Al Jazirah NewsPaper Sunday  21/03/2010 G Issue 13688
الأحد 05 ربيع الثاني 1431   العدد  13688
 

إلى رحمة الله يا عماه
إبراهيم بن صالح بن محمد القصير

 

انتقل إلى رحمة الله تعالى عمي عبدالله ابن محمد بن أحمد القصير صاحب الأيادي البيضاء، وإن الكتابة عن شخصية بحجمه تحتاج إلى صفحات؛ لأنه عَلَم كبير أعطى في كل اتجاه ومجال، وبذل في كل ميدان، يحمل بمظهره سمات الرجولة والهيبة والتواضع، مطلع وملم بالأحداث، يحاور هادئاً عميقاً حليماً في مناقشته واثقاً متجرداً محباً للآخرين، يقضي أكثر وقته في العبادة وقراءة القرآن وصلة الرحم، نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته. كان عفيف النفس، كريماً شهماً، يعطي كل من أتى إليه حقه بالتقدير والاهتمام والاستماع، وحواراته تكسوها الهيبة وسمات الحكمة، وأحاديثه تكسوها الفطنة والعلم بالأنساب، وكان يستمع إلى من حوله ويعلق ويشارك، وكانت علاقته بالناس مبنية على الاحترام والدعاء والمحبة حتى لو أخطأ عليه أحد سامحه، بل يدعو له. وكان وصولاً لرحمه، صفته اللين في المعاملة والإحسان لذي القربى من أقربائه على كبر سنه - رحمه الله -. وهذا الهمّ الذي يحمله هو عنوان شخصيته؛ حيث انعكس على علاقته بالآخرين. كان يخدمنا كوالدنا حين كنا صغاراً في منزل واحد، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يخدمه الولدان المخلدون في الجنة بعد أن فاضت روحه إلى رحمة الله فجر يوم الثلاثاء الموافق 21-12-1430هـ. أسأل الله ألا يحرمه من أجر عشر ذي الحجة، وأن تكون مكفرة لخطاياه، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعه بوالديه بالجنة اللذين خدمهما كثيراً، كتأمين ماكينة ماء لوالده - رحمه الله - من أوائل المكائن الزراعية التي وصلت إلى القصيم، وذهب للحج بوالدته (رحمها الله العابدة الزاهدة) من القصيم إلى مكة على بعير واحد، هي تركب وهو يمشي، أسأل الله أن يرزقه المشي في الجنة. رحمك الله يا عمي عبدالله، وجمعنا وإياك ووالدينا في مقعد صدق عند مليك مقتدر. أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينور له في قبره، ويغفر له يوم حشره، وألا يحرمنا أجره، ولا يفتنّا بعده، وأن يغفر لنا وله. ولا نقول إلا: إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا لفراقك يا عماه لمحزونون.

وأني أستذكر قول الأمير سعود بن عبدالله - حفظه الله -:

والله لو مثل ما أعرفه تعرفونه

والا غلاه بهواكم يشبه إحساسي

ما تركضون بخبر موته تجيبونه

موته يهز القلوب ويوقظ الناسي

بريدة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد