Al Jazirah NewsPaper Sunday  21/03/2010 G Issue 13688
الأحد 05 ربيع الثاني 1431   العدد  13688
 
ضمن مشاركة تعليم البنات في العرس التراثي
فتيات منطقة القصيم يرسمن لوحات انتماء تجسد الوطن وتراثه

 

بريدة - بندر الرشودي

استلهام التراث ومحاولة الوقوف على إيجابياته من ضروريات الحياة المعاصرة، وذلك لتأتي خيوط الاتصال معقودة ما بين الماضي والحاضر وتندفع معاني الأصالة والمعاصرة، لتبني قاعدة أمنية للانطلاق بالحاضر إلى المستقبل بإذن الله، ولهذا نرى الأمم والشعوب تتسابق فيما بينها لإحياء تراثها ودراسة أخباره ومناقشة أحواله لتستضيء به في مسيرة أجيالها وحياتها، وهل هناك من شعب أو أمة يزخر تراثها وحضارتها بما ازدهرت به حضارتنا العربية على عدة قرون من تاريخ العالم البشري؟

وقد شاركت الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم في المهرجان ضمن خطتها السنوية التي تحرص من خلالها على الحضور الفاعل في هذه التظاهرة الكبيرة من خلال جناح منطقة القصيم وجناح وزارة التربية والتعليم وذلك بعروض ومجسمات أبدعت في نسج ملامحها بنات القصيم اللاتي جسدن التراث الأصيل والحاضر المزهر وأبدين تفاؤلهن بمستقبل مشرق لمملكة الإنسانية.

الجزيرة استطلعت آراء قيادات ومنسوبي تعليم البنات بالقصيم حيث تحدث في البداية مدير عام التربية والتعليم للبنات بمنطقة القصيم الدكتور عبدالله بن ابراهيم الركيان قائلا: التراث هو نتاج الحضارة الإنسانية، ووعي التاريخ وحضوره في كياننا، وله خاصية الفعل والتأثير في حياتنا، وعلى أفكارنا ومفاهيمنا وتصوراتنا، وهذا مؤشر على الغنى التراثي لكل منطقة، والدور الذي تقوم به في رفد مسيرة الحضارة الإنسانية.

وتجسيداً لذلك أولت الرعاية الملكية الكريمة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) الأهمية القصوى لربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير الذي يشكل جزءاً كبيراً من تاريخ البلاد، وقد ذللت حكومتنا الرشيدة الصعاب، ووضعت جميع الإمكانيات اللازمة في مختلف القطاعات الحكومية رهن إشارة القائمين على تنظيم هذا المهرجان لتتسابق جميع القطاعات على المشاركة في النشاطات المعتمدة كل عام بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وتأتي مشاركة الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنات بمنطقة القصيم سنوياً في هذا المهرجان حرصاً منها على التواجد المستمر في هذه التظاهرة الثقافية العالمية، ولإبراز المنجزات الوطنية واستعراض تطورها قديماً وحديثاً ولتعريف ناشئته وشبابه وفتياته بالنقلة النوعية التي يشهدها القطاع التعليمي منذ نشأته حتى هذا العهد الزاهر.

وفي الختام قال: ندعو الله مخلصين أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأن يمدهم بالصحة والعافية ليواصلوا مسيرة البناء والإصلاح وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وأن ينعم على المملكة بالمزيد من التقدم والازدهار والأمن والرخاء....

كما قال الأستاذ عبدالرحمن بن صالح الصمعاني المساعد للشؤون المدرسية بتعليم بنات القصيم: إن هذا المهرجان سيبقى بكل تفاصيله وفعالياته حدثاً وطنياً، وتظاهرة تراثية وثقافية تكرس مفهوم التواصل بين الأجيال من خلال التأكيد على المحافظة وتشكيل الهوية، حيث يقدم هذا المهرجان إرثاً إنسانياً عريقاً، وقيمة فكرية وثقافية تتواصل مع المستقبل، وهو مع كل هذا أداة لتقديم محتوى تثقيفي عالي القيمة بالغ التأثير يستعرض ثقافتنا المحلية، وتاريخنا المشرق.

وبيّن الأستاذ صالح بن محمد اليحيى مدير الشؤون الإدارية والمالية أن مشاركة الإدارة العامة لتعليم البنات في هذه المناسبة يعد مفخرةً، وما كان هذا إلا بدعم وتوجيهات سعادة المدير العام، مباركاً لها هذا التميز، داعياً الله أن يديم عليها نعمة الأمن والأمان.

ووصف الأستاذ محمد بن فهد الحربي مدير العلاقات العامة والإعلام التربوي أن هذا المهرجان فرصةً لتعريف الأجيال بتاريخهم وماضيهم كي يبقوا متماسكين مع هويتهم، ويتفاعلوا معه بشفافية مؤثرة عاكسة في نفس الوقت مفهوماً يدعم الشعور بالانتماء للوطن من جهة وبادرة رقيقة لإشراك هذه الفئة في مناسبة حيوية كهذه.

وقال مدير مكتب المدير العام عبدالله بن عبدالعزيز التويجري: يتشرف تعليم البنات بالقصيم في المشاركة في هذه الاحتفالية السنوية لإبراز ما تقوم به المعلمة والطالبة والمرأة بشكل عام من جهود ونشاط في هذا المحفل الكبير الذي يمتزج فيه عبق الماضي المجيد لحضارتنا العربية الإسلامية الأصيلة بالحاضر المفعم بالأمل الصادق لإحياء هذه النهضة في مستقبل الأيام بعد طول غياب فهو بمثابة وقفة لاستذكار وتذاكر مآثر نهضتنا في ماضيها المشرق وتجديد ثوابت هويتنا الثقافية التي تداعت عليها المخاطر من كل حدب وصوب حتى خُشيَ عليها من الاندثار، وذلك من أجل أن تبقى ماثلة للعيان في أجيالنا القادمة التي ستتلقى مشعل الحضارة عما قريب لاستكمال مسيرة الإحياء والتجديد.

من جانبه عبّر الأستاذ عبدالله بن إبراهيم الزارع من إدارة العلاقات العامة أن العينان تسعد وهى ترى إرث الآباء والأجداد شاخصاً أمامها، وتشم منه عبق الماضي وأصالته وذكر الأستاذ فهد بن عبدالله الصمعاني من إدارة العلاقات العامة أن الكلمات تقف حائرةً أمام الحديث عن هذا التراث العظيم، والذي هو أصل الحضارة والثقافة.

وقال الأستاذ إبراهيم الوطبان من إدارة العلاقات العامة إن لجنادريتنا تاريخ وما أجمل تاريخها بدأت حكايتها خلال خمسة وعشرين عاماً وهاهي تسجل أروع مسيرة سيخلدها لها التاريخ.

وعلى الصعيد نفسه وصفت الأستاذة عائشة بنت حمد الأحمد المساعدة للشؤون التعليمية مهرجان الجنادرية.. قائلةً: إن مهرجان الجنادرية.. نهر متدفق يبحر فيه المثقفون على اختلافهم وتنوعهم.. اتسع باتساع العصر مجتازاً الإقليمية نحو ضفاف العالمية ليدخل مرافئ الفكر العالمي، وأسهم في إغناء التراث الثقافي الإنساني, وتجسير هوة عدم الفهم بين الحضارات وفي عدم إخلاء الساحة للتوجهات المعادية وللهجمات المغرضة لتستمر في تشويه صورة الإسلام والمسلمين والتجني على العقيدة السمحة.

وأفادت الأستاذة شريفة بنت عبدالعزيز الجمعة مديرة مكتب التربية والتعليم شمال بريدة أن منسوبات التعليم بمنطقة القصيم سعدن بهذه المشاركة في هذه التظاهرة العالمية، والتي لم تكن إلا بتوفيق من الله ثم بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، وبمتابعة فاعلة من لدن مدير عام التربية والتعليم الدكتور عبدالله بن إبراهيم الركيان، حرصاً منه على إظهار هذا الرمز التراثي على أكمل صورة.

وصرحت الأستاذة زينب بنت علي المرشد مديرة مكتب التربية والتعليم جنوب بريدة قائلة: إن لكل جانب من جوانب الثقافة التي نعيشها اليوم تاريخ طويل طبع بطابع ديننا الإسلامي الحنيف، عاش بعض أطواره جيل وغاب عن آخر، فجميل أن نطلع هذا الجيل والأجيال من بعده على أصول ثقافتنا عل ذلك يسهم في المحافظة عليها من الغربة.

وأفادت الدكتورة وفاء بنت عبدالله الرقيبة مديرة إدارة نشاط الطالبات أن جناح تعليم البنات يعتبر أحد الأركان الأساسية بما يحويه من أعمال مميزة تنسجها مدارسنا بأنامل فتية، تعبر عن موروثنا الشعبي والاجتماعي، نسعى من خلالها إلى تعميق صلة أبنائنا بالقيم الاجتماعية الأصيلة وربطهم بحياة الأجداد.

من جهتها عبرت الأستاذة نوال بنت عبدالله العجاجي مديرة إدارة التعليم الأهلي والأجنبي أن المشاركة في هذا التظاهرة الثقافية تعد شرفا لنا للتعبير عن فخرنا واعتزازنا بتراثنا الأصيل في القصيم خاصةً والمملكة عامة لرغبتنا في إبراز تراث آبائنا وأجدادنا وتخليده في ذاكرة الجميع.

وكما أشارت الأستاذة فاطمة بنت علي الزمام مديرة إدارة التربية الخاصة أن هذا المهرجان يقدم صورة مشرقة وجميلة عن واقع المملكة العربية السعودية الثقافي الحضاري ولبلادي الحبية دور متميز في كل المجالات وبخاصة فيما يتعلق بخدمة الفئات الخاصة التي أثبتت رغبتها في المشاركة بما لديهم من القدرة والاستعداد والطموح في هذا الإنجاز الوطني المتميز..

وأضافت الأستاذة هدية بنت خلف الجدعان مديرة المتابعة النسائية أن مشاركة الإدارة العامة في هذه المناسبة فرصة ثمينة لإبراز الموروث الفكري والاجتماعي لمملكتنا الغالية، وعرضه بصورة تتناغم مع الحاضر الزاخر بالعلم، والنهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا الحبيبة.

فيما قالت الأستاذة فوزية بنت عبيد الساري رئيسة قسم الفنية: إننا في كل عام وبشوق ننتظر مهرجان الجنادرية لما يحققه من نجاح متواصل وأخص بذلك جناح إدارة التربية والتعليم بمنطقة القصيم. وأتمنى للقائمين على المهرجان المزيد من النجاح والتميز.

وأشارت الأستاذة فاطمة محمد الصعب رئيسة قسم اللغة العربية إلى أن الجنادرية ما هي إلا ركيزة جوهرية للحفاظ على الهوية التراثية لماضينا وتذكير بعناصر ثقافتنا بما يتضمنه المهرجان من تقاليد وعادات وقيم تراثية يجدها المتتبع للجنادرية في كل عام تتمثل في المداومة على استشعار الهاجس التراثي الأصيل بوصفه عنواناً لهذا الوطن وداعماً لعناصر الثقافة المعاصرة. وأوضحت المشرفة أسماء بنت ناصر الوشمي من إدارة نشاط الطالبات أن هذا المهرجان يعد مناسبة وطنية يمتزج في نشاطاتها عبق تاريخنا بنتاج الحاضر الزاهر؛ ليؤكد على هويتنا العربية والإسلامية، ويرفع المستوى الثقافي لأبناء وبنات الوطن عن طريق إتاحة الفرصة لهم للمشاركة فيه. وبينت المشرفة سعاد بنت إبراهيم العتيق من إدارة التعليم الأهلي والأجنبي قائلة: ما أروع أن نعيش حاضراً مشرقاً تطرز سمائه المنجزات، وتعطر نسائمه

الإبداعات, رسمت لوحاته أياد سعودية تصنع الحاضر وتتمسك بالثوابت ويكتمل العقد حين نبرز ماضياً حفره آباؤنا في صخور التاريخ وزرعوه مجداً نستفيء بظلاله اليوم.

وذكرت المشرفة أسماء بنت سليمان الفريح من إدارة التعليم الأهلي والأجنبي أن مشاعرها لا توصف وتقزمت مشاركتها أمام مشاركات جميع منسوبات التربية والتعليم في هذه المناسبة، حفظ الله لنا وطننا العزيز، وقيمه، وتراثه الأصيل.

كما بينت المشرفة أسماء بنت حمد الغنام بمكتب جنوب بريدة أن هذا المهرجان يعبر ثقافياً عن شخصيتنا الوطنية التي تبلورت وتطورت على مدى عقود من الزمن، فميزة هذا الملتقى أنه يحمل رسالة وطنية واضحة تستند على اعتزازنا بتراثنا الثقافي ومورثنا الشعبي.

وأكدت المشرفة وداد بنت عقلا العنزي من قسم اللغة العربية أن هذا المهرجان يعد مناسبة تاريخية، ومؤشر عميق الدلالة على اهتمام قيادة المملكة العربية السعودية بالتراث والثقافة والقيم العربية الأصيلة. وحول هذه المشاركة عبرت مشرفات اللغة الإنجليزية مؤكدات أنهن يشعرن بالامتنان لمنحهن فرصة المشاركة في هذا الحدث الثقافي، حيث إن تمثيل تراث منطقتهن يعد شرف وسعادة لا توصف.

وفي هذا الصدد أضافت مشرفات الحاسب الآلي أن مهرجان الجنادرية كان وما زال عنوان الحضارة السعودية التي لا تغيب عنها شمس الأصالة، فهو دعم وتعزيز لتراثنا العربي المجيد.

وأضافت الأستاذة نشمية بنت صالح المطيري مديرة الثانوية السابعة والعشرين قائلة: إن مهرجان الجنادرية لم يعد يقتصر على ربط الماضي المجيد بالحاضر المشرق، بل تعداه إلى أبعاد ثقافية واجتماعية وأدبية ودينية وعلمية ليمثل لنا وسام شرف نعتز بحمله.

وأكدت الأستاذة هناء عباس البغدادي مديرة المدرسة الابتدائية الثالثة والأربعين أن مهرجان الجنادرية يجسد الماضي بتراثه الذي يشمل طريقة المعيشة، وطبيعة الحياة البسيطة التي كانت تشمل الأدوات والأواني، وطريقة الري والمأكل والملبس.

الأستاذة منيرة الناقي مديرة الابتدائية الأولى بالقرين التابعة لمحافظة رياض الخبراء أوضحت قائلة: إن لكل بلاد فنونه الشعبية، ولمملكتنا العزيزة تراث فني تميز بالعراقة والأصالة، ومن هذا المنطلق تأتي الجنادرية تحكي تراث أجدادنا العريق لذلك أولتها مملكتنا الحبيبة أهمية كبيرة.

وبينت رائدتا النشاط الأستاذة نورة الجمعة والأستاذة زينب الجمعة بمدرسة مجمع شعيب الحمر أن مهرجاننا اليوم ليس قرعاً للطبول وتشدقاً، وإنما هو مهرجان فخر لبلادنا وحضاراتنا،،، حضارة الدين والعلم والتقدم.

وأشارت الأستاذة حصة عبدالرحمن السعودي رائدة النشاط في الابتدائية الثالثة والأربعين إلى أن هذا المهرجان يأتي ليؤكد تلاحم المشاعر على ضفاف نبع حب الوطن مجدداً الحيوية والحركة والعطاء، فلنفخر بك يا وطن وليفخر كل مواطن داخل المملكة وخارجها بهذا الإبداع المتواصل.. وتحدثت الطالبة ريما الغنيم من الابتدائية الثالثة والأربعين تقول: بأني عندما ذهبت في العام الماضي إلى مهرجان الجنادرية أحسست أن عمري أكبر مما أنا عليه الآن.. لأني في لحظات وأنا أتجول فيها رأيت تراث آبائي وأجدادي بطريقة الحياة قديماً بأساليبها المختلفة، وكأني بالفعل موجودة معهم ووجدت حلاوة البساطة وعدم التكلفة في المعيشة.

الطالبة هلاله الرشيدي من الابتدائية الثالثة والأربعين قالت: فرحتنا بالجنادرية فرحة لا توصف، فالجنادرية ملتقى ثقافي تاريخي يجمع بين ماضي أجدادنا وحاضر آبائنا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد