Al Jazirah NewsPaper Friday  19/03/2010 G Issue 13686
الجمعة 03 ربيع الثاني 1431   العدد  13686
 

خلجات الوجدان عند تذكر الأوطان!!
د. علي الحماد

 

إذا مر ذكر (بلدك) في وسائل الإعلام الأخرى فلا أعتقد أن هناك مواطنا إلا ويستثير انتباهه، ويعي ما قيل في بلده (إن حسنا فحسن، وإن سيئا فسيئ) أي يغض النظر عن روح الموضوع.

فإذا مر ذكر (بلدنا) ونحن خارج الوطن، نشعر أن الموضوع يعنينا ويخصنا وأننا جزء منه.

(إن خيراً فخير، وإن شراً فشر)!!

فبلد الرجل جزء من كيانه، وقطعة من وجدانه، إذا مرض جزء منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى!!

بلادي وإن جارت علي عزيزة

وقومي وإن ضنوا علي كرام

وهي بحمد الله لم تجُر وقومي لم يضنوا!!

أما إذا نال نائل من بلادك، أو حط حاقد من جنابها، خصوصاً حين تكون خارج البلاد فإنك تشعر بأنك تنتفخ أوداجك، وتتتابع نبضاتك!! وأنا أعلم أنه سيقول السفهاء من الناس هذا تملق، أو نفاق، أو تصنع، أو رياء!! ووالله ليس كذلك فهي مشاعر تغمره سواء من هذه البلاد أو غيرها...

كم منزل في الأرض يعشقه الفتى

وحنينه أبداً لأول منزل!!

ورحم الله الشافعي حين قال عن بلده:

سقى الله أرضاً لو ظفرت بتربها

كحّلت به من شدة الشوق أجفاني!!

هذا قول الشافعي الفقيه الإمام.. الذي أحد تلاميذه إمام أهل السنة والجماعة (أحمد بن حنبل..) أ. هـ.

إذاً فقولي ليس بدعاً من القول!! علماً بأن بلاده ليست بلاد الحرمين، ولا مهبط الوحي، ولا قبلة المسلمين، ولا ولد، وبعث وقبر فيها سيد الأنبياء والمرسلين!!

يقول العلماء: حب الأوطان دليل الشهامة والوفاء.

إنني أهيب بكل مواطن أن تكون هكذا مشاعره تجاه بلده!! وربما يقول قائل: لم تأت بجديد فهذه هي مشاعرنا بل أكثر!!

فأقول عسى أن يكون كذلك.. وقال الشافعي أيضاً:

إن الغريب له مخافة سارق

وخضوع مديون، وذلة موثق

فإذا تذكر أهله وبلاده

ففؤاده كجناح طير خافق!!

وسبب هذا المقال أنني كنت أشاهد التلفاز خارج البلاد فمر ذكر (السعودية) وكان إذ ذاك الريموت بيد أحد الجالسين فلم يتوقف!!، فقلت له ارجع ارجع ارجع!!! فرجع وسمعنا الخبر.. والحمد لله.

إن حب البلاد دليل على الوفاء والنبل.. ويبقى حب بلادنا يسري في عروقنا... ونطيش فرحاً إذا سمعنا شيئاً يعزها ويشرفها!! ونحتال جذلاً ونتقازم خجلاً، ونتكاسف أسفاً إذا سمعنا شيئاً يشوه صورتها، أو يحط من قدرها!!

وبلادنا بحمد الله يتقرب إلى الله بحبها كونها تتميز بخصائص ذكرنا طرفاً منها...

وللأوطان في دم كل حر

يد سلفت، ودين مستحق!!

فالدفاع عنه واجب والموت في سبيله شهادة.

وإن شئت أن تعرف مقدار بلدك فانظر إخوانك المشردين في مشارق الأرض ومغاربها!!

وقل الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله لتكون من الحمادين الذين قال عنهم صلى الله عليه وسلم إنهم أول من يدخل الجنة كما في صحيح مسلم: (أول من يدخل الجنة الحمادون)

قال: شراح الحديث: إنهم الذين يحمدون الله في السراء والضراء.

محافظة رياض الخبراء


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد