Al Jazirah NewsPaper Monday  22/03/2010 G Issue 13689
الأثنين 06 ربيع الثاني 1431   العدد  13689
 
مدائن
معاهدة اليمن كانت تاريخية
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

 

هناك بعض القضايا تحتاج إلى عقود من السنوات حتى يتم استيعابها وفهمها.. وأهل القانون يعرفون هذه الحقيقة فقد يحتاج تعديل فقرة قانونية إلى أكثر من نصف قرن من الزمن بعد أن تخضع إلى التجريب والتطبيق والتعرف على جميع الأوجه حتى يتم استبدالها أو تعديل بعض إجراءاتها.. ففي لقاء الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي أجراه الأستاذ داوود الشريان وبمشاركة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك، ورئيس تحرير جريدة الوطن الأستاذ جمال خاشقجي وعرضته قناة العربية مساء الجمعة الماضي قال الرئيس اليمني: «معاهدة الحدود تلك هي التي نقلت العلاقات السعودية اليمنية نقلة نوعية والتي كان وراءها الملك عبدالله، الذي كان شجاعاً، وهذا ليس مدحاً فيه، كان الملك عبدالله شجاعاً لأنه أتى إلى صنعاء وتحدث معنا حول المعاهدة وكنا حاضرين وكانت هناك قوى تشكك في ذلك أثناء ما كنا نبت في الأمر، ولكن أتينا بتاريخ (18) إلى جدة وأنهينا مسألة الحدود». انتهى جريدة الجزيرة يوم أول أمس السبت..

لا أحد يشك أن اتفاقية الحدود مع اليمن هي اتفاقية تاريخية ومثلها اتفاقية الحدود مع العراق لكننا في ظل ظروف سياسية عاصفة مرت بها المنطقة بعد حرب الخليج الأولى والثانية في الكويت وحرب العراق وأفغانستان كان المزاج السياسي في الشرق العربي ملبداً بالغيوم والتطورات السريعة التي معها لم ننتبه إلى تلك المعاهدة مع اليمن وترسيم الحدود التي كانت هماً وطنياً منذ توحيد المملكة.. وقد أشار لها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بأنها معاهدة نوعية نقلت العلاقات السعودية اليمنية إلى مستوى أعلى من الثقة والتعامل والتنسيق. وهي بالفعل من الإنجازات التاريخية لبلادنا التي حققها الملك عبدالله ليصبح الخط الحدودي من طرفه الجنوبي الغربي وحتى الطرف الجنوبي الشرقي خطاً حدودياً تنظم علاقته والتزاماته وتضمنه بإذن الله معاهدات بين دولتين، وموثقة في الأمم المتحدة والمنظمات والهيئات العالمية.

أهمية المعاهدة التي أنجزت بشجاعة وإصرار من الملك عبدالله يظهر سطوعها في الحرب الأخيرة على حدودنا عندما اجتاز الحوثيون خط الحدود ودخلوا بعض قرانا، فلو أن المعاهدة لم توقع والحدود لم ترسم لكانت مجالاً لتدخلات إقليمية وقوى أجنبية تحت مظلة أراضٍ متنازع عليها وادعاءات وقلباً للحقائق، وكان يمكن أن تطول الأزمة ولا يتم لجم ودحر الحوثيين.. فمعاهدة الحدود تحتاج منا الرعاية الإعلامية وجعلها رقماً تاريخياً في سجلنا الحضاري.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد