Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/03/2010 G Issue 13695
الأحد 12 ربيع الثاني 1431   العدد  13695
 
الشجرة زينة وجمال وظل
عبد الله بن حمد الحقيل

 

يفتتح سنوياً أسبوع الشجرة الثالث والثلاثون بمدنية الرياض تحت شعار: حافظ على البيئة بزراعة الشجرة.. وهو شعار جميل.. ولقد عمَّت النهضة الحضارية بلادنا في شتى المجالات.. ولم تقتصر على جانب من الجوانب، ولقد بُذلت جهودٌ لا يُستهان بها في تشجير الشوارع وإنشاء الحدائق ولمس الجميع فائدة ذلك.. وأن الشجرة آية من آيات الله تبعث على البهجة.. وتوحي بالراحة والاطمئنان وتبهج النفس بلونها وشكلها وجمالها، لما لها من دور عظيم.. وشأن كبير في حياة الإنسان والطير والحيوان.. وكل كائن حي.. فهي تعطي الأرض منظراً جميلاً حيث تكسوها الخضرة وتضفي عليها البهجة والجمال.

ويهتم الكثير من الأمم بالأشجار وتنميتها والمحافظة عليها.. حيث إنها تشيع الخضرة والبهجة في النفوس، وتحافظ على البيئة وتنمي الثروات الطبيعية، وفي هذه الأيام نعيش أسبوع الشجرة، ولَكم شعرنا بفائدة الشجرة وغرسها، والشجرة كما هو معروف آية من آيات الله، تبعث على الراحة بلونها الأخضر، فهي تُلطف الجو وتنقي الهواء وتجمل المدن وتحافظ على التربة من الانهيار.. وتعطي الأرض منظراً جميلاً تكسوها بالخضرة وتضفي عليها البهجة وتحوِّلها من صحراء جرداء مقفرة إلى بساط سندسي أخضر بديع يشرح الصدر ويريح الخاطر، وكم للشجرة من فوائد عظيمة، فهي زينة وجمال وبهجة تنشر الظل الوارف وتقي من وهج الشمس والرياح والسموم، ولقد قال الله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ}.. (يس 80)، صدق الله العظيم، ولا ننسى شجرة الرضوان التي اختارها الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية حتى يأخذ تحتها البيعة كما قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}.

وما أجمل أن نهتم بالشجرة في بيوتنا وشوارعنا ونكثر من الحدائق وزيادة الرقعة الخضراء، خصوصاً أن الكثير من الأشجار والنباتات أثبتت نجاحاً وملاءمة لظروف مناخ بلادنا الحار صيفاً والبارد شتاءً، كما أن كثيراً من الأشجار يطرد الناموس والذباب والحشرات.. إن الشجرة من أهم مظاهر الجمال الطبيعي لأي مدينة، كما أن حفيفها ونسماتها تضفي على الأنفس الجمال والروعة وتبعث الراحة والسكينة في نفس المشاهد.. وأن التوسع في إقامة المتنزهات والحدائق والتشجير سيزيد المساحات الخضراء وترتدي مدننا لباس الخضرة والبهجة والجمال ويتمتع المشاهد بمنظرها الزاهي البديع.. ولكم أوحت المناظر الخضراء للشعراء بالقول الجميل والوصف الرائع البديع، ولقد اهتم بها القرآن الكريم في أكثر من موضع ليلفت النظر إليها.. وداعياً النفس للتأمل فيها.. وأعطاها الرسول صلى الله عليه وسلم من أحاديثه الشيء الكثير اهتماماً بها لكثرة عطائها، ضرب الله بالشجرة الطيبة المثل للكلمة الطيبة.. فالشجرة الطيبة لها عطاء.. والكلمة الطيبة لها عطاء في شرح الصدر وراحة النفس والضمير والقلب، يقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}، وفي القرآن الكريم الكثير عن الشجر وفوائده.. ومن أجل الاهتمام بالشجر وغرسه للفائدة التي فيها قال عليه الصلاة والسلام: (إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها).. لذا.. فالشجرة بهجة وحسن وجمال.. فمزيداً من الاهتمام بها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد