!!
بغض النظر عن درجات السلم: أكانت مكسورة ومشوهة أم سوداء كريهة المنظر! كلنا سمعنا وقرأنا عن تلك التي تطالب بأزواج أربعة؟
في جرأة غير مسبوقة حتى اللاتي وصلن لأقصى درجات الحرية في عالم اليوم! وفي العالم الحر فضلا عن العالم المحافظ!
طيلة سنوات إقامتي في أمريكا التي أحسبها طويلة كافية للاطلاع على مجتمعهم ورصد ظواهره وواقعه وخاصة واقع المرأة، وأجريت مقابلات عديدة مع نساء كثيرات من مختلف طبقات المجتمع وحاصلات على مختلف الدرجات العلمية أو ربات بيوت حكين عن آرائهن وقصصهن وقصص من يعرفنهن ضمنتها كتابا كاملا لم تتجرأ إحداهن على المطالبة بأن يضاف لها في حياتها وعلاقتها ثلاثة رجال!! وإن حكين عن تلك التجارب رأين أنها معيبة في حق المرأة وتنافي الإخلاص للزوج أو حتى الصديق (الواحد في حياتها) ولو كانت تخونه لا تتجرأ على الاعتراف أو حتى المطالبة بأحقيتها في عدة عشاق لأن زوجها أو صديقها يفعل ذلك فضلا عن الأزواج! وإن حدث كان مستهجنا من قبل الجميع ومنها ذاتها! على الرغم من الفوضى الأخلاقية لديهم وعدم استهجان العلاقات خارج الزواج لكن لم يقلن ما يخالف الفطرة الإنسانية ويطالبن به، بل إن غاية أمنياتهن أن تحصل الواحدة منهن على زوج واحد تبني معه أسرة طبيعية وتنجب منه وتتمسك به حتى لا يهرب ويتركها تربي الأبناء وحدها! وما أكثر الصيحات التي سمعتها منهن عن مآسي حريتهن ومجتمعهن ومطالبتهن بأن تعود الحياة طبيعية كما كانت من قبل.. السؤال الأهم:
من يحاسب تلك الأقلام الشاذة؟ ويقي المجتمع من خطرها؟ثم كم من السنوات مضت بين رأي (أبي حقي) على قناة تلفزيونية قالتها، وبين أن تقول أنا وأزواجي الأربعة؟دعوة للنقاء فيما نكتب، فغداً حساب عظيم بين يدي الخالق تبارك وتعالى.. نسأل الله أن يغفر لنا ويهدينا والمسلمين أجمعين.