Al Jazirah NewsPaper Sunday  21/03/2010 G Issue 13688
الأحد 05 ربيع الثاني 1431   العدد  13688
 
نوافذ
التقارب بين الحضارات
أميمة الخميس

 

ذكرت المدير العام لمنظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا في مقال لها نشر على موقع المنظمة حول اختيار 21 من مارس يوما عالميا للشعر. بأن التنوع الشعري العالمي هو شكل من أشكال الحوار، وصدى اللغة الشعرية العالمية بإمكانه أن يخترق الحواجز والسدود؛ لأن الشعر عبر التاريخ ظل هو عربة المعرفة التي من الممكن أن تخترق العالم محملة بتراث وثقافة الآخر.

ويبدو أن هذا الطموح هو الذي يتخلل معظم أنشطة منظمة اليونسكو لهذا العام، من خلال اختيارها 2010 كعام للتقارب بين الحضارات، وذلك عبر إيجاد أرضيات مشتركة تقف عليها الإنسانية بوجه العموم بعيداً عن التصنيفات والأفكار المتورطة بالتنميط، وأيضا هذا هو ملخص ما طرحته مديرة المنظمة أثناء لقائنا بها يوم الأربعاء الماضي أثناء زيارة خاطفة للسعودية بدعوة من سمو وزير التربية والتعليم.

وبوكوفا تبدو نموذجا للمرأة الجديدة القوية الواثقة من حضورها، وفي نفس الوقت مطوقة بروح العطاء والتفاؤل الأنثوية بجعل هذا العالم مكانا أفضل لعيش الأجيال القادمة، وذلك من خلال حوار الحضارات والاحتفاء بالتنوع والاختلاف كدلالة غنى وثراء وتنوع عالمي، وليس كمجال للانتقاص أو للتفاضل والتنابذ، وكان مركز الحوار الوطني قد أشرف على تنظيم هذا اللقاء من خلال جهود متميزة مقدما بعضاً من برامجه المنبثقة عن رؤية خادم الحرمين عن الحوار في مجالاته المحلية والعالمية، وتحديدا عن التجربة السعودية في هذا المجال من خلال السعي إلى الانفتاح على الآخر المحلي والعالم عبر مسافات حافلة بالقبول والتسامح والرغبة في التعايش.

الأجندة المتفائلة التي أشارت إليها السيدة بوكولفا أثناء زياراتها، والتي تنتظم العديد من مشاريع اليونسكو في مجال الثقافة والمحافظة على التراث، كما يبدو من خلال موقع المنظمة على الإنترنت، أيضا تفوقنا الوطني من خلال اختيار مدائن صالح الأثرية كجزء من التراث العالمي العام الماضي، وسعي السعودية العام القادم إلى جعل الدرعية منطقة تندرج في التراث العالمي، جميع هذا يجب أن يجعلنا أيضا أن لا نغفل عن الاهتمام الجدي إلى ما يحدث في مدينة القدس هذه الأيام من اعتداءات ضد المسجد الأقصى، وهي ليس فقط اعتداءات بل هي محاولة شرسة للإزالة والتذويب، نتج عنها الكثير من مظاهر العنف والتي تنذر بإعلان الانتفاضة الثالثة في الأراضي المحتلة.

في النهاية كانت تفاصيل الحوار مع السيدة بوكولفا وعدد من سفراء الدول الكبرى في اليونسكو يورق ويبسق كواحة واعدة، يحدوها أمل أن تتجاوز الجدران الأربعة والحصار النخبوي بين الأكاديميين والمثقفين، لتتجذر وتبسق في جميع تفاصيلنا اليومية عبر برامج ومشاريع قابلة للتطبيق على نطاق واسع.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد