Al Jazirah NewsPaper Sunday  21/03/2010 G Issue 13688
الأحد 05 ربيع الثاني 1431   العدد  13688
 
لكي لا يهربن مجدداً
فايز بن ظاهر العجيلي الشراري

 

بلغ عدد الفتيات السعوديات الهاربات من بيوتهن في عام 1428هجرية نتيجة العنف الأسري 850 فتاة. أما في عام 1426 هجرية فقد تم تسجيل 1334 حالة هروب لفتيات عانين ويلات العنف الأسري. هذا ما ذكره مدير مركز التنمية الأسرية في محافظة الأحساء الدكتور خالد الحليبي خلال محاضرته في ندوة للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أقيمت في قاعة الغرفة التجارية الصناعية بالأحساء مؤخراً والذي استند في ذلك على دراسة بحثية ميدانية نبهت إلى وجود مئات الحالات التي لم يتم تسجيلها بسبب طبيعة المجتمع السعودي والتي تنتهي بالمتضررات من العنف الأسري إلى إيثار الصمت على البوح بما يواجهنه من عنف أسري.. في حين أشار بعض المختصين إلى أن 70% من حالات هروب الفتيات كانت نتيجة تحرش جنسي. وما لفت انتباهي وأثار دهشتي هو ذلك الاستطلاع الذي أجرته جمعية حقوق الإنسان والذي أوضح أن 35% من حالات العنف الأسري كان سببها ضعف الوازع الديني!! رغم أننا نعيش في دولة مسلمة يتربى فيها الناشئة على المواد الدينية المكثفة طوال سنوات الدراسة، ناهيك عن البرامج الدينية التي تبث عبر وسائل الإعلام المحلية، إضافة إلى المحاضرات والندوات الدينية التي تقام في مختلف مناطقنا. هذا بخلاف خطب الجمعة والتي تقام أسبوعياً في مساجد المدن والقرى والهجر!!.

وهذا ما يجعل من تقييم تلك الأنشطة الدينية لمعرفة أثرها على المجتمع أمراً - في نظري - بات ملحاً.

مشكلة هروب الفتيات والتي نطلع على نسبها المرتفعة ونقرأ عنها في الصحف ووسائل الإعلام هي مشكلة خطيرة باتت تؤرق مجتمعنا السعودي ما يستوجب التوقف مليا عند هذه المشكلة لمعرفة أسبابها والعمل على معالجتها أو الحد منها على أقل تقدير. في نظري أن طبيعة مجتمعنا السعودي تتحمل نسبة كبيرة من مشكلة هروب الفتيات من بيوتهن. فلو نظرنا إلى أسلوب تعامل الأسرة مع الفتاة سنجد أنه يقوم على التهميش والقمع، حيث لا تستطيع الفتاة أخذ فرصتها في التعبير عن ذاتها وعن رغباتها المشروعة.

الفتيات السعوديات يعانين من أسلوب - القمع الأسري - والذي يغلق أبواب الحوار بين الفتاة وأسرتها ويصادر منها أبسط حقوقها المشروعة.

وهذا القمع الذي تعانيه الفتاة ليس مقصوراً على أبيها أو أخيها الكبير وإنما يصل إلى الأخ الأصغر والذي أتاحت له العادات والتقاليد قمع أخته حتى وإن كانت تكبره سناً!.

هذا القمع الذي تواجهه الفتاة في منزلها هو ما يدفعها إلى التفكير في الهروب من هذا المنزل، حتى الفتيات اللاتي لا يفكرن في الهروب من المنزل ويبحثن عن حلول أخرى لحماية أنفسهن من هذا الظلم وذلك التسلط فإنهن وللأسف لا يجدن القنوات المناسبة والتي من الممكن أن يلجأن إليها لتكون سبيلا لحمايتهن من أسرهن وطريقا لبث همومهن وما يواجهنه من مشكلات.

إنني على ثقة بأنه لو تم تأمين مؤسسات رسمية ذات صلاحيات مثمرة تمكن الفتيات من تقديم الشكوى وطرح المشكلات التي يواجهنها بسبب العنف الأسري بكل يسر وسهولة لما كان هناك هروب للفتيات السعوديات بهذه النسب الكبيرة التي تظهر لنا كل عام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد