Al Jazirah NewsPaper Monday  22/03/2010 G Issue 13689
الأثنين 06 ربيع الثاني 1431   العدد  13689
 
نهارات أخرى
بانتظار هبوبها
فاطمة العتيبي

 

حين يحتفي العالم بيوم الأم,

أبحث عن حضن أمي..

أركض باتجاه اللا اتجاه

فأكون في الفراغ

بين الحلم واليقظة

بين امتلائي بها وخلو ذراعي منها

كلما ركضت عبرني هبوبها المضمخ برائحة دهن عودها وحناء يديها

هبوب يوقظ الصحراء المبلّلة بالمطر داخلي..

أكونها كلما لاح وجه عبد الله بن عبد العزيز يتمايل وسيفه الصقيل يضيء لنا الدروب..

أكونها وخلف بن هذال يلقي تحيته العسكرية في مساء الجنادرية..

يتلو القصيد ويهز القلوب حباً وولاءً للصحراء المبلّلة برائحة المطر..

أكونها, أبتسم كما هي ابتسامتها تماماً!

حين سرى بنا سار في ملحمته وحدة وطن..كنت وهي بين النجوم

في سماء نجد الصافية.. حملتنا الكلمات إلى العلو الذي يرى كل الأشياء متماثلة.. ومتعايشة ومتصافحة بسلام..

أكونها حين تبرق لغة الفروسية والصقارة والعرضة التي يغني فيها الرجال يا دار لنا حقك علينا..

كم هي الأيام حافلة بحضورك وغيابك..

كلما جاء يوم الأم

غنيت لها بصمت ودعوت لها بشجن وقلت لها أنا على عهدك

أمد يدي أنتظر أن ألمس كفها الندية كسحابة لكن من يصافحني السراب!

أدير رقم منزلنا القديم أظنها سترد بصوتها النجدي العذب.. فلا أجد الجواب!!

لكنها لا تجيء

أحتفل بها كل عام

وهي لا تجيء

أولم لها وأجمع لها كل ما تحب

لكنها لا تجيء

يمرني هبوبها الجميل كلما ألح الشوق.

مثل طمأنينة تزورني

مثل بسملة وحوقلة وأهزوجة فلكلورية تهدهدك لتنام وتستيقظ في غدك نشيطاً تكمل حياتك..هي أمي..أعيش على

وبانتظار هبوبها!



fatemh2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد