Al Jazirah NewsPaper Friday  19/03/2010 G Issue 13686
الجمعة 03 ربيع الثاني 1431   العدد  13686
 
إنسانية الملك عبدالله
د. محمد بن عبدالله الشويعر

 

يبرز القادة والعظماء عادة عندما تشتد الأزمات، وتتعقد الأمور، وتحتاج تلك الأزمات إلى رجال مواقف أشداء يستطيعون أن يواجهوا تلك المواقف بكل قوة وصلابة.

الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - يُعدّ في هذا العصر واحداً من القادة العظماء بسبب مواقفه النبيلة التي تدل على إنسانيته وعطفه وحبه لشعبه.

والشواهد كثيرة على عطف الملك عبدالله وإنسانيته - حفظه الله -، ونخص بذلك القرار التاريخي الذي صدر عقب حوادث سيول جدة الأخيرة، التي أودت بحياة المئات من المواطنين والمقيمين، ودمَّرت الممتلكات والمنازل.

إذ بحجم تلك الكارثة التي حدثت في جدة أصدر الملك - حفظه الله - قراره التاريخي بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة؛ لدراسة جوانب تلك المشكلة كافة، ومحاولة التعرُّف على المتسبب الأكبر في هذه الكارثة.

كذلك أمر - حفظه الله - بتخصيص مبلغ مالي كبير لكل متوفى في هذه الكارثة، وتعويض المتضررين من تلك السيول.

والملك عبدالله - حفظه الله - كان معاصراً لوالده الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وقد تشرَّبَ الملك عبدالله - حفظه الله - جُزءاً كبيراً من سياسة وحزم وعطف والده وإنسانيته.

وقد حدثت أحداث كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية في عهد المؤسس للدولة، ومن هذه الأحداث يذكر أحد المؤلفين المعاصرين للملك عبدالعزيز أنه في شهر ربيع الأول من عام 1360هـ اجتاح مكة المكرمة سيل عظيم، أحدث أضراراً مادية كبيرة في الدور والممتلكات، وعندما علم الملك عبدالعزيز بأخبار تلك السيول وما أحدثته من أضرار أصدر - رحمه الله - أوامره بتعويض المتضررين، وذلك بتخصيص مبلغ مالي كبير لتعمير منازل الفقراء المتضررين من السيول، كما أصدر أوامره أيضا بتعويض من فقدوا أمتعتهم أو جزءاً من أغراضهم بمبلغ من المال يقدَّم لهم.

وكانت عاطفة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وردة فعله السريعة لتعويض هؤلاء المتضررين نابعة عن حبه لشعبه وحرصه على معالجة مصائبهم سواء كان عيناً أو نقداً، ومشاركته في تخفيف الخسائر التي أحدثتها تلك السيول على هؤلاء المتضررين.

وإنسانية الملك عبدالله - حفظه الله - إنما هي تواصل وامتداد لإنسانية والده - رحمه الله - حيث يعيد لنا التاريخ أحداثاً مأساوية حدثت من قبل وتمت معالجتها وتضميد جراحها من قبل الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وما فعله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله - من تضميد للجراح ومواساة الأهالي المفقودين إنما يشابه ما فعله والده الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، وهذا التشابه في الفعل يجعل الملك عبدالله في مصاف الملوك العظماء؛ لأن أفعاله التي يقدمها - حفظه الله - فيض إنسانية وعطف، واستجابة لتوجيهات دينه خدمة لأبناء وطنه.

حفظ الله بلادنا من الكوارث والفتن، إنه سميع مجيب.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد