Al Jazirah NewsPaper Friday  19/03/2010 G Issue 13686
الجمعة 03 ربيع الثاني 1431   العدد  13686
 
أزمة البيئة؟
د. زيد بن محمد الرماني

 

تكاد تجمع الشواهد على أن كل عصر من العصور له قضية تفرض نفسها، ومن ثم تشغل عقول المفكرين.

وقضية هذا الزمن هي قضية التلوث البيئي التي تمس الإنسان في كل كيانه وآماله ومستقبله، وعليه اعتبرت من أبرز وأخطر قضايا هذا العصر التي يصعب تأجيل الاهتمام بها لما تمثله من تهديد اقتصادي واجتماعي وبيئي للبشرية.

لقد شهد النصف الثاني من القرن الماضي اهتماماً متزايداً بالبيئة، باعتبارها الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منها على مقومات حياته من غذاء وكساء ومأوى.

يقول الدكتور أحمد النكلاوي في كتابه: (أساليب حماية البيئة العربية من التلوث): لقد أدت ظاهرة التلوث البيئي واستمرارها إلى تقلص الإحساس بالأمن البيئي، وبخاصة داخل المدن والمراكز الحضارية التي شهدت أكثر من غيرها الآثار السلبية وما فرضته على ساكنيها من أزمات.

ومن أبرز العلامات الدالة على الاهتمام بأزمة البيئة المتمثلة في ظاهرة التلوث الآتي:

1 - ازدياد أعداد الأبحاث والدراسات والتحليلات التي سعت إلى إثارة الانتباه لما تتعرض له البيئة من آثار مدمرة.

2 - انشغال المحافل الدولية والمنظمات العلمية بعقد الندوات والمؤتمرات التي وضعت في صدر اهتماماتها مشكلات البيئة وقضاياها الجوهرية على الحياة الاجتماعية.

3 - تزايد الوعي الوطني بخطورة أزمة البيئة وطبيعتها وانعكاساتها على المستهدفات التنموية والوجه الحضاري للأمة.

ولقد أخذ الوعي يتبلور في السنوات الأخيرة فيما يتصل بضرورة تناول البيئة تناولاً تكاملياً، باعتبارها منظومة عناصر وشبكة معقدة ومركبة من مجموعة من المتغيرات. ولقد أخذت تلك النظرة تتبلور على نحو معين، حيث أخذ ينظر إلى أزمة البيئة ومشكلاتها الناشئة عن ظاهرة التلوث على أنها في الأساس أزمة إنسان وليست أزمة مكان.

ومؤدى ذلك أن أزمة البيئة تجسد مشكلة إنسانية في ضوء المدخل الإنساني ترتبط بالمكون الكلي لسلوك الإنسان وعلاقاته بالمكان وموقفه من عناصره الذي هو أهم عناصره.

ومن ثم، يتعين أن نبدأ فهم الإنسان كي نفهم المكان، وذلك بالتدخل في حماية ووقاية الإنسان ليصبح عنصراً داعماً لأدواره في الإنتاج والبناء والإبداع.

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد