Al Jazirah NewsPaper Monday  22/03/2010 G Issue 13689
الأثنين 06 ربيع الثاني 1431   العدد  13689
 
من القلب
رحم الله العصامي أحمد الصغير!!‏
صالح رضا

 

قال لي الزميل مدير المدرسة التي درس ويدرس بها أبناء ‏اللاعب أحمد الصغير - رحمه الله -.. أنه كان يجب كثيرا عندما ‏يراه بعد فجر كل يوم يوصل أبناءه إلى المدرسة ويحرص على ‏إدخالهم لفناء المدرسة ثم العودة ظهرا ودخوله مرة أخرى لداخل ‏الفناء واصطحاب أبناءه بكل همه وجدية بينما أكثر الآباء يوقف ‏أبنائهم في الناحية الأخرى من الشارع ويتركونهم يترجلون بين ‏السيارات والحافلات معرضين أبنائهم للخطر المحاق رغم التنبيه ‏عليهم.. وكأني بهم يتخلصون من واجب (التوصيل).. وأما ‏السائقين فحدث في إهمالهم ولا حرج.. هذا عدا عن متابعته الحثيثة ‏لسير أبنائه السلوكي وتحصيلهم الدراسي.‏

قلت: هذه الجدية وهذا الانضباط وهذا السلوك الحضاري هو ‏من جعل اللاعب احمد الصغير أفضل لاعب وسط سعودي تطأ قدميه ‏الملاعب السعودية حتى هذه اللحظة.. حتى اللاعبين الأجانب لم ‏يتخطاه تهديفا غير البرازيلي رفلينو.‏

أحمد الصغير الذي انتقل إلى رحمة الله.. لعل الكثير لا يعرف ‏عن طفولة البؤس والحرمان التي عاشها.. ولا يعلم عن انتقاله من ‏مرحلة الطفولة البائسة لمرحلة الرجولة الناضجة.. أحدا... دون ‏المرور بالمراحل السنية المختلفة.. فالمعاناة اختصرت الحياة.. ‏ولو تعلم أخي القارئ بقسوة المعاناة التي عايشها أحمد قبل الانتقال ‏إلى المملكة.. لأصبت بالذهول من هو ما عانى وما قاسى في دنياه‏‏.. حتى وصل إلى بر الأمان.. إلى القلب الكبير.. صاحب السمو ‏الملكي الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز له - رحمه الله - والد ‏الأهلاويين ورمزهم الأوحد والأكبر ورائد الرياضة السعودية.. ‏فاحتضنه وعالج جراح روحه وشقاءه معاناته.. بقلبه الكبير وبيده ‏الحانية.. ثم ألحقه بالنادي الأهلي السعودي أبنا بارا بناديه ‏وبمنتخب بلاده إلى أن يشاء الله استرداد أمانته وهو يمارس ‏الرياضة التي أحبها وأحبته وأعطاها فأعطته هذا الحب الجارف بين ‏منسوبي الرياضة في المملكة كافة.‏

آخر مرة قابلته.. كان صباح يوم جميل قبل بضعة أشهر.. ‏ووجهه كان ينضح بشرا وبشاشة وابتسامته المشرقة التي لا ‏تفارقه.. أضفت جمالا على جمال ذلك الصباح. ‏

فاللهم يا حنَّان يا منَّان، اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم ‏نزله واجزه عن الإحسان إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً وثبته ‏عند السؤال وآمنه من الخوف والفزع يوم القيامة.‏

اللهم إن رحمتك وسعت كل شيء فارحمه رحمة تطمئن بها نفسه ‏وتقر بها روحه.. واحشره مع المتقين إلى الرحمن وفداً.. فسيرته ‏العطرة بين الناس هي نور منك يا الله.. واجعل في وجهه نوراً ‏حتى تبعثه آمنًا مطمئناً في كنفك ورحمتك.. اللهم أبدله داراً خيراً ‏من داره وأهلاً خيراً من أهله وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ‏ومن عذاب النار.. وتوله بما أنت أهله ولا تتولاه بما هو أهله.‏

اللهم لا نزكيه عليك ولكنا نحسبه أنه آمن وعمل صالحاً فاجعل له ‏جنتين ذواتي أفنان بحق قولك: ‏(ولمن خاف مقام ربه جنتان)‏

رحمك الله يا أحمد رحمة واسعة وأبدلك الله هذه الدنيا الفانية بجنة ‏قطوفها دانية.‏

إن العين لتدمع.. وإن القلب ليخشع.. وإننا لفراقك يا أحمد ‏لمحزنون (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)

نبضات!!‏

الهلال يقدم حضارة بالغة الرقي.. ومشكلته الحقيقية أنه يلعب ‏في أوساط بالغة التخلف.. فلا توقف انتصاراته إلا بتعمد ‏الإصابات.. ومصاحبة ظلم تحكيم.. وكم هو محزن جدا ما ‏حصل في مباراة الاتحاد والهلال من خروج المباراة من نطاق ‏كرة القدم إلى نطاق غير أخلاقي على الإطلاق.. فالفريق البطل ‏المتفوق سيتذكر دوما كيف عوقب على أخطاء غيره.. ‏والفريق الدون سيتذكر دوما أي هدايا تلقاها!!‏

ضربة الجزاء الظالمة على الهلال كان بإمكان الحارس محمد ‏الدعيع صدها لو بقي في مكانة.. فركلة نور للكرة كانت ركلة ‏اليائس!!‏

إذا صحت توقعات العقوبات التي انتشرت - وهي باطل في ‏باطل - فقل على الكرة السعودية السلام... فإلى متى لا يعاقب ‏نور شرارة الأحداث.. وجمهور الاتحاد على الهتافات ‏المسيئة.. وراشد الرهيب على حركته القذرة تلك.. عدا ‏توجيه لفت نظر على من أستقدم ذلك الحكم الكئيب.. ثم ليشكر ‏اللاعب الكبير والخلوق ياسر القحطاني لالتزامه ضبط النفس ‏لدرجاتها القصوى تجاه حركة اللاعب رهيب المقززة والمنفرة ‏والتي تدل على قلة اكتراث بالقيم الإسلامية والاجتماعية!!.. ‏أما رادوي فقد دخل يدافع عن زملائه الذين يتعرضون لمختلف ‏السلوكيات المشينة التي يمكن أن تشاهدها في ملعب كرة قدم ‏بالعالم فلا يلام بتدخله أكثر من عقاب البطاقة الحمراء!!

الاتحاد يفترس كبار الأهلي وصغارهم وشبابهم.. وبعض ‏الأهلاويين لا حول ولا قوة لهم.. حتى الآهات لا يستطيعون ‏إخراجها نحو العميد.. وكنت أغالط نفسي.. وأغالط الزملاء.. لكن الحقيقة تظهر صارخة.. فهل وصل ‏الحال ببعض الأهلاويين من التبعية الاتحادية؟!!.. الله ‏المستعان.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد