Al Jazirah NewsPaper Monday  22/03/2010 G Issue 13689
الأثنين 06 ربيع الثاني 1431   العدد  13689
 
مهرجان الجنادرية للجميع..!
د. فهد بن علي العليان *

 

منذ بدأ المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) -وفق الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- وهو يحمل في مضمونه ومحتواه صورةً رائعة عن تاريخ وحاضر ومستقبل مملكتنا الغالية؛ حيث يجذب هذا المهرجان العديد من الزائرين من داخل المملكة وخارجها لمشاهدة مختلف الفعاليات التي يحتويها. وتُعد رعاية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) بشكل سنوي تأكيداً كبيراً على أهمية الحفاظ على تراث أبناء المملكة العربية السعودية بمناطقها المختلفة، وسعياً واضحاً وجلياً لتعريف الأجيال من الأبناء والبنات بالماضي العريق والحاضر الزاهي والغد المشرق لمملكتنا الغالية.

إن المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) يعد مناسبة ثقافية تاريخية ودليلاً واضحاً وساطعاً على اهتمام قيادة بلدنا الكريمة بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة، مع التأكيد على هويتنا العربية الإسلامية وتأصيل موروثنا الوطني بشتى جوانبه ومحاولة الإبقاء والمحافظة عليه ليبقى ماثلاً للأجيال القادمة. وقد حقق هذا المهرجان طوال سنواته الماضية نجاحات متلاحقة فلم يعد مشهداً عابراً للمتعة فقط بل هو جهد فكري يسعى للارتقاء بالعديد من الجوانب الفكرية والثقافية والتراثية؛ حيث أصبحت الجنادرية إحدى أهم المحطات الثقافية في الوطن العربي والتي يفخر بها كل إنسان سعودي اعتزازاً بماضيه العريق وتطلعاً إلى غده المشرق بإذن الله تعالى.

لكن السؤال الذي أود طرحه هنا هو: هل هذا المهرجان بمختلف فعالياته وأنشطته موجه لطبقة المثقفين والكبار، أم أنه موجه لجميع أفراد المجتمع ؟ ذلك أني ألحظ حرص كثير من الناس على الذهاب إلى الجنادرية دون اصطحاب الصغار من الأولاد والبنات. وأريد هنا أن أوجه دعوةً للآباء والأمهات في مختلف مناطق ومحافظات المملكة لاصطحاب أولادهم وبناتهم لزيارة المهرجان وشرح بعض أنواع التراث للأبناء والبنات وإطلاعهم على الأشياء التراثية التي كانوا يستخدمونها في الملبس والمأكل، والاطلاع على قرية التراث ورؤية الأدوات القديمة التي كان يستخدمها آباؤنا وأجدادنا قبل عشرات السنين، وكذلك مشاهدة معارض الفنون التشكيلية والصناعات اليدوية والحرف التقليدية القديمة لما تمثله من تراث حقيقي وعريق لأبناء هذا الوطن عبر سنين طويلة. وهنا لا بد من التأكيد على هؤلاء الأبناء والبنات بضرورة الاهتمام بها مستقبلاً وكذلك المحافظة عليها؛ لأنها تحكي تاريخاً وتعكس حضارةً وترمز إلى ثقافة أجيال متلاحقة.

كما أوجه دعوةً إلى مسؤولي التعليم في مختلف مناطق ومحافظات مملكتنا الغالية للعمل على مشاركة وفود طلابية من مختلف المراحل الدراسية لزيارة المهرجان وقضاء يوم واحد أو يومين؛ وذلك من أجل اطلاعهم على ما يحويه المهرجان من تاريخ عريق يمثل تراث الآباء والأجداد، وسعياً لنشر ثقافة التراث بين مختلف شرائح أفراد المجتمع، وخاصةً هؤلاء الصغار الذين هم بحاجة إلى رؤية ومشاهدة أدوات الماضي.

وأخيراً، تحية من الأعماق من كل أبناء وبنات وطننا الغالي للقائمين على هذا المهرجان على جهودهم في إنجاح فعاليات هذا المهرجان وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة.



* alelayan@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد