Al Jazirah NewsPaper Sunday  21/03/2010 G Issue 13688
الأحد 05 ربيع الثاني 1431   العدد  13688
 

شيء من حتى
الخلطات الشعبية هل هي آمنة..؟
عبد العزيز الوطبان

 

منذ ظهور إيجابية العينات المسحوبة من بعض اللاعبين لم يخلو عمود صحفي من الإشارة للمنشطات وضرورة التوعية بأخطارها وماتسببه من مشاكل صحية على المدى البعيد، وكعادة بعض الأخبار التي تجد رواجاً عند فئة لا بأس بها من (الشامتين) فقد حبكت بعض (السيناريوهات) حول تورط بعض اللاعبين من أندية بعينها مستهدفه بتعاطي المنشطات، وكم تمنينا أن ننظر لهذه (الآفة) من منظار وطني بعيد عن التعصب، بأن يتم التركيز على توعية اللاعبين والوسط الرياضي، وذلك بعقد دورات مكثفة في الأندية، وعقد لقاءات للمتخصصين في وسائل الإعلام المختلفة؛ لتجنيب اللاعبين الوقوع بها دون شعور منهم، ولا شك أن اللاعب يتحمل بالدرجة الأولى المسؤولية كونه لاعبًا محترفًا، والكرة مصدر رزقه، فيجب عليه أن يثقف نفسه بنفسه ولا ينتظر البدار من غيره، وعليه أن يبحث ويسأل، فلا يجب عليه أن يكون سلبياً في قضاياه الخاصة، مع أهمية مشاركة الجهاز الطبي في الأندية في هذه المسؤولية بتحذيرهم من بعض الأدوية التي تحتوي على بعض أنواع المنشطات المحظورة، وقد سرني وعي الجهاز الإداري بكرة الهلال وهو غير مستغرب عندما تحدث بلسانه الرمز الكبير سامي الجابر في أنهم قد أخذوا الحيطة منذ وقت مبكر، وما تعاقدهم مع جهاز طبي محترف يعرف واجباته ومنها تنبيه اللاعبين من تناول أي دواء إلا باستشارتهم إلا دليل على الاحترافية الحقّة في هذا النادي. وقد قفز في ذهني بعض التساؤلات، وأضعها هنا بين ناظري المتخصصين في هذا الجانب، وهو أن وسطنا الرياضي ما هو إلا جزء من مجتمع يؤمن بدرجة كبيرة بالوصفات الشعبية حتى أنها أصبحت ثقافة أصيلة في نفوس أبناء هذا المجتمع، وما أعرفه أن هذه الوصفات قد تتكون من أعشاب طبيعية، لا ضرر من أصلها ولكن مجرد خلطها مع بعضها قد تسبب تفاعلاً كيميائيًّا ضارّا، وينتج عنه بعض المواد نتيجة ذلك التفاعل، وهذه الأعشاب أعتقد أن معرفتها تغيب عن الأجهزة الطبية في أنديتنا، لجهلهم بمركباتها من جهة، وبموادها الخام غير المعروفة في مجتمعاتهم من جهة أخرى، لذلك فإنه من الواجب على من يهمه الأمر مثل وزارة الصحة بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب مثلاً تحليل الأعشاب المعروفة والمستخدمة بكثره في مجتمعنا في معاملها، والنظر في الناتج عند خلطها والعمل على تزويد الأندية بمثل هذه الإجراءات لئلا يقع اللاعب في شرك منشط (ما) نتيجة أخذه أحد الأعشاب على أنه إجراء آمن.

طهور إن شاء الله، والموروث الاتحادي

لا أجد نفسي أبالغ عندما استحضر هذا الدعاء المأثور بعد كل مباراة للاتحاد، فما أشاهده أثناء المباراة وخاصة عندما يكون الحكم محليًّا أو أجنبيّا ذا شخصية ضعيفة كحكم لقاء الهلال بالاتحاد يوم الخميس الماضي، يخرج عن إطار المنافسة الشريفة؛ نتيجة تهور لاعبي الاتحاد وخشونتهم الكبيرة، وخاصة عندما يعجزون عن مجاراة الخصم فيلجؤون للموروث الاتحادي الأصيل القائم على إرهاب الخصم وتقويض مصادر القوة فيه، بضرب أبرز العناصر أو التناوب على ضربه، فخسرنا نجومًا بل رموزًا بسبب هذا الموروث القديم، وما أقوله ليس افتراءً أو من وحي الخيال، بل هو واقع معيش شواهده أكثر من أن تحصى فضلاً عن اعترافات الدكتور مدني رحيمي الأخيرة في حديثه عن ضرب نجوم الخصم والتركيز على أقدامهم المصابة لتعطيلهم وإخراجهم من المباراة فيكسب الاتحاد نقاط المباراة، ويخسر الروح الرياضية!

أبكي على (ما جرالي)3

اعتاد الشعراء العرب البكاء على الأطلال مطلع كل قصيدة، والأطلال كما هي معروفة الآثار القديمة والذكريات التي عاشها الشاعر في بداية حياته، فتجد أن الشاعر في كل مناسبة يقف عند هذه الأطلال ويبكي ما شاء الله له أن يبكي، وقد استلهم بعض الرياضيين وخاصة المحسوبين على الكتابة هذه الطريقة فقلّما يمر عمود رياضي دون أن يبكوا على أطلالهم التي اندرست، والطريف في أحاديث هؤلاء (سعة) وجوههم في (تمرير) معلومات على طريقة (وش دراك إنها كذبة؟) حتى إنه يخيل للقارئ الحصيف أنهم يجتمعون فيما بينهم و(يتحدون) أيهم يضحك القارئ أكثر! ولعل المعلومة الأخيرة التي أتحفنا بها هؤلاء في أن موسم 1410هـ والذي حقق فيه الهلال لقب بطل الدوري ولم يلج مرماه سوى ستة أهداف فقط، حققه الهلال بعد أن تواطأ معه الرائد ليخسر النصر اللقب!.

لن أتحدث عن التشكيك في هذه البطولة والدخول في النوايا، فهذا أمر اعتاد أن يسمعه الشرفاء ممن هم دونهم شرفًا ولم يعد يلقوا له بالاً، لكن حديثي هنا عن المعلومة الكاذبة ولن أقول الخاطئة، فمن كان ينافس الهلال هو الأهلي فقط، ولم يكن للنصر ناقة ولا جمل في ذلك الدوري، وقد ارتفعت حظوظ الأهلي في المنافسة على اللقب بعد أن استطاع هزيمة النصر بثلاثية غير متوقعة بعد أن فقد النصر أمله بالبطولة بتعادله في مباراته مع الاتفاق سلباً في الرياض بداية الدور الثاني، وفي لقاء الهلال الأخير مع الرائد كان يكفي الهلال الفوز بأية نتيجة لحسم اللقب ووقتها دخل الرائد المباراة كأداء واجب فقط بعد أن هبط لمصاف أندية الدرجة الأولى؛ لينتصر الهلال في تلك المباراة على أنغام الجمهور الهلالي الوفي (لا تعتزل يابو فهد، لا لا) ولتشهد المباراة ميلاد نجم النجوم والرمز العالمي واجهة الكرة السعودية سامي بن عبدالله الجابر، وليردد الهلاليون قول الشاعر (إذا خلا منا سيد قام سيد)، وأقول لهؤلاء المضحكين تذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم (ويل لمن يكذب ليضحك القوم) فوالله إنا لنشفق عليكم، وإن كنتم ولا بد فاعلين، فاتجهوا للكتابة المسرحية الكوميدية، فقد يبزغ نجمكم هناك.

بقايا حتى

- تحقيق لاعب الوسط الهلالي للقب هداف الدوري وبرصيد اثني عشر هدفًا فقط، يحتاج إلى وقفة وبحث حول أسباب ندرة الهدّافين وهبوط مستوى المهاجمين الدوليين!.

- انتهى دوري زين بسلبياته وإيجابياته، وكلنا أمل أن نستفيد من أخطائنا، وخاصة مشكلة الجدولة وتأجيل المباريات ومجاملة بعض الفرق على حساب الأخرى، غيرها من المشاكل لنستمتع بدوري قادم أكثر عدلاً وجمالاً.

- كعادة اللاعب محمد نور يثير الشغب والمشاكل في الملاعب، فالخطأ الذي ارتكبه راشد الرهيب ضد ياسر، كان يمكن أن ينتهي في وقته لولا ضرب نور لياسر من الخلف وتنامي المشكلة بدخول رادوي لمنع نور من إيذاء ياسر بطريقة غير مقبولة، وأكمل الناقص النمري بضربه لرادوي خلف الحكم.

- تصرف جريتس وسامي كان حكيما عندما دخلا الملعب لعجز الحكم في فرض شخصيته فكان لهما الدور الأكبر في تهدئة الأمور.

- سبق وأن دخل إداريو النصر بعد أن تسبب المشعل وخوجلي بفوضى عارمة بعد احتجاجهما وضرب الأخير لعزيز، فوجه الاتحاد السعودي خطاب شكر لإدارة النصر على دخولها الملعب وتهدئتها للاعبين.

- أحمد حديد، ومحمد نور، ورادوي، وسلطان النمري، ستكون أسماؤهم وتجاوزاتهم على طاولة لجنة الانضباط في اجتماعها القادم في اختبار لعدالتها، فنرجو ألا تغض الطرف عن الاتحاد كعادتها.

- الهلال دخل المباراة بهدوء، تمكن من التسجيل في وقت مبكر، لكن حكم المباراة أبى إلا أن تخرج المباراة بهذه الصورة (المتشنجة) بتغاضيه عن مخاشنات الاتحاد العنيفة.

- نتمنى التوفيق لفريقي الرائد ونجران في منافسات دوري الدرجة الأولى، ونرجو لهما عودة سريعة، فقد أضفيا على دوري زين الإثارة وكان لجمهورهما بصمة واضحة.

- الجولة القادمة في دوري أبطال آسيا ستحدد الملامح بشكل كبير، فنرجو لفرقنا السعودية التركيز في هذه اللقاءات ونسيان ما عداها.

آخر حتى:

من باعنا بالهجر بعناه بالنيا

ومن جذ حبلي ماوصلت رشاه


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد