Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/04/2010 G Issue 13699
الخميس 16 ربيع الثاني 1431   العدد  13699
 
الدورات المنتظرة من المؤسسة العامة للتدريب المهني
محمود بن عبد الله القويحص

 

كثيراً ما ننعت شبابنا بعدم القدرة على تحمّل المسؤولية، وفي جميع أمورهم اتكاليون ومعتمدون على الغير، وبأنهم سلبيون وغير قادرين على مزاولة أي عمل يدوي أو مهني في حياتهم العامة، وهذا يرجع إلى أسباب كثيرة، ولكن من أهمّها أننا لم نهيئ لهم البيئة المناسبة للتدريب وتعلّم المهارات اليدوية والمهنية، فالطالب منذ أن يلتحق بالتعليم العام وحتى تخرّجه (منه) لم يتدرب أو يتعلّم على شيء من ذلك، وهذا خلل يحتاج إلى استدراك وآلية لغرس ثقافة العمل اليدوي والمهني في نفوس الجيل القادم، فإعداد الشباب لحياة العمل والاعتماد على الذات، ومزاولة الأعمال المهنية، وكسب مهاراتها - على أقل تقدير الحد الأدنى منها - أمر ومطلب ضروري، فمن تعوّد على أمر منذ الصغر تمكّن منه واستساغه بالكبر، وإلاّ فكيف نطالب الشباب بعد أن يتجاوزوا العقدين من أعمارهم بمزاولة الأعمال اليدوية والمهنية كأن يقوموا بأعمال بسيطة في صيانة منازلهم من سباكة وكهرباء، أو عمل بعض الإصلاحات اليسيرة لسياراتهم، أو الانخراط مستقبلاً بمزاولة أحد الأعمال المهنية وهم لم يتدربوا قط على هذا العمل، ففي هذا الطلب شيء من المستحيل، لذا فإننا بأمس الحاجة إلى كسر الحاجز ما بين الشباب والعمل المهني - وأخص بذلك طلبة المرحلة الثانوية والجامعية - ولعل مما يساعد على ذلك: استغلال وقت الإجازة الصيفية لبداية غرس هذه الثقافة في نفوس الشباب عن طريق عقد الدورات التدريبية بعدة مستويات (مبتدئ، ومتوسط، ومتقدم) بإشراف مباشر من المؤسسة العامة للتدريب الفني والمهني، وبدعم من الشركات والمؤسسات الأهلية التي يجب أن يكون لها دور كبير في هذا الشأن كي تتحقق الشراكة الاجتماعية بمفهومها الواسع، فستة أسابيع يقضيها الشاب على مدار عدة سنوات من عمره وقت كاف بأن يتقن المهارات المهنية مثل: ميكانيكا السيارات، والكهرباء، والإلكترونيات، والنجارة، والسباكة، والحدادة، والتبريد، وغير ذلك كثير مما يؤهله بعدها أن ينال شهادة اجتياز وإتمام دورة معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب المهني، مع ما يحصل عليه من مكافأة مالية تحفيزاً وتشجيعاً له على حضوره ومشاركته الفعَّالة.

إنّ وضع عدّة خيارات أمام الشباب أثناء الإجازة الصيفية يقضي على وقت فراغهم، ويمكّنهم من استغلالها بما يعود عليهم بالنفع والفائدة في دينهم ودنياهم.

وعلى المؤسسة - كونها هي الجهة المعنية بتدريب الشباب في المملكة - إدراج ذلك ضمن برامجها وخططها الإستراتيجية بالتنسيق والتعاون مع القطاع الخاص.

وما ذكرته ليس بالأمر المستحدث، أو ضرباً من الخيال، أو أمراً مبالغاً فيه يصعب تحقيقه، أو لم أسبق إليه، فقد كانت عمادة خدمة المجتمع بالمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني إلى قبل فترة قريبة تقوم مشكورة بعقد هذه الدورات بشكل مختصر ومحدود - وعليها إقبال شديد من قبل الشباب الذين لديهم الحماس والرغبة في التعلّم والتدرب المهني - وكان كثير من أولياء أمور الشباب يتطلع إلى المزيد من هذه الدورات، ونشرها في جميع المدن والأحياء، ولكن وللأسف الشديد تفاجأ الجميع بإيقافها دون معرفة الأسباب. إنّ هذه الدورات يجب أن تكون مشروعاً وطنياً لنشر التدريب المهني بين الشباب، فالشباب يحتاج إلى وقفة قوية متكاتفة، ودعم متواصل من جميع الجهات الحكومية والأهلية، فمصير كل أمّة يتوقف على شبابها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد